استطلاع رأي: كارهو العلوم يأملون أن يتفوق فيها أبناؤهم
كتب - عبد الحليم حفينة
كشفت مجلة "science" العلمية الأمريكية المرموقة النقاب عن نتائج لاستطلاع رأي أجرته شركة 3M المتخصصة في مجال الأبحاث وتشجيع العلوم والابتكار، والذي أجري في إطار تتبع الجهود التي تبذلها البلدان المختلفة في تدريب العلماء، ودعم البحث العلمي، وضمَّنت الدراسة أيضا رؤية الجمهور للعلم، وكيفية تفاعله مع العلوم، بالرغم من أن هذا الأمر لم يكن أحد محاور الاستطلاع الرئيسية.
ووفقًا لشركة 3M فإن الاستطلاع الذي أجري في ١٤ بلدًا تمثل مزيجًا من دول ذات الاقتصادات المتقدمة، ودول أخرى نامية، يعتبر مشجعًا للغاية؛ وبرغم الاختلافات الثقافية العديدة بين دول العينة، أظهر الناس اهتمامًا بالعلم؛ حيث كشف الاستطلاع عن شعور الجمهور بالأثر الإيجابي للعلم على المجتمع العالمي، إضافة إلى حماستهم لما يمكن أن يتعلمه أبناءهم.
بينما أوضح الاستطلاع جانبًا سلبيًا آخر؛ يتمثل في عدم إدراك معظم الناس للتأثير الذي تركه العلم على حياتهم اليومية، فالعلم بالنسبة لهم في أن شيئا إيجابيا يجب أن ينخرط فيه أبناؤهم، وعلى الجانب الآخر فإن قطاعًا واسعًا من الشباب يتشكك في العلم، ولا يثق في ما اكتشفه العلماء.
الاستطلاع
وعن كيفية إجراء الاستطلاع قالت شركة "3M " إنها أجرت الدراسة في أربعة عشر بلدًا؛ من العالم المتقدم، كندا، للولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، ألمانيا، سنغافورة، واليابان، إضافة إلى البرازيل، الهند، المكسيك، الصين، بولندا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا من الدول التي تعتبر ذات الاقتصادات الناشئة؛ حيث كان لكل بلد ١٠٠٠ شخص معينة عشوائية يتم استطلاع رأيها، أي أن الدراسة شملت أربعة عشر ألف شخص حول العالم، وبشكل عام أوضحت الشركة أنه لم يكن هناك اختلافات كبيرة بين كل الدول، الأمر الذي ينبئ بأن العلم أصبح بالفعل نشاطًا عالميًا له تأثير واسع.
من جانبه قال جايشريه سيث الذي عين كأول ممثل علمي للشركة، "إن شركته قائمة على العلم" موضحًا أن هناك ٨١٠٠ موظف يعملون على الأبحاث والتطوير في جميع أنحاء العالم، لذا كانت الشركة مهتمة بالأثر الذي يشعر به الناس نحو التكنولوجيا في الدول التي تعمل الشركة في نطاقها.
الأمل في الأبناء
وكشفت الدراسة أن حوالي ٩٠٪ من الناس متفائلين بشأن التكنولوجيا، في حين كشف ٨٧٪ أن نتائج التكنولوجيا رائعة، بينما قال ٨٦٪ إنهم لا يعرفون شيئًا عن العلم، ومن جانب آخر شعر ٩٠٪ أن العلم يدفع بالابتكار، بينما رأى ٢٣٪ العلوم والتكنولوجيا على أنها أشياء منفصلة تمامًا عن الواقع، ولفت سيث الضوء إلى أن العديد من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع قد ملأوا تفاصيل عبر الإنترنت.
وسلطت الدراسة الضوء على أن معظم المستجيبين قالوا إنهم كانوا أكثر حماسًا للعلم عندما كانوا صغارًا، ولا يرونه حاليًا كخيار مهني جذاب، رغم ذلك أراد ٩٢٪ من أطفالهم معرفة المزيد عن هذا الأمر، وشعروا أنه ينبغي عليهم أن يعتبروه مهنة،
وفي الوقت ذاته أشار سيث، إلى دفع الآباء لأبنائهم نحو الإنخراط في العلوم لن ينجح، لأن الأطفال سوف يلتقطون عدم اكتراث آبائهم.
اهتمام الناس بالعلوم
أمر آخر كشف النقاب عنه، وهو أن ثلث الذين شملهم الاستطلاع يرون أن الاندماج في مجال العلوم يحتاج إلى شخص عبقري، وهو الأمر الذي وصفه سيث بأنه عامل تخويف يجب التخلص منه، ووصف الأمر على أنه أكثر سهولة، وتوفير مجموعة من الفرص للناس لتمكين أجيال جديدة من الاندماج في العلوم.
هناك أيضا بعض التناقضات الظاهرية التي كشف عنها المسح؛ حيث اعتبرت أغلبية قوية سواء على الصعيد العالمي أو في الولايات المتحدة، التقدم العلمي كمهمة للمجتمع ككل، بينما قال عدد من الناس قالوا إن العلم مهم في حياتهم اليومية، في حين أبدى معظمهم أنهم لا يفكرون أبدًا في العلوم، وامتد ذلك إلى وجهات نظرهم حول فائدة العلم، فقد كان من المرجح أن يقول الناس أن البحث سيكون له تأثير على بعض المسائل المهمة، كالقضايا الطبية ومجال الطاقة النظيفة، لكن عددً كبير أشار إلى أن العلم يمكن أن يكون له تأثير على المزيد من المشاكل الحياتية، مثل الفقر والبطالة والجوع.
وأظهر الاستطلاع أن جزءًا كبيرًا من الناس وصفوا أنفسهم بأنهم متشككون في العلم، وكانت هذه المجموعة كبيرة في حوالي ثلث المستجيبين على مستوى العالم، نظروا إلى العلوم والتكنولوجيا على أنها منفصلة وبالتالي لم يروا أي آثار للعلم في حياتهم اليومية، في حين ترتفع هذه النسبة في الشرق الأوسط وآسيا، إلا أن أكثر من ربع سكان الولايات المتحدة يتبنون نفس هذا الرأي، والأكثر إثارة للقلق هو أنهم في سن الشباب؛ حيث ارتفعت أعدادهم في الشريحة العمرية من ١٨ إلى ٣٤ عاما.



