الأمهات المثاليات في الدقهلية كافحن لتربية الأيتام
الدقهلية - مي الكناني
سيدات خضن غمار الحياة في وقت مبكر، وواجهن الصعوبات من أجل تربية أبنائهن، وكن أبا وأما لهم دون أن يفكرن في أنفسهن، لسيطرن قصص كفاح جعلتهن المثاليات في محافظة الدقهلية.
"صباح" الأولى على الجمهورية..
صباح حمزة حسنين، 59 عاما، من عزبة واصف بمركز ميت غمر، أم لثلاثة أبناء من فاقدي البصري "شابين وفتاة"، تحملت مسؤوليتهم منذ صغرهم، وتحدت الظروف الصعبة التي واجهتها وزوجها، لتستكمل تعليم أبنائها.
تقول صباح: إن زوجها كان يعمل ميكانيكيًا في مصنع ميت غمر للغزل والنسيج، وأصيب بمرض أفقده بصره بالتدريج، لكنه كان بالنسبة لها السند، وداعمها الوحيد ومصدر قوتها.
وكانت الأم المثالية قد بدأت معاناتها مع ولادتها نجلها الأول، وتلقت صدمة شديدة عندما وجدته فاقدا للبصر، وبإيمانها القوي تداركت الأزمة، وعرضته على أكثر من طبيب في محاولة لإيجاد علاج، لكن إرادة الله كانت أقوى، وفشلت كل محاولاتها.
وبعد 3 سنوات رزقت صباح بنجلها الثاني، ووجدته كفيفا أيضا، ثم نجلتها الصغرى والتي ولدت كفيفة، لتصاب بحالة من اليأس، وتتذكر الأم المثالية تلك اللحظة، وتقول "زوجي هو من هون على الصدمة، وشجعني على إلحاقهم بالأزهر الشريف، وحفظ القرآن، ليتمتعوا بنعمة البصيرة، بعدما فقدوا البصر".
وتحكي الأم المثالية إنها على الرغم من عدم التحاقها وزوجها بالتعليم، إلا أنهما حرصا على تعويض ذلك في أبنائهما، وكان يتبادلان مرافقتهم للمعهد، وعملت في أكثر من مهنة باليومية منها بيع الخضار والخبز، لتوفير احتياجاتهم الضرورية، وكانت تعتبر أن ما تحصل عليه هو رزق أولادها.
وحصدت الأم المثالية ثمار ما زرعته، وحصل ابنيها على ليسانس أصول دين قسم دعوة، ويعملان حاليا أئمة بالأوقاف بعد زواجهما، كما تخرجت ابنتها الصغرى في كلية الشريعة الإسلامية، وحصلت على دبلومة عامة في التربية، وتعمل مدرسة.
"بدوية" الأولى بالدقهلية
وعلى ماكينة خياطة استطاعت بدوية محمد، صاحبة الـ 60 عاما، من مركز أجا، تربية بناتها، والتكفل بمصاريفهن بعد وفاة زوجها إثر إصابته بمرض التليف الكبدي قبل 25 عاما.
رحلة كفاح خاضتها الأم المثالية بداية من التكفل بعلاج زوجها، وتدبير احتياجات ابنتيها "نورا ونهى"، اللتين تخرجتا في كلية الحقوق، ليردان لها الجميل، ويشتركان في المسابقة دون علمها.
تروي بدوية قصتها وتقول إنها واصلت الليل بالنهار للعمل على ماكينة خياطة لمدة سنوات، حتى استطاعت افتتاح مشغل صغير داخل منزلها، وساعدت جيرانها ممن يعانون سوء الحالة المادية، وتحولت لرائدة في قريتها.
"أديت رسالتي وربنا كللها بنجاح" هكذا عبرت الأم عن فرحتها بتكريمها، وتمنت أن تزور بيت الله، لتطمئن أنها أدت جميع رسائلها في الحياة.
حكمت الأم المثالية لذوي الاحتياجات الخاصة..
وبالصبر والإيمان استطاعت حكمت هاشم، 52 سنة، من مركز المنزلة، من ذوي الاحتياجات الخاصة، التغلب على إعاقتها ومرض زوجها، الذي أصبح قعيدا، وبترت أطرافٍ من جسده لإصابته بمرض السكر.
تعمل حكمت إدارية بإحدى مدارس المنزلة، وعلى الرغم من إعاقتها كان هدفها الأول والأخير هو العبور بأبنائها بر الأمان، وتلبية كافة احتياجاتهم.
استطاعت الأم المثالية تزويج ابنها الأكبر أحمد 27 سنة، حاصل على دبلوم، وسافر للعمل خارج مصر، فيما يزال نجليها محمد 22 سنة، وعبد الرحمن 20 سنة يعيشون برفقتها.
زيارة الكعبة حلم حكمت، التي تمنت الوقوف أمام الكعبة والدعاء بستر أولادها "نفسي أزور النبي، وادعي لمصر ولولادي، ولولاد الناس كلها، ربنا يرزقنا جميعا الفرحة دي".



