طفلة الـ14 عاما.. بائعة أنابيب على سيارة نقل "فيديو"
المنوفية- منال حسين
الحياة مسؤولية، وليست رفاهية، تحتاج للجهد والعرق لمسايرة أحداثها، هناك من استسلم لسوء الظروف، وهناك من تمرد وقرر أن يتحدها بالعمل والجهد لتوفير حياة كريمة دون الحوجة لأحد.
بثينة أحمد عسلاني، طفلة ذات الـ14 عاما، طالبة في الصف الثالث الإعدادي بمدرسة كفر الأكرم المشتركة للتعليم الأساسي، بكفر الأكرم التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، تعمل بائعة أنابيب على سيارة نقل كبيرة.
لم تستلم الطفلة لظروف مرض والدها سائق الأنابيب بالغضروف، لتقرر هي وإخوتها استلام الراية بدلًا منه، وتعلم قيادة السيارات، وبيع الأنابيب، فالأب الذي لم ينجب سوى 4 فتيات أكبرهن 23 وأصغرهن 9 سنوات، هن ”شيماء 23 عامًا، وسمية 20 عامًا، بثينة 14 عامًا، وضحى 9 سنوات، لم يندم يومًا على عدم إنجاب الذكور بعد أن وقف البنات وقفة مائة رجل بجوار والدهم المريض.
تبدأ الطفلة بثينة المشهورة بـ"بوسي" يومها في التاسعة صباحًا تقود سيارة الأنابيب ومعها والدتها، تحمل الأنابيب الفارغة من المواطنين وتذهب بهم إلى المستودع لاستبدالها، ومنه إلى القرى المحيطة بكفر الأكرم أبرزها قرى ”مصطاي- الرمالي- عزبة مسيحة- عزبة أبو هشلة- عزبة جاب الله- كفر سليمان“
تجلس الأم في صندوق السيارة وتبدأ في "الطرق" على الأنابيب بمفتاح حديدي، لتنبيه الأهالي الراغبين في استبدال الأنابيب الفارغة بغيرها ممتلئة، أنهم حضروا ويخرج الأهالي كل حاملًا أنبوبته وتتم عملية الاستبدال.
تقول بثينة لـ”بوابة روزاليوسف“: إنها تعلمت قيادة السيارات منذ أن كانت في الصف السادس الابتدائي حيث كانت ترافق والدها، وبعد مرضه استلمت الراية بديلًا عنه شقيقتها الكبرى شيماء، حتى تزوجت لتتسلم سمية السيارة وتقودها لتتزوج هي الأخرى مضيفة أنها قررت أن تعمل على السيارة لتقضي حاجتها وحاجة والديها وشقيقتها الصغرى دون "الحوجة" لأحد.
وعن أبرز المواقف التي واجهتها الطفلة أثناء قيادة سيارة الأنابيب، هو تعنت أحد الزبائن في دفع ثمن أنبوبة قام باستبدالها معتمدًا أن البائعة طفلة لم تتجاوز الـ14 عامًا، لتقرر بثينة النزول واسترجاع الأنبوبة بمساعدة شقيقتها رافضة إعطاءها له مرة أخري، ناهيك عن كمية المعاكسات التي تتعرض لها كونها فتاة تقود سيارة للأنابيب.
وتستطيع "بثينة" الشهيرة بــ"بوسي" أن توفق بين دراستها في المدرسة وبين عملها على السيارة، حيث تبدأ يومها العملي فور عودتها في مدرستها خلال أيام الدراسة، أما الإجازة فاليوم يبدأ مبكرًا في التاسعة صباحًا.



