في "الفاخورة".. "عتاولة" الفخار يصنعون تحفًا من الطين (فيديو وصور)
الدقهلية - مي الكناني
مع دقات السابعة صباحًا، يغادر أيمن صاحب الـ51 عامًا منزله متوجهًا لعمله، ويسلك طريقًا غير ممهد داخل إحدى الأراضي الزراعية بمدينة طلخا، يضطر لقطعه يوميًا سيرًا على الأقدام، حتى يصل لـ"الفاخورة".
يعمل أيمن بصحبة شقيقه الأصغر حمزة في صناعة الفخار منذ طفولتيهما، هذه المهنة التي ورثاها أبًا عن جد، ومازالا يواصلان مسيرة العائلة في تلك المهنة البسيطة التي تعود لعشرات السنين.
أكثر من 40 عامًا تفنن خلالها الشقيقان في صناعة الفخار بجميع أشكاله، ما بين مزهارية وأوانٍ للطعام والشراب، وأخرى للطيور، حتى أصبحا من أعلام المهنة بمحافظة الدقهلية.
بمجرد أن تبدأ الشمس نسج خيوطها، يهم الشقيقان لتجهيز عدة العمل، ويبدآن عجن التراب الناتج عن تجريف الأراضي الزراعية أو حفر أساسات المنازل بالمياه، ثم تصفيته من الشوائب، وتركه حتى يجف ويصبح عجينة لينة يسهل تشكيلها.
.JPG)
تعتمد صناعة الفخار على الإحساس والتجانس بين القدم الملامسة ل "طبلية" موصلة برأس حديدية وعمود يحمل أسطوانة، والأيدي التي تعزف ألحانها على الطمي المبلل، ليدوران عكس عقارب الساعة، ويخرجان قطعة فنية تجذب الأنظار، حسبما يصف أيمن.
ويوضح أن تسوية الفخار في شكله النهائي تستغرق شهورًا، وتبدأ من حرقه في فرن صديق للبيئة يعمل بمخلفات القصب والقش، على درجة حرارة تتعدى 100 درجة مئوية لمدة 3 ساعات متفرقة، ثم تركه أسبوعا حتى يتحول للون الأحمر، ووضعه في الهواء حتى يجف لمدة شهر أو اثنين حسب حالة الطقس.
نالت "فاخورة طلخا" شهرة واسعة في صناعة الفخار بمصر، وكانت تضم عددا كبيرا من "عتاولة" المهنة، وأقدم عليها الزبائن من جميع المحافظات، حتى ذاع صيتها في الخارج، ونجحت في تصدير أول شحنة من أدوات الزراعة لإيطاليا، لكن ضعف المقابل المادي دفع الكبار للبحث عن فرصة أخرى، وسافروا للمملكة السعودية، وفتحوا أسواقًا للفخار المصري هناك.
.JPG)
كما تعد مزارًا سياحيًا يستقطب طلاب المدارس، ويتم تنظيم رحلات دورية تعليمية لمشاهدة مراحل صناعة الفخار، لأنها أحد الصناعات الشعبية التي عرفتها مصر على مر العصور.
"مش أي حد يشتغل فواخري"، هكذا عبر أيمن عن شروط صانع الفخار، وأهمها دخوله المهنة في سن صغيرة، ليكون لديه شغف وحب التعلم، ورغبة في إضفاء لمسته الخاصة في التشكيل، "دي مهنة إحساس وفن من الطراز الأول".
.JPG)
.JPG)
وعلى الرغم من أهمية وقدم تلك الصناعة، إلا أنها تصارع البقاء لقلة الأيدي العاملة، وأرجع أيمن ذلك لرغبة الشباب في العمل بمهن مرفهة ولها مستقبل، "ابني بيقولي مش هشتغل في الطين، ومبقاش في عمال غير القدام، ودول لو حصلهم حاجة خلاص المهنة هتموت معاهم".
التطور التكنولوجي لم يصل للفاخورة بعد، فهناك لا صوت يعلو فوق صوت "الدولاب"، تلك الآلة اليدوية التي ما زالت تحتفظ برونقها لمدة جاوزت 50 عامًا، وبين أطنان "الشِرب" يقف الشقيقان يتأملان ما أنتجاه من تحف فنية داخل هذا الكوخ الصغير، والذي يمثل لهما إرث كبير يسعيان للحفاظ عليه.
مع دقات السابعة صباحًا، يغادر أيمن صاحب الـ51 عامًا منزله متوجهًا لعمله، ويسلك طريقًا غير ممهد داخل إحدى الأراضي الزراعية بمدينة طلخا، يضطر لقطعه يوميًا سيرًا على الأقدام، حتى يصل لـ"الفاخورة".
يعمل أيمن بصحبة شقيقه الأصغر حمزة في صناعة الفخار منذ طفولتيهما، هذه المهنة التي ورثاها أبًا عن جد، ومازالا يواصلان مسيرة العائلة في تلك المهنة البسيطة التي تعود لعشرات السنين.
أكثر من 40 عامًا تفنن خلالها الشقيقان في صناعة الفخار بجميع أشكاله، ما بين مزهارية وأوانٍ للطعام والشراب، وأخرى للطيور، حتى أصبحا من أعلام المهنة بمحافظة الدقهلية.
بمجرد أن تبدأ الشمس نسج خيوطها، يهم الشقيقان لتجهيز عدة العمل، ويبدآن عجن التراب الناتج عن تجريف الأراضي الزراعية أو حفر أساسات المنازل بالمياه، ثم تصفيته من الشوائب، وتركه حتى يجف ويصبح عجينة لينة يسهل تشكيلها.
تعتمد صناعة الفخار على الإحساس والتجانس بين القدم الملامسة ل "طبلية" موصلة برأس حديدية وعمود يحمل أسطوانة، والأيدي التي تعزف ألحانها على الطمي المبلل، ليدوران عكس عقارب الساعة، ويخرجان قطعة فنية تجذب الأنظار، حسبما يصف أيمن.
ويوضح أن تسوية الفخار في شكله النهائي تستغرق شهورًا، وتبدأ من حرقه في فرن صديق للبيئة يعمل بمخلفات القصب والقش، على درجة حرارة تتعدى 100 درجة مئوية لمدة 3 ساعات متفرقة، ثم تركه أسبوعا حتى يتحول للون الأحمر، ووضعه في الهواء حتى يجف لمدة شهر أو اثنين حسب حالة الطقس.
نالت "فاخورة طلخا" شهرة واسعة في صناعة الفخار بمصر، وكانت تضم عددا كبيرا من "عتاولة" المهنة، وأقدم عليها الزبائن من جميع المحافظات، حتى ذاع صيتها في الخارج، ونجحت في تصدير أول شحنة من أدوات الزراعة لإيطاليا، لكن ضعف المقابل المادي دفع الكبار للبحث عن فرصة أخرى، وسافروا للمملكة السعودية، وفتحوا أسواقًا للفخار المصري هناك.
كما تعد مزارًا سياحيًا يستقطب طلاب المدارس، ويتم تنظيم رحلات دورية تعليمية لمشاهدة مراحل صناعة الفخار، لأنها أحد الصناعات الشعبية التي عرفتها مصر على مر العصور.
"مش أي حد يشتغل فواخري"، هكذا عبر أيمن عن شروط صانع الفخار، وأهمها دخوله المهنة في سن صغيرة، ليكون لديه شغف وحب التعلم، ورغبة في إضفاء لمسته الخاصة في التشكيل، "دي مهنة إحساس وفن من الطراز الأول".
وعلى الرغم من أهمية وقدم تلك الصناعة، إلا أنها تصارع البقاء لقلة الأيدي العاملة، وأرجع أيمن ذلك لرغبة الشباب في العمل بمهن مرفهة ولها مستقبل، "ابني بيقولي مش هشتغل في الطين، ومبقاش في عمال غير القدام، ودول لو حصلهم حاجة خلاص المهنة هتموت معاهم".
التطور التكنولوجي لم يصل للفاخورة بعد، فهناك لا صوت يعلو فوق صوت "الدولاب"، تلك الآلة اليدوية التي ما زالت تحتفظ برونقها لمدة جاوزت 50 عامًا، وبين أطنان "الشِرب" يقف الشقيقان يتأملان ما أنتجاه من تحف فنية داخل هذا الكوخ الصغير، والذي يمثل لهما إرث كبير يسعيان للحفاظ عليه.



