تفاصيل 175دقيقة استغرقتها رحلة عجلة توت عنخ آمون الحربية من القلعة إلى المتحف الكبير
كتبت- كاميليا عتريس
تصوير - محمود رفعت
استخدام ورق "التشيو الياباني" وتثبيته بمحلول مخفف من "الكلوسيل جي" لتأمين العجلة أثناء عملية النقل
حكاية تمكن الدكتورة نادية لقمة من تجميعها وترميمها في 9سنوات لعرضها داخل المتحف
170دقيقة استغرقتها رحلة عجلة توت عنخ آمون الحربية من المتحف الحربي بقطعة صلاح الدين في القاهرة إلى المتحف المصري الكبير في ميدان الرماية بالجيزة.
وشهدت الرحلة إجراءات تأمينية مشددة في موكب ملكي أمنته الشرطتان العسكرية والمدنية حيث تقدم الموكب 4موتوسيكلات عليها رجال الشرطة العسكرية المدربون وسيارتا جيب شرطة عسكرية أيضا وعلى جانبي السيارتين نصف النقل اللتين تقلان عجلة توت عنخ آمون.
وكان الموكب قد انطلق من القلعة في تمام التاسعة وعشرين دقيقة صباحا في شوارع القاهرة حتى وصل الطريق الدائري في سيولة مرورية ضمن الخطة التي وضعتها الإدارة العامة للمرور بالتنسيق مع الشرطة العسكرية وأجهزة الأمن بالقاهرة والجيزة
وفي تمام الساعة الثانية عشرة و15دقيقة وصلت العجلة الحربية لتوت عنخ آمون
وكان في استقبال العجلة وموكبها المهيب الدكتور خالد العناني وزير الآثار لعرضها ضمن المجموعة الكاملة لقطع الملك الشاب داخل قاعات المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في نهاية هذا العام.
وقال دكتور العناني إن تلك العجلة هي العجلة الأخيرة من إجمالي 6 عجلات خاصة بالملك الشاب والتي تم العثور عليهم داخل مقبرته على يد عالم الآثار هوارد كارتر عام ١٩٢٢م. وهي تتنوع بين عجلات حربية وعجلات للصيد؛ حيث اشتملت غرفة الدفن(anti-chamber) على أربع عجلات، واثنين داخل حجرة الكنوز (treasury) من ضمنها العجلة السادسة والأخيرة والتي كانت مفككة.
وأضاف أنه تم نقل العجلات الستة إلى المتحف المصري بالتحرير آنذاك، حيث تم عرض أربعة منهم بداخله، والعجلة الخامسة تم إعادتها لعرضها بمتحف الأقصر، في حين تم إعارة العجلة السادسة إلى المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين الأيوبي عام ١٩٨٧م بعد الحصول على الموافقات الرسمية من وزارة الآثار. وفي غضون 9 سنوات تمكنت الدكتورة نادية لقمة من تجميعها وترميمها وعرضها داخل المتحف.
ومن جانبه أوضح د. طارق توفيق المشرف العام على المتحف المصري الكبير أن د. العناني قام بمخاطبة السيد القائد العام وزير الدفاع للموافقة على إعادة العجلة الحربية لضمها إلى مجموعة توت عنخ آمون الكاملة داخل المتحف المصري الكبير. وتم التصديق والموافقة على إعادة العجلة.
.jpg)
وأضاف أن فريق العمل من المتحف المصري الكبير والمتحف الحربي قام بإجراء ومعاينة العجلة، وإعداد تقرير عن حالتها. كما تولى فريق العمل من المتحف المصري الكبير أعمال التوثيق والترميم الأولى ورفع كفاءة العجلة؛ متمثلة في أعمال التنظيف الميكانيكي للأتربة، وتثبيت أماكن الضعف بها، وعمل طبقات حماية وتغطية لأماكن الوصلات باستخدام ورق التشيو الياباني خالي الحموضة، وتم تثبيته بمحلول مخفف من الكلوسيل جي. وذلك حرصًا على الأمان التام للعجلة أثناء إتمام عملية النقل.
.jpg)
وقد استغرق العمل على تلك العجلة ستة أيام؛ شملت الترميم الأولى والتغليف. حيث قام فريق العمل بأعمال التغليف ووضع أجزاء العجلة داخل سبع صناديق خشبية؛ احتوت على جسم العجلة والعريش والعجلتين والإكسسوارات.
وأكد عيسى زيدان مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، أن فريق العمل قام باستخدام مواد ماصة مسؤولة عن الحفاظ على درجة الرطوبة النسبية، وأيضا استخدام وحدات ضد الاهتزازات أثناء النقل، وأجهزة علمية لقياس الحرارة والرطوبة وشدة الاهتزازات.
وأشار إلى انه سوف يتم إيداع العجلة داخل معمل الأخشاب بمركز الترميم للقيام بأعمال التعقيم والترميم الكامل لها حتى تصبح جاهزة للعرض عند افتتاح المتحف. وجدير بالذكر أن معظم العجلات الحربية مصنعه من خشب الدردار (Elm wood) وهو من أنواع الأخشاب الصلبة طويلة الألياف وقابلة للتقوس، وتتحمل العمل الشاق.
.jpg)



