العاصمة الإدارية.. تنهي خسائر "اختناق القاهرة"
كتبت - هبة عوض
اختناق العاصمة، مفهوم يتردد على ألسنة الكثير من المصريين، منذ عدة عقود، ورغم ما يسببه هذا الاختناق من ضيق بالنفوس، فإنه يؤثر بشكل جلل على اقتصاد الدولة، و"لقمة عيش" المواطنين.
بوابة روزاليوسف حاولت توضيح هذا الأثر الاقتصادي، والفرص الضائعة التي عانتها مصر، بسبب تفشي وتزايد هذه الظاهرة، وكذا توجه الدولة للتصدي لها، ومعالجتها من جذورها.
الدكتورة بسنت فهمي، النائبة البرلمانية، والخبيرة الاقتصادية، قالت: مشاكل المرور والزحام، من أخطر المشاكل التي تواجه الدول، على مستوى الدولة نفسها، وكذا مواطنيها، ففي أوقات الذروة بمصر، تتوقف الحياة، وفى حالة وصول الدولة للشلل، يحدث كما "نشاهد بالأفلام الأمريكية"، من تحول الطرق بالدولة، لجراج لا يتحرك به أحد.
وأضافت فهمي: استكمالا لهذا المشهد التخيلي "الوارد الحدوث"، حال لم تتحرك الدول، التي تشهد تلك الأزمة، فإنه تتوقف حالة السفر قدوما وذهابا، وتتوقف حركة السياحة، وتتعطل خدمات الإسعاف والحرائق والأمن، وتشل تحركات البعثات الدبلوماسية، وخدمات البنوك والشركات، ما يؤدي نهاية، لتوقف حياة المواطن ذاته.
وأشارت الخبيرة الاقتصادية، إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات، كان قد طرح فكرة إقامة عاصمة جديدة لمصر، منذ 40 عاما، إلا أن ذلك لم يتحقق، لافتة إلى أنه من ضمن أسباب رفض ملف مصر، في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة العالم 2020، كان مشكلة الزحام بالقاهرة، وهو ما يعد مثالا للفرص الضائعة على مصر، جراء عدم حل تلك المشكلة، مؤكدة أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، إنما يدل على أنه "وضع يده على الجرح"، وأنه قرر مداواته وليس "تسكين ألمه".
من جانبه قال الدكتور محسن خضير، الخبير الاقتصادي، إن البنك الدولي في تقرير سابق له، قدر حجم الخسائر التي يتحملها الاقتصاد المصري بسبب الزحام المروري في القاهرة سنويا بنحو 47 مليار جنيه متوقعا أن يرتفع حجم الهدر إلى نحو 501 مليار جنيه بحلول عام 2030.
وأضاف خضير، أن الأزمة المرورية في القاهرة، تستقطع ما يقدر بـ15% من نصيب المواطن المصري من الناتج الإجمالي، كما يقول البنك الدولي الذي يقدر أن خسائر زحام العاصمة مثلت نحو 3.6% من إجمالي الناتج المحلي.
ورد الخبير الاقتصادي، على تساؤل البعض، لماذا الآن تنشأ العاصمة الإدارية، ومصر بحاجة لاستثمار للخروج من الكبوة الاقتصادية التي تعاني منها، بأن العاصمة الجديدة ستحل أزمة اختناق القاهرة، وستلعب دورا كبيرا في تنشيط الحركة الاقتصادية والتنمية من خلال تشغيل عشرات المصانع والشركات وآلاف الشباب.
وأشار إلى أنه سيتم نقل مواقع وهيئات ووزارات الحكومة المركزية من القاهرة المزدحمة إلى العاصمة الجديدة، ما يشكل فرصة هائلة لتحديث وتطوير الجهاز الحكومي، وتقديم الخدمات للمواطنين على أحدث مستوى.



