الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تاء التأنيث تعتلى الـ"CIA"

تاء التأنيث تعتلى
تاء التأنيث تعتلى الـ"CIA"
كتب - عبد الحليم حفينة

تُعد جينا شيري هاسبل إحدى أبرز السيدات اللاتي عملن في مجال الاستخبارات؛ حيث بدأت عملها كضابط استخبارات بوكالة الاستخبارات المركزية عام 1985م، شاركت في عمليات تجسس لصالح الـ CIA، كما أدارت سجون سرية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

قرار تعيين "هاسبل" في فبرايرمن العام الماضي، نائبًا لمدير وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA ، أثار حفيظة منظمات حقوقية أمريكية وأعضاء بمجلس الشيوخ، وجاء تعيينها اليوم لتكون مديرًا لوكالة الاستخبارات الأمريكية كأول إمرأة تتولى هذا المنصب الحساس، خلفًا لمايك بومبيو الذي تولى وزارة الخارجية، بعد إقالة ريكس تيلرسون، وقد نكأ هذ القرار جراح عمليات التعذيب التي قادتها هاسبل في ظل إدارة  الرئيس جورج بوش الإبن في أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر.

اتهامات بالتعذيب

قضت هاسبل أكثر من ثلاثين عامًا في تقديم خدمات خاصة ذات طابع سري وفقًا لطبيعة وظيفتها الحساسة، وقد أدت خدماتها بالعديد من الدول والعواصم، كان من أهمها تمثيل وكالة الاستخبارات  بلادها في لندن، وذلك قبل  أن تكو ن مسؤولة عن برامج تعذيب سرية، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.        

وأشار تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في فبرير من العام الماضي إلى تورط هاسبل في عمليات تعذيب عن طريق الإيهام بالغرق؛ حيث كانت مسؤول عن سجن سري بتايلاند أطلق عليه "عين القط"؛ حيث تم إجراء عمليات استجواب استخدمت أساليب مروّعة تجاه مشتبه بهم في الإنتماء لتظيم القاعدة، ومنهم أبو زبيد وعبد الرحمن النشيري؛ حيث ُصنف أبو زبيدة على أنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، وتعرض لأكثر من 83 عملية إيهام بالغرق، وهو الرجل الذي برأته وزارة العدل الأمريكية في عام 2009 وأقرَت بعدم تورطه أو علمه بالتفجيرات التي ُأعتقل على خلفيتها.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن هاسبل تورطت في إخفاء الأدلة فعندما كانت رئيس أركان مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية أرسلت برقية سرية لتدمير شرائط الفيديو الخاصة بعمليات التعذيب، حيث كان يعتزم محاميو المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب أن يستخدموها في المحاكم.

بين الدعم والهجوم

 وقد أشاد بها الزعماء الجمهوريين في لجنتي الاستخبارات مجلس النواب والشيوخ، إلا أن إثنين من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس الشيوخ رون وايدن وومارتن هايرنيش  قد أصدرا بيان عند تعيينها بمنصب نائب مدير الوكالة، أعلنا فيه عن رفضهما لهذا القرار بسبب تخوفهما من ماضيها المهني السئ.

في ذلك الحين أصدر مايك بومبيو بيانًا أشاد فيه بهاسبل وقال أنها قضت أكثر من 30 عامًا في خدمة الولايات المتحدة، كما وصفها بأنها "قائدة جديرة لديها قدرة كبيرة على إنجاز المهام،و إلهام من حولها.

بينما قال مسؤولون سابقون بوكالة الاستخبارات الأمريكية أن هاسبل كانت تحظى بتقدير كبير كضابط وقائد  فعال في الوكالة، وأشاروا  إلى أنها تعرضت لعقوبات جائرة، بسبب دورها في عمليات مكافحة الإرهاب، التي ُأطلقت بعد أحداث 11 سبتمبر، والتي نفذتها بموافقة وزراة العدل آنذاك، وقد حازت هاسبل على جائزة التميز في مكافحة الإرهاب من قبل الرئيس جورج دبليو بوش، وجائزة دونوفان،  و وجائزة الرتبة الرئاسية.

وكان ترامب  قد أعلن في أكثر من مناسبة أنه يؤيد استخدام التعذيب، رغم إشارته أن  سيستشير وزير دفاعه في هذا الشأن، إلى أن مايك  بومبيو  الذي عُين وزيرًا للخارجية اليوم نفى عند تعيينه مديرًا لوكالة الاستخبارات أنه لن يعود أبدًا لوسائل التعذيب المحظورة.

 

تم نسخ الرابط