دراسة: وسائل التواصل الاجتماعي تنشر الأكاذيب
كتب - عبد الحليم حفينة
توصلت دراسة جديدة إلى أن المعلومات الخاطئة على شبكة التواصل الاجتماعي تنتقل أسرع ست مرات من الحقائق؛ لتصل إلى أكبر عدد من الناس، ووفقًا للباحثين لا يمكن إلقاء اللوم على البوتات (الحسابات آلية النشر).
وقد عكف الباحثون في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا على دراسة أكثر من 126 ألف قصة تم نشرها خلال عدة ملايين من المرات، وذلك بين عامي 2006 و2016، أي قبل أن يدشن ترامب حملته الانتخابية، وقد وجدوا أن الأخبار المزيفة يتم نشرها بشكل أسرع وأعمق وأوسع نطاقًا من الحقائق في جميع فئات المعلومات، وفقًا للدراسة التي نشرت في دورية “science” العلمية.
وقد قامت إدارة موقع تويتر بتمويل الدراسة دون أي تدخل منها، ووفقًا للباحثين، فإن متوسط القصة الكاذبة يستغرق 10 ساعات للوصول لـ1500 من مستخدمي تويتر، في حين متوسط القصص الحقيقية يصل لـ60 ساعة، وفي المتوسط تصل المعلومات الخاطئة بشكل أسرع 35% من الأخبار الصحيحة.
وفي حين لم يقم بإعادة تغريد الأخبار الحقيقية أكثر من 1000 شخص، وصل أعلى 1% من الأخبار المزيفة إلى إعادة تغريد أكثر من 100 ألف شخص.
وعندما حاول الباحثون تدقيق تراكم القصص، بربطها من شخص لآخر؛ كشجرة العائلة، وجدوا أن المعلومات الكاذبة وصلت لأكثر من 24 جيلا، في حين وصلت الحقيقية إلى 12 جيلا.
تقنيات الدراسة
اعتمدت الدراسة التي أجراها معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا على فحص 126.285 قصة من خلال 6 مواقع مستقلة في فحص مصداقية المعلومات:
snopes.com
politifact.com
factcheck.org
truthorfiction.com
hoax-slayer.com
urbanlegends.about.com
وقامت على عملية فحص الأخبار على أساس كون الأخبار صحيحة أو خاطئة، أو مختلطة، وقد توصلت نتيجة الفحص إلى أن ما يقرب من ثلثي الأخبار زائف، وأقل من الخُمس أخبار صحيحة، وباقي القصص مختلطة.
وقال سارن أرال، الأستاذ المساعد في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، إن مواقع التدقيق الستة اتفقت مع بعضها على تصنيف ما لا يقل عن 95% من الوقت، بالإضافة إلى اثنين من الباحثين المستقلين الذين قاما بفحص مستقل للتأكد من أن كل شيء كان على ما يرام.
قصص الدراسة
ويقول المعد الرئيسي للدراسة "سوروش فوسوجي" أن هناك ثلاثة قصص كاذبة رئيسية تناولها المستخدمون عبر موقع تويتر، تدور الأولى حول قصة الحارس المسلم الذي تم الادعاء انه أحد أبطال تفجيرات باريس عام 2015، وقصة ترشيح أحد قدامى المحاربين في حرب العراق "Caitlyn Jenner" لجائزة “ESPN”، بالإضافة إلى قصة حلقة من "عائلة سيمبسون" التي قيل إنها حذرت من رئاسة ترامب في عام 2000.
وحاول الباحثون التوصل إلى نوعية القصص الأكثر رواجًا والأوسع انتشارًا، وتقول سارن آرال أن القصص السياسية الكاذبة والأخبار المفاجئة والمرتبطة بالجريمة، أكثر انتشارًا من غيرها من الأخبار الكاذبة.
ويقول دان كاهان من جامعة ييل: "كلما كانت الأخبار أكثر غموضًا، كلما زاد احتمال إعادة تغريدها.
خلفيات
تصاعد القلق داخل المجتمع الأمريكي بسبب الأدلة التي تشير إلى تورط الروس بالتدخل في الانتخابات الأمريكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإلحاق الضرر بهيلاري كلينتون، الأمر الذي دفع مواقع التواصل إلى إعادة تقييم أدائها، فقد أعلنت إدارة تويتر في وقتٍ سابق من هذا الشهر أنها تسعى للحصول على مساعدة من خبراء من خارج الموقع للتعامل بشكل أفضل مع المشكلة.
بينما أعلن موقع "فيس بوك" هذا الأسبوع شراكة مع "أسوشيتد برس" لتنقيح القصص التي يتم تداولها عبر الموقع، وكانت إدارة الموقع، قد أعلنت إجراءات جديدة أعلنها مؤسس الموقع "مارك زوكربيرج"، ويعتبر أهمها، إعطاء الأولوية في الظهور للمحتوى الذي يتعلق بالعائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى تقليص محتوى بث الأخبار من 5% إلى 4%، مع استخدام استطلاعات الرأي لتحديد وسائل الإعلام ذات المصداقية، ما يدفع بتقليل المحتوى الذي لا يحظى بثقة كافية.



