سيناتور أمريكي: "بومبيو" مواقفه متناقضة ولا يملك استراتيجية
كتب - مصطفى سيف
يواجه مايك بومبيو صعوبات في إمكانية توليه حقيبة الخارجية الأمريكية، خاصة بعد أن حانت اللحظة الحاسمة في مجلس الشيوخ الأمريكي بعد جلسة تأكيده، خاصة في ظل وجود معارضة من زعيم كتلة الديمقراطيين لتعيينه.
قرر السيناتور بوب مينينديز، وهو ديمقراطي بارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، التوقف عن طرح أسئلة لبومبيو، وجاء ببعض التناقضات في خطاب "بومبيو" داخل المجلس الذي أوضح فيه استراتيجيته، التي يراها "مينيديز" أنَّها لا تصلح أن تكون استراتيجية.
وقال عضو مجلس الشيوخ إنَّ "بومبيو" يناقض "بومبيو"، فهذا الذي يقف أثناء الجلسة يدِّعم النهج الدبلوماسي لبرنامج إيران النووي، وكان قد قال في الماضي إن تغيير النظام هو "السبيل الوحيد" للتعامل مع المشكلة.
وبخصوص كوريا الشمالية قال في الجلسة، إنه يعارض تغيير النظام في كوريا الشمالية لكن في الماضي تعمَّد الإصرار على الإطاحة بنظام "كيم"، وليس ذلك بل عقد لقاءً سريًّا مع الرئيس الكوري الشمالي، حسبما أعلن الرئيس دونالد ترامب.
ولما سُئل مايك بومبيو خلال الجلسة هل من المحتمل تنفيذ عمل عسكري بري ضد كوريا الشمالية، لم ينتظر الرجل كثيرًا ويُفكِّر في الإجابة فأطلق على الفور قائلًا: "أفترض أن بإمكاني افتراض مثل هذا الموقف".
وعلَّق "مينينديز" على سجل "بومبيو" الشخصي قائلًا: إن تفضيله للعمل العسكري على الدبلوماسية، والتصريحات "الفاضحة" المزعومة ضد المسلمين والمساواة للمرأة وأعضاء مجتمع المثليين، هي غير مقبولة بالنسبة لدبلوماسي كبير.
المثلية "انحراف" والإسلام "إرهاب"
موقع "فوكس" الأمريكي سلَّط الضوء على السنوات التي قضاها في الكونجرس، قائلًا إنَّه أكَّد "زورًا" (على حد تعبير الموقع) أنَّ إدارة أوباما تعمدت التستر على الحقيقة بشأن تحقيق بنغازي، إلى جانب تأييده للفكرة القائلة بأن المثلية الجنسية هي "انحراف".
في كلمة ألقاها في عام 2013 اتهم "بومبيو" المسلمين في أمريكا بأنها "صامتة" بشأن تفجير ماراثون بوسطن (وهي لم تكن كذلك) ثم زعم أن صمتهم "يلقي ظلالًا من الشك على الالتزام بالسلام بين أتباع العقيدة الإسلامية".
يضيف "فوكس": "بومبيو سعى لدعم بعض الأصوات المتطرفة المعادية للمسلمين، وعلى الأخص فرانك جافني (مدير مركز السياسات الأمنية الذي استعان ترامب باستطلاعات مركزه، أحد أهم قادة الإسلاموفوبيا في أمريكا) وبريجيت جابرييل (الذي قال إنَّ الإسلام حركة سياسة مغمضة بالدين).
وجهات النظر هذه تُكّذِب الواجهة المعتدلة المعقولة لـ"بومبيو"، التي ظهر عليها خلال جلسة مجلس الشيوخ الأمريكي، والذي وضعته في ورطة حقيقية حينما اتصل به أعضاء مجلس الشيوخ ليحاسبوه على ذلك.
في أثناء الجلسة حاول السيناتور كوري بوكر الاستفسار من بومبيو على شرح صلاته مع "جابرييل وجافني"، إلا أنَّ بومبيو لم يكن لديه شيئًا يقوله، وبحسب "فوكس" فإن وضح جليًا أنَّ هناك شخصين من "بومبيو" دخلا في صراع داخلي، لم يستطع معه أن يجيب بوضوح عن أسئلة "بوكر".
يقول موقع "فوكس"، إن سجل بومبيو كمدير لوكالة المخابرات المركزية ليس مشجعًا للغاية؛ ففي أكتوبر الماضي، قال خلال حوار على "إن بي سي نيوز" الاستخبارات الأمريكية تؤكد بشكل واضح أنَّ التدخل الروسي، الذي حدث لم يؤثر على نتائج الانتخابات"، وهو ما رآه الموقع "كذبًا وتزويرًا في الحقائق".
وتشير أرقام غير رسمية إلى أن بومبيو مرفوض من قبل عشرة أعضاء مقابل تسعة بعدما اختار السيناتور الجمهوري راند بول الخروج عن التضامن الحزبي، ودعم "ترامب" في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تعيين بومبيو، مؤكدًا أنه سيقوم "بعمل جيد".
الخارجية تحت رحمته
ترى صحيفة "الجارديان" البريطانية أنَّ الجانب السلبي في بومبيو أنَّه أظهر ولاءً لترامب قبل كل شيء، وهو ما أراده ترامب، فترامب يريد الثقة وليست الكفاءة، لأنّه يعتبر نفسه المُحرِّك لكل شيء في أمريكا من دبلوماسية وعسكرية واقتصادية.. إلخ.
أمَّا عن الخارجية تحت قيادته فيجب النظر فيها لثلاث أزمات كبرى ينتظر العالم كيف سيتحرك من خلالها "بومبيو"، تأتي على رأسها إيران وكوريا الشمالية وروسيا.
فمثلًا إيران كان تيلرسون مؤيدًا للاتفاق النووي ولكن "بومبيو" كان دائمًا يتبنى وجهة نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهي سياسة "الاحتقار" والرغبة في تغيير الصفقة.
ومع وجود وزير خارجية غير مهتم بإنقاذ الصفقة، فإن التعاون مع الأوروبيين يمكن أن ينهار مع آمال التوصل إلى حل ينقذ ماء الوجه.
أمَّا عن كوريا الشمالية فكان ينتهج تيلرسون النهج الدبلوماسي، بينما كان يعارض ترامب هذا النهج، على الرغم من أنَّه قبل يومين فقط أعلن أنَّ "بومبيو" التقى سرًا بزعيم بيونج يانج، كيم جونج أون، وحتى في ذلك الوقت أبدى "بومبيو" ميلاً قليلًا لانتهاج سياسة "التهدئة" مع بيونج يانج.
لكن "الجارديان" ترى أنَّ آراء بومبيو المتشددة بما في ذلك الدعوات لتغيير النظام، يمكن أن تزيد من انعدام الثقة في كوريا الشمالية وتعمل كحاجز لأي محادثات لاحقة بعد القمة، وإذا ساعد "بومبيو" ترامب في نسف خطة العمل المشتركة مع إيران، فسيكون هناك سبب أقل لبيونج يانج للاعتقاد بأن أي اتفاق أبرمته مع الولايات المتحدة لن يستمر.
أمَّا عن روسيا فيبدو تغييرًا في وجهات نظره كثيرًا في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، أثناء الحملة الانتخابية لعام 2016، لقد قال إن أمريكا "عليها التزام الرد" على المغامرة الروسية في سوريا وأوكرانيا، ولكن بعد تعيينه وزيرًا للخارجية عليه الاختيار بين عزمه على الرد وعلاقته مع ترامب، بحسب الجارديان.



