أكبر صندوق معاشات عالمي يخسر 136 مليار دولار في 3 أشهر

كتب - عادل عبدالمحسن

سجل أكبر صندوق معاشات في العالم خسارة قياسية، بعد أن تسبب هبوط الأسهم العالمية في الربع الأخير من العام الماضي، بفقدان فئة الأصول التي شكلت نحو نصف استثماراتها.

وحسبما ذكرت "بلومبرج" الأمريكية، خسر صندوق الاستثمار الحكومي الياباني 9.1 % أو 14.8 تريليون ين "136 مليار دولار"، في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر في طوكيو يوم الجمعة الماضي.

وكان الانخفاض في القيمة ومعدل الخسارة هو الأكثر حدة، استنادًا إلى بيانات قابلة للمقارنة حتى أبريل 2008. كانت الأسهم المحلية أسوأ استثمارات أداء للصندوق، تليها الأسهم الأجنبية، وانخفضت الأصول إلى 150.7 تريليون ين في نهاية ديسمبر من مستوى قياسي بلغ 165.6 تريليون ين في سبتمبر.

 

وفي حين ساعدت الأسهم على تحقيق العائد خلال السنتين الماليتين السابقتين، فإن الهبوط العالمي في ديسمبر أكد المخاطر، التي تواجه الصندوق منذ أن قام بتجديد الاستراتيجية في عام 2014 لتراكم الأسهم والسندات المحلية.

وقال ناوكي فوجيوارا كبير مديري الصناديق بشركة شينكين لإدارة الأصول في طوكيو إن خيار GPIF قد لا يكون أمامه خيار سوى الاستثمار في الأسهم، حيث إن العائدات ذات الدخل الثابت، لا سيما تلك الخاصة بديون الحكومة اليابانية، منخفضة للغاية.

وقال فوجيوارا: "من المنطقي أن تحتفظ GPIF ببعض الأصول الخطرة في هذه البيئة لأن العائدات منخفضة على مستوى العالم ولا تعطي استثمارات السندات عوائد جيدة". "من وجهة نظر المتقاعدين، فإن الأمر يتطلب الكثير من المخاطر على استثماراته في ظل الخلاف التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين الذي يعطي حالة من القلق بشأن تباطؤ النمو.

وانخفض مؤشر توبيكس بنسبة 18 % في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر، وهو أكبر انخفاض فصلي منذ عام 2008، في حين انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 14 % وهو أعلى مستوى منذ عام 2011. وعززت العملة اليابانية 3.7 في المائة مقابل الدولار في الربع.

ويشير شانج أيد كبير محللي الأسهم في معهد NLI للأبحاث في طوكيو، إلى أن أداء GPIF على المدى الطويل أكثر أهمية من التحركات الفصلية. وبلغ عائد الاستثمار التراكمي الذي حققته GPIF منذ العام المالي 2001، 56.7 تريليون ين، مقابل مكاسب سنوية بلغت 2.7٪. ولا داعي لأن نكون متشائمين لمجرد أن GPIF سوف تتكبد خسارة على استثماراتها على أساس ربع سنوي"،

وقال إيد، "بالنسبة لصناديق التقاعد، من الأهم التركيز على كيفية ضمان عائداتها طويلة الأجل بدلاً من أدائها الفصلي".

ومع ذلك، فمع وجود ما يقرب من نصف أصوله في الأسهم المحلية والأجنبية، قد يكون أداء GPIF في خطر التراجع بسبب المخاوف بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومغادرة المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي تزيد من خطر حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.

وقال هيدينوري سويزاوا، المحلل في SMBC Nikko Securities Inc.: "ما لم يتم حل الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد، وهناك احتمال بأن تطول مشكلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، "لا يمكننا أن نكون متفائلين بشأن الأداء الاستثماري في مارس".