"الأتوبيس النهري" قبلة الحياة لمدينة المنصورة (صور)

كتب - مي الكناني

تواصل محافظة الدقهلية، أعمال إنشاء مراسي الأتوبيس النهري بمدينة المنصورة، تمهيدًا لبدء تشغيله في مايو المقبل، حسبما أعلن الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية.

بداية اقتراح المشروع كانت من فريق بكلية الهندسة جامعة المنصورة منذ عام 2014، وأجرى دراسة تفصيلية حول استثمار النيل باعتباره الوسيلة الأرخص والأفضل، في حل أزمة المواصلات العامة، وتخفيف العبء على الطرق.

مهند فودة، مدرس بكلية الهندسة ومسؤول الفريق، يقول إن الفكرة بدأت باقتراح مجموعة من الطلاب البحث عن حل للأزمة المرورية التي تعاني منها مدينة المنصورة، وبدأوا في عقد اجتماعات تحت إشرافه خلال الإجازة الصيفية، لبحث الحلول البديلة بشكل تطوعي.

وضم الفريق كلًا من "عبد الرحمن مجدي ناصر، ومهند عصمت، وآية أحمد، وسارة عادل، وعبد الرحمن قشطة، وهاجر مسعد، ورانيا صيام، وسارة الشربيني".

ويضيف أن الفريق توصل لفكرة إنشاء أتوبيس نهري بطول كورنيش النيل، وتم اقتراح إنشاء 6 محطات في المنصورة، يتم تنفيذ 4 منهم حاليًا، و3 محطات بمدينة طلخا، ونجحوا في إيجاد مستثمر لتمويل المشروع، وتكفل بإنشاء المراسي وأتوبيس وتاكسي نهري.

 

المحافظون يرحبون بالمشروع

ويوضح أنه عرض المشروع على المحافظ الأسبق عمر الشوادفي، الذي أكد أن المشروع في خطة الدولة للتعميم بكافة المحافظات، وعقب تولي المحاسب حسام إمام، محافظًا، تم عرض الفكرة مجددًا، لكنه طلب طرح التذكرة بسعر 75 قرشًا، على أن يتكفل المستثمر بتكاليف إنشاء المراسي والأتوبيس، وهو ما رفضه الطرف الثاني، لرغبته في رفع سعر التذكرة لجنيهين، وظل المشروع حبيس الأدراج.

ويشير فودة إلى أنه عند تولي المحافظ السابق الدكتور أحمد الشعراوي، تحمس للفكرة وبدأ اتخاذ إجراءات تنفيذ فعلية، ومناقشة الوزارات المسؤولة، وكلفه بوضع التصميمات المعمارية للمراسي.

 

حجر الأساس

أجريت الدراسات الخاصة بالمشروع بمعرفة معهد بحوث النقل النهري بالإسكندرية، وحماية النيل بوزارة الري والموارد المائية، وفقا للمواصفات الفنية والجودة المطلوبة.

وفي فبراير الماضي، بدأت أولى خطوات التنفيذ الفعلية، إذ وضع الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية السابق، حجر الأساس لإنشاء 4 مراسٍ كمرحلة أولى، هم "أم كلثوم أو المحافظة، والمدير، وشجرة الدر، والجامعة"، وخلال زيارته في إبريل الماضي، تفقد الدكتور محمد عبد المعطي، وزير الري والموارد المائية، أعمال الإنشاء، وأكد أن أسعار التذاكر ستكون مخفضة.

 

20 مليون جنيه تكلفة المراسي

بلغت التكلفة الإجمالي للمراسي 20 مليون جنيه بتمويل من محافظة الدقهلية، وتنفيذ وإشراف وزارة الري ممثلة في الإدارة المركزية للري، والإدارة العامة لمشروعات ترعة السلام، وذلك حسبما صرح المهندس سعد موسى، وكيل وزارة الري.

يقول موسى، إن المراسي تم إنشاؤها على البر الأيمن للنيل على مسافات متفرقة، بطول من 4 لـ5 كيلومترات، لتسهيل حركة المرور واختصار المسافة في حركة النقل بطول شارع المشاية، التي تستغرق حوالي من ربع إلى نصف ساعة حسب الزحام.

ويضيف أنه سيتم إنشاء مرسيين آخرين بمدينة طلخا، بالقرب من نادي القوات المسلحة وأسفل كوبري طلخا، بتكلفة 12 مليون جنيه، لتكون حركة النقل طولية وعرضية لخدمة مدينتي المنصورة وطلخا كمرحلة أولى.

 

ربط مراكز المحافظة

ويشير موسى إلى أن المرحلة الثانية تستهدف مدن ميت غمر وميت دمسيس السياحية وشربين، وذلك بهدف الربط بين جميع مراكز المحافظة، كما أن هناك اتجاه لمد المشروع لمحافظة دمياط ومراكزها، وربطها بالدقهلية، بهدف تقليل الضغط على الطرق البرية، بالإضافة إلى سهولة الحركة في النيل، وسيكون الأتوبيس بمثابة وسيلة انتقال وفسحة نيلية للمواطنين.

ويوضح أنه تم ترسية تشغيل الأتوبيس على إحدى الشركات المتخصصة، والتي ستستلم الموقع بمجرد انتهاء المراسي، وتستوعب المركبة 48 راكبًا، كما سيتم تشغيل "التاكسي النهري" لمن يرغب في نزهة خاصة أو الوصول بشكل أسرع.

ويؤكد وكيل الوزارة أن المراسي ستكون مماثلة للموجودة على نهر السين، وستكون المنصورة ثاني موقع للأتوبيس على مستوى الجمهورية بعد القاهرة.

 

إنجاز 60%

أما المهندس محمد عبد المنعم، المسؤول التنفيذي للمشروع، فيؤكد أن العمل في المراسي يتم بشكل متوازٍ، وتم الانتهاء من تنفيذ 60% من الأعمال المطلوبة، ويجرى حاليًا تثبيت خوازيق البتون العائم، الذي يتميز بالمرونة والارتفاع والانخفاض حسب منسوب مياه النيل.

 

تذكرة متكاملة

فيما يرى المهندس مهند فودة، أن المشروع سيحل الأزمة المرورية بشكل جزئي في المنطقة الموازية للنيل، مقترحًا ضرورة وضع خطة متكاملة وربط وسيلة الانتقال النيلية بالبرية، وتوفير أتوبيسات أمام المراسي، لتسهيل نقل المواطنين داخل المدينة.

كما اقترح طرح تذاكر متكاملة، تشمل قيمتها تكلفة الانتقال بالأتوبيس النهري والبري، وذلك لتخفيف العبء على المواطنين.