وزير الأوقاف: قضاء حوائج الناس على تنوعها في الخير من أفضل القربات
كتب - حسن أبو خزيم
في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان، وغرس القيم الإيمانية الصحيحة، ألقى وزير الأوقاف أ.د محمد مختار جمعة اليوم 26 رمضان 1440 هــ الموافق 31/5/2019 م خطبة الجمعة بمسجد الإمام الحسين "رضي الله عنه" بالقاهرة، تحت عنوان: "رمضان شهر البر والصلة والتعرض لرحمات الله" بحضور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء نائبًا عن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في حضور الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ومحمد سعفان وزير القوى العاملة، والمستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، و اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والشيخ صالح عباس وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، ولفيف من قيادات الوزارة، وجمع غفير من المصلين.
وفي بداية خطبته أكد وزير الأوقاف أ.د محمد مختار جمعة أننا نعيش في رحاب يوم مبارك وساعة مباركة من ساعات القبول في الجمعة الأخيرة من رمضان، ومن حسن الطالع أنها تصادف ليلة السابع والعشرين، فعلينا أن نجتهد في العبادة والطاعة لله (عز وجل) وأن نكثر من الإنفاق، فرمضان شهر الجود والكرم؛ ففيه يُخرج المسلم صدقاته وزكواته، وقد أعطى الله (سبحانه) ثوابًأ عظيمًا للمنفق ماله في سبيل الله، قال تعالى: "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "ثَلاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُم حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبدٍ مِن صَدَقَةٍ، وَلا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً صَبَرَ عَلَيهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ"، ولقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس، وبخاصة في شهر رمضان فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما ) قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسَلة".
كما أكد ان قضاء حوائج الناس على تنوعها في الخير من أفضل القربات يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ للهِ عِبادًا اخْتَصَّهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ الناسِ، آِلى على نفسِهِ ألا يُعَذِّبَهُمْ بِالنارِ ، فإِذَا كان يومُ القيامةِ، خَلَوْا مع اللهِ يُحَدِّثُهُمْ ويُحَدِّثُونَهُ والناسُ في الحِسابِ".
كما أوضح أننا لا بد أن نستقبل ليلة القدر بصفاء نفس، وسلامة صدر، والمبادرة بصلة الأرحام، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان حريصًا على صلة الأرحام، وقد كانت إحدى صفاته الحميدة، فقد قالت السيدة خديجة رضي الله عنها في حادثة بَدْءِ الْوَحْيِ: "كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ".
وفي السياق ذاته أكد أن بعض الناس– وهذه من الأخطاء الشائعة- يظن أنه إذا ما صلى ليلة السابع والعشرين أنه قد أدى ما عليه، وانتهى من الجد في الأعمال الصالحة، ونسي أن أحب الأعمال إلى الله أدومها، وأنه قد أخفى رضاه في طاعته،, وأخفى غضبه في معاصيه، مبينًا معاليه إلى أن من علامات القبول: المداومة على الطاعة والأعمال الصالحة، فالمؤمن تتنزل عليه الملائكة لتطمئنه قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ".
وفي ختام خطبته أكد أن أعظم أجرٍ يناله الإنسان من ربه هو أن يعيش في مقام الرضى ويرضى عنه الله (تعالى)، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ، فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا"، داعيا الله (عز وجل) أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يجعل مصر أمنًا وأمانًا سخاء رخاء وسائر بلاد العالمين.



