بعد اثنتا عشر عامًا من التواجد بالملاعب المصرية، أعلنت مجموعة أولتراس وايت نايتس المنتمية لتشجيع نادي الزمالك، حل الرابطة بشكل رسمي في بيان أصدر مساء الأحد 28 مايو 2018، في حضور قادة المجموعة، وقاموا بحرق البانر الخاص بهم في مؤتمرًا صحفيًا بمحيط ستاد القاهرة الدولي، لتلحق بمجموعة أولتراس أهلاوي والتي حرقت بنرها قبل أيام من الوايت نايتس.
وترجع اسباب الحل إلى اكتشاف قادها اختراقها من قبل مخربين، واحتراما للقانون والدستور، مؤكدين انهم جزء من الدولة المصرية، ويكنون لكافة اجهزتها ومؤسساتها التقدير والاحترام.
وجاء نص البيان كالتالي:
"تأسست رابطة أولتراس وايت نايتس منذ اثنتا عشر عامًا لمؤازرة نادي الزمالك في جميع الألعاب الرياضية في داخل مصر وخارجها.. رابطة أولتراس وايت نايتس هي رابطة رياضية فقط وليس لها أي توجهات أو انتماءات سياسية على الاطلاق،وفي الأونة الأخيرة تم اختراق صفحة الرابطة الرسمية عبر الفيس بوك منذ عدة أشهر عن طريق أفراد ليس لهم صلة بالرابطة وما ينشر عليها لايمثل ولا يمس الرباطة بصلة.. وأن الرابطة وأعضاءها جزء من الدولة المصرية يكنون لكافة أجهزة الدولة وكل الاحترام وفي ضوء ما سبق فقد قررنا حل رابطة أولتراس وايت نايتس نهائيًا احترامًا لسيادة القانون".
آخر كلمات خرجت على لسان أحمد شبرا، وهو أحد أكبر قادة المجموعة، عقب حرق البانر والحل الرسمي، أن القرار جاء لدعم أفراد المجموعة لاستقرار الدولة الذي يعتبر أهم وأبدى شيء، وأن جميع أفراد المجموعة ستظل في تشجيع الزمالك لأنه يجري في دمائهم -على حد قوله-.
بيان الوايت نايتس وتصريحات قادتها اشار إلى أن هناك من يستغلهم وسعى لاقحامهم سياسيًا لإحداث التوتر مع الدولة لاحداث الانفلات ما ادى إلى استمرار غياب الجماهير عن الملاعب لأهداف أخرى بعيدًا عن كرة القدم والرياضة، إلا أنهم اتخذوا قرار الحل لأن مصر أهم -حسب ما قاله شبرا-.
تأسست الرابطة في 17 مارس 2007، وهي أقدم مجموعات الأولتراس التي تأسست في مصر، وكانت تتميز في البداية بعمل الدخلات التي تعطي للمدرجات لوحة فنية رائعة، بجانب الأغاني والأهازيج الحماسية، ومع مرور الوقت وبالتحديد بعد ثورة 25 يناير والإنفلات الأمني، اندلعت العديد من الأزمات وسالت الدماء بسبب العناصر المخربة التي اخترقت الرابطة، واتجهت بها نحو العنف ليكون منهجًا لها، وجاءت عواقبها بحرمان الجماهير من حضور المباريات التي خلقت في الأساس لمتعتهم.
قبل حل رابطة الوايت نايتس ومنذ تكوين المجموعة في ظل عدم إصدار الدولة لقوانين وتشريعات تحد من شغب الملاعب وتفرض عقوبات وأحكام رادعة على كل من يتسبب في نشر الفوضى والتخريب، زاد نفوذ روابط الألتراس وباءت محاولات قادتها منع افتعال الأزمات، ليأتي إقرار قانون الرياضة الجديد في 2017 بحظر تكوين أو الانضمام إلى أي رابطة رياضية وفرض عقوبات قاسية، مما أدى إلى تقلص دورهم ونجاح حل أكبر رابطتين في مصر في الأيام القليلة الماضية، احتراما للقانون.
بدا الاستغلال السياسي للرابطة في 2012، افتعل العناصر التي اخترقت الوايت نايتس أولى الأزمات في نهاية بطولة الدوري الذي حسمه الأهلي وقتها، وقامت بتحطيم مدرجات استاد القاهرة الدولي والهجوم على أفراد الشرطة واستفزازهم في مباراة وادي دجلة، وبعدها بأسابيع قليلة اندلعت مذبحة بورسعيد بين جماهير الأهلي والمصري وتقرر تجميد النشاط الرياضي بعد وفاة 72 مشجعًا في واقعة مؤسفة.
في مايو 2013، تجمعت الرابطة بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الصحفي لإعلان تفاصيل اللائحة الجديدة للأندية، وحاولت الإعتداء على وزير الرياضة العامري فاروق وملاحقة سيارته أثناء هروبه من قاعة المؤتمرات وسرقة الكمبيوتر الشخصي له.
بعد تجميد النشاط ومنع الجماهير من حضور المباريات لتفويت الفرصة على مثيري الشغب ، حاولت مجموعة الوايت نايتس فرض سيطرتها باقتحام ملعب ستاد القاهرة الدولي في 9 يناير 2014 وإشعال الألعاب النارية، وقاموا برفع لافتات ضد الداخلية اعتراضًا على منع الجماهير من حضور المباريات.
وفي 2 أغسطس 2014، قامت المجموعة باقتحام بوابات نادي الزمالك، وإحداث العديد من الخسائر بالمبنى الاجتماعي، وإصابة أعضاء الجميعة العمومية بالذعر، اعتراضًا على وصف مرتضى منصور رئيس النادي الأبيض لهم بالبلطيجة، وازدادت الخلافات بينهما ووصل الأمر بالتعدي على منصور ضربًا أمام النفق المؤدي من وزارة الشباب إلى النادي وقذف مواد تحتوي على مادة مشتعلة كادت أن تتسبب في فقدان بصره.
خلال الفترة من 2012 إلى فبراير 2015، حاول المسئولون في احتواء أزمات الأولتراس وعودتهم للملاعب من جديد، وهو ما حدث بالفعل، حيث أعلن عن عودة الحياة إلى الملاعب بعودة الجماهير بدءً من مباراة إنبي والزمالك، ولكن حدثت واقعة شبيهة بأحداث بورسعيد وراحت دماء جديدة خارج أسوار الدفاع الجوي بسبب التدافع -حسب تقرير الطب الشرعي-، ليقرر المسئولين بتجميد النشاط الكروي مجددًا والعودة لنقطة الصفر.
قائمة الأزمات تطول فتشهد عرقلة روابط الألتراس بكفة ميولها للطرق وغلقها مما أدى إلى تكدسات مرورية عديدة، فضلًا عن محاولة التعدي بالضرب على الإعلاميين في أكثر من واقعة والتعدي على حافلات الأندية المنافسة، والهتافات المعادية التي تحتوي على سب وقذف لقيادات الدولة بشكل مستمر.
وإذا سردنا موقف الألتراس سياسيًا، سنجد علاقة وطيدة في ٢٠١٢ مع حازم صلاح أبوسماعيل السلفي الذي كان مناصرًا لجماعة الإخوان الإرهابية عبر سيد مشاغب "كابو المجموعة" الذي كان حلقة الوصل و كون حركة تحت إسم أحرار وتواجد بها أفراد من الوايت نايتس وقيادتهم للعديد من الوقفات الاحتاجية وأعمال الشغب في الميادين.
أزمات الأولتراس كانت عديدة وهي بمثابة شريط أزمات متكرر على مادار الفترة الماضية ولكن بعد قرار الحل الرسمي، سيكون هناك تحرك جديد بكل تأكيد لعودة الملاعب وتحرير الجماهير خاصةً بعد فشل كل المحاولات لعودتهم خلال الفترة الماضية بسبب الأزمات التي افتعلتها مجموعات الأولتراس ورفضهم يد العون.
فقد اتخذ قادة الوايت نايتس الشرفاء القرار الامثل بحلها انحيازا للقانون والدولة والرياضة المصرية وخدمة للجماهير لتعود إلى المدرجات للمتعه بشكل طبيعي.