السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سيناريوهات ضربة أمريكا لسوريا لا تجعل النظام ينهار ولا ينتصر على الإرهابيين

سيناريوهات ضربة أمريكا
سيناريوهات ضربة أمريكا لسوريا لا تجعل النظام ينهار ولا ينتصر
كتب - مصطفى سيف

الغرب يستدعى فكرة "المريض" الذي لا يترك ليموت ولا يعالج ليسترد عافيته

حتى هذه اللحظة لا يوجد أحد يعرف تحديدًا من المتسبب في الهجوم الكيميائي "المفترض" على منطقة دوما في الغوطة الشرقية بدمشق، إلا أنَّ التهديدات الأمريكية تكشف عن أنَّ واشنطن تريد سوريا كالمريض الذي يعاني من مرض عضال الذي لا يؤدي إلى الموت، وإن وجد له علاج لا يتناوله حتى يشفى منه.

تفشّي الإرهاب في سوريا جعلها كالذي يصارع الموت، إلا أنَّه لم يطله، وتسارعت الدول الغربية بدعم أمريكي على الإبقاء على هذا الوضع في دمشق بدعم الجماعات المسلحة التي يطلقون عليها "المعارضة"، إلا أنّ تدخُّل روسيا وإيران لدعم النظام السوري وازن كثيرًا في المعادلة الإقليمية داخل سوريا.

بالنظر إلى المصدر الذي أعلن أنَّ الهجوم "كيميائي" على الدوما تجده جمعية طبية أمريكية- سورية، فربما هي تلفيق أو خداع تحاول به أمريكا أنَّ تثبت لروسيا أنَّها لا زالت توجد في سوريا وأنَّ المجال في دمشق وضواحيها ليست خالية لروسيا وإيران.

دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، اتهم "الأسد" بأنَّه المتسبب في هذا الهجوم بمساعدة من إيران وروسيا، مؤكدًا انَّه "سيدفع الثمن باهظًا" على حد تعبيره، لكن ما الذي يمكن أمريكا فعله إزاء هذا الهجوم إن ثبت صحته، وإن ثبت أن "الأسد" هو المسؤول عنه.

تشير بعض التقارير الأجنبية إلى أنَّ لا الرئيس الأمريكي ولا أي أحد من إدارته يريد إزاحة "الأسد" بالقوة العسكرية ولكن ذهبوا إلى أنَّه ربما يتكرر سيناريو سقوط العراق في 2003، وذهب البعض الآخر إلى إقامة دولة سُنيّة في شمال شرق سوريا، إذا كان ذلك سيهدف في نهاية المطاف إلى بناء دولة سورية جديدة.

الراجح أنَّ الولايات المتحدة لن تترك إيران ونظام الأسد إلى جانب روسيا يسيطرون على معظم الأجزاء في سوريا، فهذا غير مقبول لذلك فإن إدارة ترامب تحتاج لحشد عسكرية أمريكي كبير جدًا لإجبار "الأسد" على التوقف عن السيطرة على الأراضي الواقعة خارج سلطته حاليا وفى ذات الوقت عدم الضغط عليه عسكريا حتى إلحاق الهزيمة به.

يقول الباحث السوري في معهد واشنطن، أندرو تابلر، إنَّه يمكن للولايات المتحدة "استخدام قوة عسكرية محددة للضغط على الأسد" ومنعه من استخدام الأسلحة الكيميائية، ويمكن لهذه القوة- على حد تعبيره- أن تكون مصحوبة بمبادرات مثل مساعدات إعادة الإعمار الأمريكية إلى أجزاء من سوريا لا يسيطر عليها الأسد.

يقول تقرير منشور على موقع "ذا أتلانتك" إنَّ الأزمة بشأن الهجوم في دوما يجب أن تدفع إدارة ترامب للتساؤل حول هل بالفعل واشنطن ترسم خطوطاً حمراء حول الأسلحة الكيماوية لإنقاذ ماء الوجه، أم لإنقاذ المعايير، أم إنقاذ المدنيين؟".

وأكَّد التقرير أنَّ الولايات المتحدة وحلفاءها لن يطردوا بشار الأسد من منصبه، لكنهم سيضطرون إلى العيش مع عواقب بقائه، مضيفًا: "يجب أن تركز أي سياسة جديدة في واشنطن على مصير هؤلاء السوريين الذين خرجوا من المعادلة المذكورة أعلاه: أولئك الذين قُصفوا أو جُردوا من ديارهم ومن غير المرجح أن يعودوا".

وذهب الموقع إلى أنَّ الرد على "الهجوم المفترض" في المدى القريب سيكون بمثابة حفظ ماء الوجه الأمريكي فقط والحفاظ على مصداقية واشنطن بشأن المحرمات المتعلقة بالأسلحة الكيميائية.

وقال الموقع إنَّ العديد من الخيارات مثل مزيج من الإجراءات الأمريكية والضربات العقابية ضد الطائرات السورية المستخدمة في دوما، والعقوبات على الدول التي دعمت نشر الأسد لأسلحة الدمار الشامل، ودفع الأسد من أجل التوصل إلى نهاية تفاوضية للحرب السورية.

 
 
 
تم نسخ الرابط