الفنان السكندري كلاي قاسم ومعرضه "اختيار" بالزمالك.. الأحد
كتبت - سوزى شكرى
يفتتح الساعة السابعة مساء الأحد 3 مارس 2019 بقاعة "Samah art gallery" بالزمالك معرض الفنان التشكيلي السكندري دكتور "كلاي قاسم" بعنوان "اختيار"، اشتهر الفنان على مدار مشواره الفني بأنه يملك قدرة إبداعية في خلق عالم خاص يمزج فيه بين الرومانسية وشاعرية الأحلام وواقع الحياة المؤلم يعبر عنها من خلال أسلوبه الفني في التداخلات اللونية الشفافة، وتقنياته المميزة، ومعالجته للعنصر الإنساني والمسطح التصويري.
يجمع الفنان في لوحاته التصويرية بالعديد من الهويات، الهوية الشخصية في معالجاته لشكل للعناصر، والهوية التشكيلية في التقنيات، والهوية المصرية والأصالة حيث استدعاء الرموز المصرية القديمة.
يعمل الفنان مدرس بقسم التصوير كلية الفنون الجميلة الإسكندرية، وحصل على الماجستير عام 2008 عن "أثر البعثات الخارجية على التصوير المصري المعاصر في القرن العشرين"، ثم درجة الدكتوراه في 2012 عن "أثر الفن المصري القديم على الفن الحديث والمعاصر"، وخلال مشواره الفني شارك كلاي في عشرات المعارض الجماعية، وكذلك المعارض الفردية، كما حصل على العديد من الجوائز من أهمها جائزة الدولة التشجيعية 2014، والجائزة الثانية في التصوير بصالون ناجي الرابع، والجائزة الأولى في التصوير مناصفة في صالون رشيد الأول 2008، جائزة البينالي في مجال التصوير 2009، الجائزة الكبرى في التصوير بينالي بورسعيد 2011 وغيرها.
عن القراءة النقدية لمعرض الفنان كلاي قاسم "اختيار" كتب الفنان التشكيلي والناقد الفني ياسر جاد: "تأخذنا كلمة (اختيار) إلى ذلك المفهوم المرادف لوصولنا إلى مفترقات الطرق، وما تمنحنا إياه أو تجبرنا عليه من مفاضلة بين دربين أو أكثر، وهو بلا جدال ردة فعل لما يسبقه من قرار ينتج عنه تلك المفاضلة وذلك الاختيار.
ويأتي عرض الفنان كلاي قاسم والذي يحمل في عنونته مسمى (اختيار) كانعكاس لتلك اللحظة التي يتوقف عندها المبدع عند مفترق الطرق، والتي أجدها تشهد تحولا ملحوظا على ثلاثة من المستويات الرئيسية في تجربته التشكيلية المميزة في عالم التصوير، تلك المستويات الثلاث (الموضوع والتقنية واللون) والتي لا يستقيم بدونهم العمل التصويري، فعلى مستوى (الموضوع) سنجد ذلك التحول بين أطروحات المشهد المزدحم بالتفاصيل والجامع لعمومية الحالة الإنسانية، وبين فواتح التناول للمشهد المختزل الغائر في إشكاليات الخصوصية.
وعلى مستوى (التقنية) فنجدنا أمام خلاصة تجربته السابقة في عالم الملامس والطبقات المتراكبة بكل ما تحمله من دسامة وثقل، وبين قراره في ممارسة التبسيط دون الإخلال بسطحه الوثير، وعلى مستوى (اللون) فسنرى بوضوح مدى التحول في صوت ألوانه الصاخب والجامع لمزيج خليطه المبهجة والطازج والمتناغم والمعبر عن نبض نصه البصري وحراكه، وبين ذلك الخيار في خوض عالم (المونوكروم) على اختلاف درجاته اللونية ودفئها الذي يمنح المتلقي تلك الأحاسيس ذات الصفاء والمرادفة للمعزوفات الفردية برومانسيتها المفتقدة.
ورغم ما يشهده هذا العرض المميز للفنان كلاي قاسم من تحولات تنم عن وقوفه على عتبات الاختيار والمفاضلة في إحداث تطورات نوعية سلسة في أسلوبه ومشهده وجانبه التقني والفلسفي، إلا أنني أجد أن قيمة طرح/ كلاي قاسم في هذا العرض تأتي على محورين مهمين، (الأول) هو تمرده على ذاته في وجوب اتخاذه لقرار إحداث نقلة نوعية في تجربته التصويرية مرتكزا على عنونته (اختيار)، و(الثاني) في دعوته الصريحة والجلية الوضوح في نصه البصري لنا جميعا بحتمية تفعيل مفهوم إحسان اتخاذ القرار، والذي بلا شك سيأخذ كلا منا لاختياره".



