الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

كاتب ألماني: التصوف رافد إنساني وقرأت كتب الأقطاب مبكرا

كاتب ألماني: التصوف
كاتب ألماني: التصوف رافد إنساني وقرأت كتب الأقطاب مبكرا

نظم معهد جوته الألماني بحي الدقي بمحافظة الجيزة ، مساء اليوم الأحد، لقاء مع الكاتب الألماني كريستوف بيترز ، لمناقشة مجموعته القصصية "استئناس الغربة"، الصادرة بترجمة إلى اللغة العربية عن دار صفصافة للنشر، بالاشتراك مع الناقدة الأدبية الدكتورة شيرين أبو النجا.

وناقشت الدكتورة شيرين أبو النجا في تقديمها للقاء علاقة كريستوف بيترز المتميزة، منذ سنوات، بالعالم العربي عبر روابط أسرية عائلية وثقافية علمية، حيث يركز في قصصه ونصوصه النثرية على تساؤلات وقضايا تُعني بالحوار والتفاهم بين الشرق والغرب.

وأشارت إلى المساحة التي يمكننا منها نص بيترز والتعمق في قصصه، من خلال التعرف على تجاربه الذاتية وما عاشه عن قرب في العالم العربي.

وقرأ بيترز صفحات من قصص مجموعته، وعبر، من خلال ترجمة فورية يقدمها المعهد، عن سعادته باللقاء الذي يجمعه بالجمهور الأقرب إلى كتاباته وأفكاره وقلبه ، وقال إنه اهتم بالصوفية والتصوف منذ كان في سن الخامسة والعشرين، مشيرا إلى أنه قرأ كتب العديد من أقطاب الصوفية أمثال الحلاج وجلال الدين الرومي ومحي الدين ابن عربي ، في مراحل حياته المبكرة.

ولفت إلى أنه استوعب النزعة المتصوفة بداخله ما أضفى صبغة ذاتية على رؤيته للفكر المتصوف ، وكذلك أفادته قراءة الكثير من كتب المتصوفين في التراث والثقافة الغربية.

وأضاف أن التراث الصوفي يعد أحد أهم الروافد بالغ الأهمية والتأثير في تكوين كل كاتب وباحث؛ ملمحا إلى أنه جانب مهم من جوانب الإنسان التي تشكل وجوده لا ينبغي الاستخفاف به أو إهماله في دراسات العلوم الإنسانية وآدابها وخاصة في عالم معاصر تشكل أبعاده مكونات بالغة التركيب.

وأوضح صاحب "غرفة في دار الحرب"، أنه حين صدرت روايته في 2006 توجس من استقبال الغرب وألمانيا لها، حيث إن شخصياته تتحدث وتفكر وتعبر عن نفسها، ولا يطلق هو الأحكام عليها.

وتحدث بيترز عن كتاباته وما يشكله ما فعله في عالم الأدب ، ورؤيته لمصر كمواطن معاصر يحمل الجنسية الألمانية ، وفي وقت ما دعاه صهره المصري إلى زيارة القاهرة، فاكتست أفكاره التي كون من خلالها رؤيته بخلفيته العقائدية الألمانية التي قال إنها مكنته من الاقتراب إلى عقلية الشرق عامة والمجتمع المصري خاصة.

وأشار إلى أن الإرهاب موجود في كل بلدان العالم وينشأ في كافة المجتمعات وليس من المنطقي أن يصفه متعلم بأنه يخص دين أو عقيدة بعينها، موضحا أن الإرهاب يرتكبه ويمارسه بشر من مختلف الجنسيات والأديان، لأنه يوافق لديهم نزعات وميول إجرامية عدوانية ، وأكد أن الإبداع والفنون تعمل على ترويض العدوانية داخل الإنسان وتجعله رافضا للأفكار الإرهابية.

وفي مقدمة أحد كتبه للقارئ العربي - كتاب "الشاي .. ثقافات .. طقوس .. حكايات" عن دار العربي للنشر والتوزيع ، يقول بيترز "حتى اليوم لم أجد تفسيراً لكون قلبي يقفز من السعادة كلما انتهى بي المطاف في مصر، ويكون ذلك مصحوبا بالشعور كأنني عدت من رحلة بعيدة إلى بيتي".

ويعرف بيترز الشاي في كتابه بأنه مشروب الساعة، وهو الذي يجمع الناس في مصر، ويمثل لهم مادة سحرية تحثهم على الجلوس معاً وسرد الحكايات ومناقشة اﻷسئلة ذات الشأن ، من أين جئنا؟ وإلى أين سنذهب؟ وكيف نريد أن نحيا حياتنا؟

تدور المجموعة القصصية "استئناس الغربة" ، حول الترحال وشعور الإنسان بالغربة في الواقع المعاصر، ويجرى عدد من أحداث قصصها بمصر، وترجمت عن الألمانية من خلال ورشة ترجمة نظمها معهد جوتة بالقاهرة عام ٢٠١٣.

وُلِد كريستوف بيترز عام 1966 في مدينة "كالكار" في منطقة الراين السفلي ، وهو كاتب حر مقيم في برلين ، حصدت أولى رواياته "مدينة، بلد، نهر" الصادرة عام 1999 جائزة "أسبكته" الأدبية وصدر له مؤخرًا رواياتا "السيد ياماشيرو يفضل البطاطس" و"ذراع الأخطبوط" و"عام القط" ، كما حاز كريستوف بيترز في عام 2016 على جائزة "فريدريش هولدرلين" المقدّمة في مدينة باد هومبورج.

تم نسخ الرابط