انفجار غزة يكشف محاولات إفشال مصالحة فتح وحماس
كتب - مصطفى سيف
لم يكن الانفجار الذي وقع صباح اليوم واستهدف موكب رامي الحمد الله، رئيس الوزراء الفلسطيني، إلا كاشفة للمحاولات الخارجية التي تريد إفساد المصالحة بين فتح وحماس.
وكانت حماس وفتح قد وقعتا اتفاق مصالحة في القاهرة برعاية اللواء خالد فوزي، مدير المخابرات العامة، في 12 أكتوبر الماضي، اتفقا فيه على تسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن الانفجار وقع أثناء وصول الحمد الله إلى القطاع، دون أن يصاب رئيس الوزراء بأذى. وظهر الحمد الله في لقطات تلفزيونية على الهواء وهو يشارك في فعالية بغزة بعد أنباء الانفجار، إلا أنَّ الرئاسة الفلسطينية أصدرت بيان حمّلت فيه حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيو 2007، المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف موكب الحمد الله.

من جهتها قالت وزارة الداخلية التابعة لحماس إن الانفجار وقع أثناء مرور موكب الحمد الله في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، لم يسفر عن إصابات.
وحمّل نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، حركة حماس المسؤولية الكاملة قائلًا "على حماس أن تعلم جيدًا أن محاولة الاغتيال لن تمر مرور الكرام".
وأضاف "أبو ردينة"، خلال مداخلة تليفزيونية اليوم الثلاثاء، أن اعتداء اليوم يؤكد أن المؤامرة مازالت مستمرة، معقبًا "الحكومة تقول لأعضاء حماس أنتم فاشلون في السيطرة على الأمن، ومطالبتكم بأن تكونوا جزءًا من الجهاز الأمني مرفوضة".
وقالت د. حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن هذا العمل المستهجن والخارج عن النهج الوطني والأخلاقي يستهدف المصالحة والمصلحة الوطنية الفلسطينية والقضية الفلسطينية بكاملها.
وأشارت إلى أن هذه الجريمة يجب أن تزيدنا عزيمة وإصرارا على إنهاء الانقسام ومواصلة الجهود لإتمام المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني الموحد.
بينما قطع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زيارته المقرر لها اليوم إلى الأردن، وعاد إلى قطاع غزة، لعقد سلسلة من الاجتماعات لاتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة.
وفتحت حماس تحقيقًا في الواقعة وأعلنت اعتقال 2 من الإرهابيين إلا أنَّ أبو ردينة اعتبر أن ذلك ليس كافيًّا، مطالبًا بـ"إظهار الحقيقة بالكامل".
وأكّد ضرورة أن تضع حماس المعلومات كاملة أمام القيادة الفلسطينية؛ "لأنه يجب أن يعلم الجميع أن من يقف وراء هذا الحادث يريد تهديد الشعب ووحدته وتسهيل مرور دولة غزة التي نرفضها ويرفضها الشعب الفلسطيني بأسره" على حد تعبيره.

فيما اعتبر البعض أنَّ محاولة الاستهداف تهدف لتصفية القضية الفلسطينية في مرحلة حرجة ومفصلية تعيشها قضية الشعب الفلسطيني، ورأى هؤلاء أنَّ هذا الانفجار يأتي في سياق المحاولات المستمرة الرامية لإفشال جهود الرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة، وأيضا في إطار محاولات بعثرة الأوراق الفلسطينية وإفشال جهود حكومة الوفاق الوطني لإعادة إعمار قطاع غزة والنهوض به.
وذهب البعض إلى أنَّ الانفجار يتساوى مع مخططات الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وتعزيز الانقسام ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وطالب عزام الأحمد، القيادي في حركة فتح، الوفد الأمني المصري بقول الحقيقة عمن يعطّل المصالحة، حسبما نقلت عنه وكالة معًا الإخبارية القريبة من الرئيس الفلسطيني.
بينما رأى رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطيني اللواء ماجد فرج أنَّه "من المبكر اتهام أحد ولكن من هو موجود يتحمل المسؤولية الكاملة عن ضمان سلامة الأراضي".



