خبراء: عبد الناصر حرص على الاهتمام بالسودان بعد انفصالها عن مصر
كتب - السيد علي
السودانيون يرفعون سيارة عبد الناصر خلال مشاركته في قمة الخرطوم سنة 1968
أكد خبراء العلاقات العربية الأفريقية أن ثورة 23 يوليو 1952 ساهمت بشكل كبير فى مساعدة الكثير من الدول العربية والأفريقية على الاستقلال ولولاها ما كانت هذه الدول استقلت.
واضافوا انه عندما اراد السودان الانفصال عن مصر تم ذلك بسلاسة ،ولم تعترض الثورة المصرية ولا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتم الاستقلال عام 1956، ولم يكتف عبد الناصر باستقلال السودان ، لكن اهتم بها لانها جزء من دول حوض النيل وظل الشعب السودانى محباً للرئيس المصرى الراحل حتى أنه عندما زار السودان فى قمة الخرطوم سنة 1968كان يخشى ردة فعل السودانيين بعد نكسة 67وأستقبله الشعب السودانى فى حشود خفيرة قامت رفع سيارته عن الأرض تعبيراً عن فرحتهم لزيارته السودان.
عيسوي: 23 يوليو ساعدت السودان ودولا أفريقة كثيرة على الاستقلال
الكاتب الصحفى عطية عيسوى المتخصص فى الشأن الافريقى قال إن ثورة 23 يوليو 1952 لا خلاف عليها فى مساعدة الدول العربية والافريقية التى لم تكن استقلت ، عندما اراد السودان الانفصال عن مصر تم ذلك بسلاسة ،ولم تعترض الثورة المصرية ولا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتم الاستقلال عام 1956 ، وساعدة مصر السودان كثيراً فى مواجهة التمرد فى دار فور والنيل الازرق وضد التمرد فى جنوب السودان لسنوات طويلة حتى تم استفتاء تقرير المصير الذى انتهى بانفصال جنوب السودان بموافقة الحكومة السودانية وفقاً لاتفاق عام 2005.
وأكد عيسوى أن ثورة 23 يوليو ساعدت السودان مثلما ساعدت دول افريقية كثيرة على الاستقلال عن الاستعمار وساعدة الشعوب اقتصادياً وتنموياً قدر ما تستطيع ، وتصدت مصر الى مؤامرات كثيرة كانت تحاك لهذه الشعوب سواء عربية او افريقية ، وكذلك قدمة مساعدات الاغاثة والطبية للشعوب التى عادة ما تحتاج اليها الشعوب فى فترة ما بعد الاستقلال ، وهذا ما فعلته مصر واكتسبة شعبية كبيرة لدرجة ان هناك شوارع باسم عبد الناصر ومدن مصر حتى الان فى كثير من العواصم الافريقية ، وكان هناك وزير دولة فى كينيا منذ 15 عاما سمى نفسه جمال عبد الناصر تيمنًا واعترافاً بدور الرئيس جمال عبد الناصر فى مساعدة الدول الافريقية سواء على الاستقلال من الاستعمار او فى جهود التنمية.
وعن اوجه التعاون بين البلدين فى الفترة المقبلة قال عيسوى ، إن اوجه التعاون بين مصر والسودان كثيرة ، ومن مصلحة البلدين ان يتعاونوا فى مواجهتها ، وفى مواجهة الارهاب التى اذت مصر كثيراً ويمكن ان تؤذى السوادن فى المستقبل القريب.
وأضاف الصحفى المتخصص فى الشأن الافريقى ، أن هناك افاق ايضاً من الممكن ان تتعاون فيها مصر والسودان مثل التعاون الاقتصادى فى مصلحة البلدين ، لدى السودان محاصيل زراعية وثروة حيوانية من مصلحته أن يوسع سوق تصديرها باضافة مصر الى سوق التصدير هذا ، ومن مصلحة مصر ان تستورد من السودان لحوم حية ومذبوحة من السودان باعتبارة اقرب فى الحدود واقرب ثقافياً واجتماعياً وفقاً للعادات والتقاليد التى تربط بين الشعبين.
واشارمدير تحرير الاهرام ، إلى أن لدى السودان اكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة لا يزرع منها سوى من10الى 15 % وبالتالى اذا تعاونت مع مصر التى لا تزيد رقعتها الزراعية عن 8 ملايين فدان ، يمكن أن تحدث طفرة فى الانتاج الزراعى تكفى السودان الذى يستورد بعض المحاصيل مثل القمح وتكفى مصر ويتم تصديرة إلى بلاد أخرى يأتى فى مصلحة البلدين ، ويمكن بالتعاون بين البلدين توفير احتياج السودان من الكهرباء لان السودان يعانى من نقص فى الكهرباء يعادل 40% من احتياجاته ، وبالتالى لو تعاونا مع مصر بعد أن اقامت مشروعات جعلة لديها فائض حالياً وربما يزيد هذا الفائض مستقبلا ، يمكن ان يستفيد من هذا الامر وتستفيد مصر من عائد بيع الكهرباء.
وتابع عيسوى ، أن هناك تبادل تجارى بين البلدين ، والسودان سوق كبير للمنتجات الصناعية المصرية والنصف صناعية ، مصر سوق كبير للمنجات الزراعية والنصف زراعية السودانية ، وهذا يعود بالفائدة على البلدين اللذين يعانيان من نقص العملة الصعبة.
وأردف عيسوى ، أن التعاون السياسى بين البلدين يقوى موقفهما مع دول الجوار وحل المشكلات مع دول الجوار مثل مشكلة سد النهضة الاثيوبى ، ومع دول اخرى على الساحة الدولية لان السودان تعرض الى عقوبات دولية وامريكية فى الفترة الاخيرة ، وعلاقته مع مصر وتوثيق علاقاته يمكن ان يخفف من حدة هذه العقوبات او الغائها ، ويفتح المجال اكثر امام السودان للحصول على استثمارات عربية وخاصتاً استثمارات دول الخليج اكثر من غيرها ، لان الدول التى لها علاقة وثيقة وقوية مع مصر ستدفع باستثمارات جديدة الى السودان اذا تم حل المشكلات العالقة بين مصر والسودان.
وأوضح عيسوى أنه يأمل بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة للسودان ، وتشكيل لجنة تسمى لجنة تسيير برئاسة وزيرى الخارجية لحل المشكلات العالقة أن تؤدى إلى "حلحلة" هذه المشكلات وازالة العوائق التجارية وهذا ما اعلنه الرئيس السودانى عن انهاء مشكلة حظر استيراد المحاصيل الزراعية المصرية من جانب السودان.
الدسوقي: الزعيم الراحل احترم خيار السودانيين فى الاستقلال
وعن دور مصر فى استقلال السودان قال الدكتور عاصم الدسوقى استاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان إن الرئيس جمال عبد الناصر وافق على اقتراح بريطانيا ، بأن تدخل فى جلسة مفاوضات مع مجلس قيادة الثورة برئاسة جمال عبد الناصر من اجل الجلاء ، أن تعلن مصر استعدادها إلى قبول نتيجة استفتاء من الشعب السودانى حول تقرير مصيرة أما أن يبقى جزء من مصر او يصبح دولة مستقلة ، وكان هذا الطلب فى اوائل عام 1953 والرئيس عبد الناصر لم يجد مانعاً من أن يعلن مقدماً هذه الموافقة ، لأنه كان يعلم بأن السودان لم يكن جزء من ولاية مصر ، وأنما محمد على ضم السودان إلى ولاية مصر عندما كان والياً على مصر ، وطالما يطلب الحرية لشعب مصر فلا بأس أن يطلب الحرية أيضاً للشعب السودانى ، والشعب السودانى حر فى تقرير مصيرة.
وأضاف الدسوقى أنه بدأت المفاوضات فى ابريل 1953 ، وبدأت بريطانيا تفعل فعلها فى السودان حزب الامة وهذا الحزب اتجاهه اسلامى وكان رئيسة المهدى يحرض على الانفصال ،بينما هناك حزب يسمى حزب الاتحاد برئاسة اسماعيل الازهرى وكان يسعى إلى الاتحاد مع مصر بدل من أن تكون السودان جزء من مصر يصبح اتحاد بين دولتى السودان ومصر ، وانتهى بفصل السودان عن مصر عام 1956.
وأشار أستاذ التاريخ الحديث إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يكتف باستقلال السودان ، لكن اهتم بها لانها جزء من دول حوض النيل لتنظيم الاستفادة من مياه الرى لذلك تم عقد اتفاقية عام 1959 الخاصة بيتنظيم مياه الرى ثم استعداداً لبناء السد العالي



