الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"تياترو" معرض تشكيلي بـ"الزمالك" للفنان أحمد صابر

تياترو معرض تشكيلي
"تياترو" معرض تشكيلي بـ"الزمالك" للفنان أحمد صابر
كتبت - سوزى شكرى

يقام بقاعة "سفر خان" بالزمالك معرض الفنان التشكيلي أحمد صابر بعنوان "تياترو"، يوم الإثنين 18 مارس  2019، ويستمر المعرض إلى 8 أبريل 2019.

 الفنان التشكيلي أحمد صابر من الفنانين الشباب، الذى توقعنا له منذ بداية مشواره أنه فنان موهوب له قدرات فنية وتقنيات تشكيلية وفلسفة خاصة فى بناء تكوينات لوحاتة، له عالمه الفنى الذى يجمع بين واقعية فى منهج الرسم سيريالية الفكر واستخدام الرموز لما تحمله الرموز من دلالات فجعل لنفسه عالمه الأسطورى الانسانى ، يصعب حصر سيرته الذاتية من كثرت مشاركاته فى فى معارض بمصر والخارج وحصل على العديد من الجوائز اغلبها الجائزة  الاولى فى مجال الرسم والحفرفى مشاركاته بصالون الشباب  ومعرض الطلائع مسابقات دولية، بالإضافة الى جوائز الاقتناء بمصر وخارجها، بالرغم من كل هذة المشاركات والنجاحات المتواصلة إلا أن معرضه "تياترو" هو المعرض الأول الفردي.

حين قرأت كلمة الفنان أحمد صابر المصاحبة لمعرضه الجديد تحت عنوان "تياترو" علمت أنه استند إلى أروع كلمات الكاتب "ويليام شكسبير" جملته الشهيرة "الحياة مسرح وكلنا ممثلون"، كون شكسبير فلسفته فى الحياة من خلال خبرته ورؤيته الشخصية للأفراد وأنهم مزيفون وغير صادقين مع أنفسهم فكيف يكونوا صادقين مع الآخر، ولكن لو قارنا بين الحياة المسرح سنجد فروق، فى المسرح يوجد مؤلف وسيناريست يكتب الادوار ويختار للشخصيات الادوار المناسبة لهم كلا بحسب قدرته وادواته ،وحين تنتهى المسرحية تغلق ستارة المسرح ويصفق الجمهورعلى التمثيل ربما أعجابا ، ولكن فى الحياة أنت مخرج لمسرحك، وأنت من تقرر الدور الذى تمثله امام الجميع ، نجد من يختار لنفسة ان يلعب دور البطولة والشخصية الرئيسة التى يدورحولها الجميع، ونجد من يختار لنفسه دور كوميدى يضحك الآخرين مع انه قد يكون متألم ، او يضحكهم على الواقع حتى يتناسوا قسوة الواقع وقد نصفق نفاقاَ، ونجد من يختار التراجيديا والدراما منهجاً يمارسه على جمهوره ليسرق مشاعرهم ويذكرهم بجراحهم، ونجد من اختار لنفسة دور كمبارس ليس له تواجد فعال ولا شخصية بل يلقنه الآخر بالكلمات ويحفظها ويعيد ترديدها كلما طلبت منه،  تظل الستارة مفتوحة حتى تأتى ساعاته ، في المسرح وفى الحياة كلاهما نجد فيهم دراما وكوميديا وتراجيديا وكوميديا سوداء وضحك وبكاء وغضب وحزن وفرح وسخرية ونهايات سعيدة ونهايات مأساوية، ولكن نتسأل كيف استفاد الفنان التشكيلى احمد صابر من فلسفة شكسبير  هذا ما نعرفة فى معرضه الجديد " تياترو".

 وعن معرضة يقول الفنان أحمد صابر: تياترو"الحياة مسرح وكلنا ممثلون" هى كلمات الكاتب "وليم شكسبير (1564م:1616م.)، لقد اكتشفت أنها مسرح كبير جدًا ..! نوع آخر من أنواع المسرح، قد يكون الحديث فيه ملتبسًا مبهمًا، وربما سرياليًا، يشوبه الغموض وسوء الفهم، "فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"،  فمن منا يستطيع العيش بلا خبز وحرية.

فنحن نمثّل كي نعيش ونصل إلى ما نريد، كي نخفي عوراتنا وعيوبنا، ونكون أجمل، مقبولين للآخرين. قد تكون غريزة البقاء وإثبات الوجود في الحياة هي من تدفعنا لذلك، فهي مسرح واقعي جدا ، فيه الميلاد والحياة والموت ، يتخللها الفرح والسعادة والحب والأمل وأيضا الألم والشقاء والخوف والتعب والضيق والكره والبغض.

ففي المسرح والحياة دلالات متشابهة كثيرة كالأبطال والكومبارس والأبطال الثانويين بل والمهمشين والديكورات حتي ستارة المسرح التي تفتح بالبداية وتغلق في النهاية، وتلك حقيقة من حقائق الحياة، فلكل شيء بداية ونهاية، لتفتح من جديد على مسرحية جديدة، فهناك ولادة يليها موت وجيل ينفي الآخر، أما البشر في الحياة رجالاً ونساء، فهم لاعبون قد يكونون جيدين مهرة، أو يكونون فاشلين رديئين.

 وعن اعماله ذكر الفنان احمد صابر : " أعمالي الفنية في هذه المرحلة هي اسقاط  ميتافيزيقي علي الواقع بكل ما فيه من رمزيات ودلالات تعبر عن عادات وتقاليد عاشت فينا، وتعكس مقولة "وليم شكسبير" بروية تعطي شكل الحكاية الأسطورية للوحة.  ومن العناصر التي استخدمتها "السمكة" فهي رمز التكاثر، والخير والعيش والرغد والخصوبة، ورمز للتجديد والأدلة في الميثولوجيا، ففي الأساطير العربية والحضارات السامية وفي المعتقدات الدنية السماوية دليل علي البعث. "والقط" الذي يمثل مرونة الجسد ورشاقة الحركة، كما أنه كائن ارتبط بالسحر وصمت الليل، وسكون الخطي مثل الموت متلصص ومتربص مثل القدر. وفاكهة "الرمان" التي وردت في الدين الإسلامي في عدة مواضع وهي من فواكه الجنة. ويمكن المقاربة بين رمزية فاكهة "الرمان" مع رمزية فاكهة "التفاح" والتي ترمز إلى الغواية والمعرفة، وبوابة للحب والحرب.  فهي"الخطيئة الأولى" تلك التي أخرجت الانسان من جنة عدن إلى عالم مليء بالشر والمؤامرات؛ فمفردة الرمان تعني باللغة اللاتينية "تفاحة تحتوي على العديد من البذور". و "الديك" يرمز إلى النشاط واليقظة، "والجمل" وهو رمز للصبر وإشارة إلي أقدم وسيلة للسفر. و"السلحفاة"وهي رمزية  توحدت بها السماء والأرض معًا، لذا كان من الطبيعي أن تستخدم في العرافة؛ فهي إبداع الطبيعة التي تحمل قوقعتها المستديرة، كالسماء، فوق الأرض التي يمثلها القسم السفلي من جسمها المسطح كسطح الأرض؛ ولم يكن المسيحيون الأوائل يحبون السلاحف، وكانوا يرونها كرمز للقوى الشريرة خاصة في زمن الحروب. ويضرب بها المثل في طول العمر في الفن الشعبي. فقد حرصت علي استحدم الرموز الميتافيزيقية المتمثلة في الزخارف والتفاصيل والعناصر المرتبطة بمعتقدات موروثة.

وأخيرًا أقول كما قال الفنان الكبير "حامد ندا" (1924م: 1990م): أنا فقد عنيت بالغوص إلى ما تحت الواقع وما في نفوس الأحياء من رواسب".

 

 

تم نسخ الرابط