"نوبل للأدب".. 8 سنوات من الغياب
كتب - عبد الحليم حفينة
يأتي شهر أكتوبر من كل عام محملًا بروح العلم والفنون والآداب، حيث ينتظر فيه المتابعون حول العالم إعلان نتيجة جائزة نوبل في ستة فروع، هي: الفيزياء، الكيمياء، الأدب، السلام، الطب، والاقتصاد، ويقوم على هذه الجائزة الأكاديمية السويدية للعلوم، بوصية من رجل الصناعة السويدي الراحل ألفريد نوبل الذي قام بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثقها النادي السويدي النرويجي في 27 نوفمبر 1895.
ومن اللافت هذا العام تغيّب الفائز بجائزة نوبل في الأدب عن الوقوف لإلقاء خطابه في حفل التكريم هذا العام بقاعة الاحتفالات بستوكهولم خلال شهر ديسمبر، وجاء عدم وجود فائز في نوبل للأدب هذا العام على خلفيات تحرش جنسي اتهم فيه شخص يدعى كلود أرنو المتزوج من الشاعرة والكاتبة المسرحية كاترينا فروستنسن، وهي عضو في الأكاديمية السويدية، الأمر الذي أحدث أزمة ثقة على حد وصف المدير التنفيذي لمؤسسة نوبل "لاريس هايكنيستين".
وبالعودة إلى الأعوام التي حجبت فيها جائزة نوبل للأدب نجد أن هذه هي المرة الأولى التي تحجب فيها الجائزة بسبب سلوك جنسي مشبوه، وفي هذا التقرير نستعرض وقائع المرات التي حجبت فيها الجائزة الرفيعة.
الطريق إلى نوبل للأدب
منحت الجائزة منذ بدأ تسليمها عام 1901 عدد 108 جوائز لـ112 أديب، إذ مُنحت مناصفة خلال أربع مناسبات، ويبدأ عمل لجنة اختيار الفائز بجائزة نوبل في سبتمبر من كل عام بإرسال ما بين 600 إلى 700 دعوة لترشيح أشخاص حول العالم، ليتم تلقي الردود في موعد أقصاه يناير من العام التالي، ثم يبدأ أول فبراير فرز خطابات الترشيح، ويتم تنقيح الأسماء خلال شهر إبريل ليصلوا إلى 15 لـ20 مرشحًا، ثم يتم تنقيحهم مجددًا خلال شهر مايو ليصلوا إلى خمسة مرشحين يقوم أعضاء اللجنة بقراءة أعمالهم من مايو إلى أغسطس ليتم اختيار أحد المرشحين الخمسة للفوز بالجائزة بعد تصويت أكثر من نصف أعضاء اللجنة على اسمه.
الحرب العالمية الأولى تحجب الجائزة
شهد العام 1914 أول حجب لجائزة نوبل في فرع الأدب، حيث شهد هذا العام انطلاق الحرب العالمية الأولى التي اشتعلت شرارتها الأولى في يوليو من نفس العام، وبعد ان كان هناك 26 مرشحًا لنيل نوبل خلال هذا العام أعلنت الأكاديمية السويدية عن تخصيص ثلث القيمة المالية المخصصة لفرع الأدب لصندوق تمويل الجائزة الرئيسي، على أن يذهب ثلثي قيمة الجائزة للقسم الخاص بتمويل نوبل للأدب، ليتكرر هذا الأمر في عام 1918 أيضًا بعد أن رُشح خلال هذا العام 19 مرشحًا، ليصبح بذلك عدد الجوائز المؤجلة في زمن الحرب العالمية الأولى جائزتين.
عام 1935وموانع لائحية
"إذا تبين أن الأعمال المأخوذة بالحسبان، لا تنطوى على الأهمية المشار إليها فى الوصية، يتم التحفظ على القيمة المالية للجائزة حتى العام القادم، وحتّى ذلك الحين، لا يمكن أن تمنح الجائزة لأحد، والمبلغ المرصود للجائزة يتم التحفظ عليه كأموال مقيدة".
كان هذا هو النص التنظيمي الذي ُحجبت بسببه جائزة نوبل للأدب عام 1935 بسببه، حيث رُشح خلال هذا العام 52 مرشحًا، ولم ترَ اللجنة المنوطة باختيار الفائز من بين هؤلاء المرشحين جميعًا أي أعمال تنطوي على الأهمية المشار إليها في الوصية، ولهذا السبب أعلنت الأكاديمية عن تخصيص ثلث القيمة المالية المخصصة لفرع الأدب لصندوق تمويل الجائزة الرئيسي، على أن يذهب ثلثي قيمة الجائزة للقسم الخاص بتمويل نوبل للأدب.
الحرب تعود بالحجب
عاودتنا حرب عالمية ثانية جديدة إنطلقت أولى رصاصاتها خلال عام 1939 لتتوقف معها جائزة نوبل أربعة أعوام بداية من عام 1940مرورًا بعامي 1941 و1943 حتى عام 1943 ليتم توزيع قيمة الجائزة المالية بالطريقة المعتادة الثلث للصندوق الرئيسي والثلثين للقسم الخاص بتمويل نوبل للأدب.
2018.. اتهامات بالتحرش
تعتبر الأحداث التي طرأت على الجائزة هذا العامة هي الألى من نوعها، فلأول مرة تحجب الجائزة لأسباب خاصة بمزاعم تحرش جنسي كما سبق وذكرنا، الأمر الذي يعود على محبي الأدب بالملل، فثمة اسم كاتب كان سيعلن اسمه وتملأ أعماله ساحة الأدب ضجيجًا سيتغيب عن المشهد الأكثر أهمية خلال كل عام.
جائزة بلا أديب
تم حجب جائزة نوبل كما ذكرنا لـ8 أعوام كان آخرها هذا العام، لكن المفارقة العجية أن هناك عامين تم تسمية فائز عن كل عام، لكنهم رفضوا الجائزة، ففي عام 1958 تم الإعلان عن فوز الروسي " ليونيدوفيتشباسترناك" من بين 70 منافسًا، لكن تحت ضغوط الاتحاد السوفيتي رفض "باسترناك" الجائزة، ولم يكن وحده الذي فعل ذلك وإن كان عن غير إرادته، لكن الفرنسي "جان بول سارتر" رفض أيضًا الحصول على الجائزة لعزوفه عن أي تكريم رسمي، وذلك في عام 1964وهو ذات العام الذي رُشح فيه الأديب المصري "طه حسين" للفوز بالجائزة.



