القاتل كان حارساُ شخصياً لاردوغان ..النيابة التركية تتهم جولن بمقتل السفير الروسي
كتب - بوابة روز اليوسف
اتهمت النيابة التركية منظمة خدمة التي يترأسها المعارض فتح الله جولن المقيم في الولايات المتحدة مسؤولية مقتل السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف العام 2016، وكانت المنظمة نفت في وقت سابق مثل هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.
ورأى مراقبون أن السلطات التركية باتهامها لمنظمة جولن، تحاول النأي ينفسها عن علاقات مع منظمات "جهادية" متواجدة على أراضيها وتحظى بدعمها وهي تناهض التدخل الروسي في سوريا.
وكشفت لائحة اتهام أعدتها النيابة التركية يوم أمس الجمعة حول جريمة اغتيال السفير الروسي، أن منفذ العملية تلقى أوامر بقتل السفير من قيادي في منظمة "جولن"، وقالت إن "شاهين سوجوت" القيادي في المنظمة، التقى منفذ عملية الاغتيال "مولود مرت ألتن طاش" قبل 10 أيام من العملية.
وطالبت النيابة العامة بإنزال عقوبة السجن مدى الحياة، وعقوبات سجن بفترات مختلفة على 28 مشتبهاً فيهم، بينهم زعيم المنظمة. واصفة الجريمة بالعمل الاستفزازي ضد العلاقات الروسية التركية.
ووجهت النيابة تهما ضد المشتبه فيهم، منها "انتهاك النظام الدستوري"، و"الانتماء إلى منظمة إرهابية"، و"ارتكاب جريمة قتل بدافع الترهيب"، و"إطلاق النار بالسلاح لإشاعة الخوف والذعر والقلق".
وأشارت اللائحة إلى أن سوجوت أوعز إلى "ألتن طاش" بالتعليمات والأوامر المتعلقة باغتيال كارلوف، إذ أشارت اللائحة أن "سوجوت" الذي كان يعمل في هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية، يعد "إماما" للقاتل "ألتن طاش".
وقالت إن سوجوت حاول تحطيم هاتفه الجوال أثناء إلقاء قوات الأمن التركية القبض عليه، إذ كان يتواصل مع "ألتن طاش" عبر الإنترنت، بحسب اللائحة.
وبينت اللائحة أن "سوجوت" سبق أن تواصل مع قيادي آخر في المنظمة يعرف بأنه مسؤولها المزروع داخل جهاز الاستخبارات التركية حسين كوتوجا، بين عامي 2016 و2017. وأضافت في هذا الإطار أن لقاء سوجوت مع ألتن طاش جاء زمنيا بعد لقاء "سوجوت ـ كوتاجا".
وكان السفير الروسي أندريه كارلوف قد تعرض لهجوم مسلح في 18 ديسمبر 2016، أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور تم تنظيمه بالتعاون بين سفارة موسكو وبلدية جانقيا في أنقرة، ما أدى إلى مقتله، وكان الجاني حسب التقارير يصرخ لدى تنفيذ العملية: "الله أكبر، الله أكبر، لن ننسى حلب، لن ننسى سوريا، هذا من أجل حلب".
وحينها، ذكرت تقارير أن أسباب الاغتيال غير مرجحة، لكنه وقع بعد عدة أيام من احتجاجات الشعب التركي على مشاركة روسيا في الحرب الأهلية السورية ومعركة حلب، على الرغم من أن الحكومتين الروسية والتركية كانت تتفاوض بشكل مشترك نحو وقف لإطلاق النار.
كما صرَّح كلاً من الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين أن اغتيال السفير الروسي في أنقرة يستهدف العلاقات بين البلدين.
حراسة اردوغان
وكانت مصادر إعلامية تركية أن مولود مارت ألتن طاش قاتل السفير الروسي أندريه كارلوف في تركيا، عمل في فرق الحماية الخاصة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما نقلت صحيفة زمان التركية.
وقالت الصحيفة إن مولود ألتن طاش رافق أردوغان في بعض المناسبات عند زيارته لبعض المدن التركية، وأضافت أن مولود مرت ألتن طاش، عمل حارساً شخصياً للرئيس أردوغان، ضمن قوات التدخل السريع، في جولاته في مدينة قونيا في ديسمبر 2014، ثم في بورصة في 1 فبراير 2015 ، كما أنه نشر بعض الصور التي تُظهر أردوغان قريباً من ألتن طاش في مناسبات كثيرة.
ومن جانبها، كانت صحيفة (التايمز) البريطانية، قالت في تقرير نشرته في ديسمبر 2016 إن ثمة إشارات تفيد أن مولود التن طاش، قاتل السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف، على ارتباط بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الذي شارك بتأسيسيه عام 2001 الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكرت الصحيفة أن الشرطي القاتل ، ظهر في صور خلال حضوره فعاليات لحزب العدالة والتنمية في تركيا، مما يدحض رواية الحكومة التركية بأن القاتل ينتمي إلى جماعة المعارض التركي فتح الله جولن.
حزب الشعب
وتقول الصحيفة البريطانية إنه على الرغم من أن التن طاش يتحدر من مقاطعة "أيدين" الساحلية التي تعتبر معقلا لحزب الشعب الجمهوري المعارض لحكومة أردوغان، فإن العبارات التي تلفظ بها أثناء إطلاقه النار على السفير تثير تساؤلات بشأن ميوله المتشددة.



