هاجر رمضان: المقابل المادي "الضعيف" السبب في هروب الفتيات للاحتراف
حوار ــ ندى شعبان
دومًا ما يضيف العنصر النسائي الجانب المختلف في كل مكان يتواجدن به، فهن لديهن القدرة على الاستمرارية في العطاء، لذا إذا أردت تجربة شيء مختلف عن المعتاد عليك أن تترك كل الأمور المُسلية وتجلس مستريحًا كي تشاهد مباراة كرة قدم نسائية.
وهنا داخل الساحرة المستديرة اجتمعت الموهبة والمتعة معًا لدى بعض الفتيات لكتابة تاريخ جديد لهن في لُعبة سيطر عليها الرجال منذ قديم الزمن، وسنة تلو الأخرى أصبحت "الفكرة" تنتشر في جميع أنحاء الجمهورية، وأصبحت لدينا أسماء بارزة ومميزة في عالم الكرة النسائية.
"لدينا شغف في تقديم المزيد من أجل التعبير عن أنفسنا وإثبات أن الكرة النسائية تملك العديد من المواهب القادرة على تحقيق إنجاز ملموس في المستقبل القريب إذا تم الاهتمام بهن بشكل جيد" بتلك الكلمات الحماسية تحدثت "هاجر رمضان" لاعبة خط وسط المنتخب ونادي الطيران، والتي لم تبلغ من العمر سوى 18 عامًا عن الأزمات، التي تواجهها، وكيف تمكنت من تخطى عقبة قلة الإمكانيات.
وفي حوار لـ"بوابة روزاليوسف"، تحدثت اللاعبة هاجر رمضان عن مشوارها الكروي والأزمات التي تمر بها الكرة النسائية حاليًا.
كيف بدأتِ في مجال كرة القدم وكم كان عمرك حينها؟
منذ أن كان عمري 5 سنوات، كنت أمارس كرة القدم أمام منزلنا مع الأولاد، وقضيت ثلاث سنوات، وأنا أمارسها في الشارع ومن ثم ذهبت للانضمام إلى نادي دار الدفاع الجوي، وتدربت مع فريق أولاد حتى أتممت عامي العاشر، في البداية كانوا يشعرون بالدهشة كوني بنتا وأتدرب وأشارك مع الأولاد في فريق واحد، ومن ثم انتقلت إلى نادي الطيران ومازلت مستمرة داخل صفوفه.
هل اعترضت عائلتك على احترافك كرة القدم؟
على الإطلاق، كانوا دائما مصدر دعم وتشجيع لي ولموهبتي، بالإضافة إلى أحاديث جيراني لعائلتي بضرورة إيجاد نادٍ على مستوى جيد للفتيات كي انضم له.
وتابعت هاجر حديثها: "كنت دايما بكسب الأولاد في الشارع، ولما كانوا بيجوا يلعبوا كانوا بينادوني عشان ألعب معاهم".
ما المشاكل التي تواجهكن داخل المنظومة.. وكيف تمكنتِ من تخطيها؟
لا يوجد أمامنا حل آخر سوى التأقلم مع تلك الأزمات، ونحاول في كل مناسبة أن نؤدي بشكل مميز، لنلفت أنظار الجميع بأن هناك فريق كرة نسائية يمتلك مواهب ويستحق الدعم والمتابعة.
أما عن التجاهل الإعلامي للكرة النسائية، فالوضع حاليًا أصبح مختلفا بعض الشيء، من حيث الاهتمام حتى لو كان بنسبة قليلة، ولكن نتمنى أن الأمر يتغير عن قريب، ويصبح لنا جماهير جيدة في كل مكان.
حدثيني عن منتخب الكرة النسائية حاليًا؟
لا يوجد منتخب للكرة النسائية حاليًا، آخر تجمع للمنتخب كان منذ ثلاث سنوات، عندما شاركنا كناشئات في تصفيات كأس العالم والفريق الأول، بعدما صعدنا في بطولة كأس أمم إفريقيا، ومن ذلك الوقت لم يتم تجمع آخر للمنتخب.
هل عدم وجود منتخب وطني بيحجم من أحلامكن سواء بتحقيق بطولات دولية أو في الاحتراف الخارجي؟
بالطبع، نظرًا لأن البطولات الدولية تحظى بمشاهدة كبيرة داخل مصر وخارجها، ولأن دوري الكرة النسائية المصري لم يحظ بأي مشاهدات خارج بلاد النيل.
ولا شك أن حلم كل فتاة هو الانضمام لمنتخب مصر، وتحقيق بطولة دولية والوصول إلى كأس العالم، بالإضافة إلى الاحتراف الخارجي.
ما المشاكل الفنية وغيرها التي تواجهكن داخل الفريق؟
لدينا مشكلة كبرى في عدد التمرينات القليلة للغاية، فنحن نتمرن فقط مرتين في الأسبوع، بالإضافة إلى أرضية الملعب السيئة، والتي تحتاج إلى إصلاحات.
وعلى الجانب الآخر نحتاج أيضًا زيادة في الرواتب، فلاعبة الكرة النسائية بحد أقصى يصل راتبها إلى 1000 جنيه فقط، والباقي يتراوح في أقل من ذلك، وبعدما حصدنا بطولة الدوري طالبنا برفع أجورنا.
وبسبب تلك المشكلة تلجأ اللاعبات في سن مبكرة للبحث عن وكيل، من أجل تسويقها في الخارج.
ما طموحاتك خلال الفترة المقبلة.. وهل تبحثين عن فرصة للاحتراف؟
بالطبع أفكر حاليًا في الاحتراف، ولكن أنتظر الفرصة الجيدة حتى أتمكن من البداية في مكان آخر، ويكون موفرا لي كل ما أحتاج إليه.
وتابعت هاجر رمضان: "جالي عرض من الرجاء البيضاوي، ولكن كان المقابل المادي قليلًا جدًا، ولم يتم توفير فرصة جيدة لي لاستكمال دراستي، بجانب ممارسة الكرة".
حدثينا عن ذكرى مباراة محفورة في ذاكرتك أو حدث مر عليكٍ داخل الملعب؟
أتذكر جيدًا ذكرى مباراة الكاميرون في تصفيات كأس العالم 2016، وكنا على بُعد خطوة واحدة من تحقيق إنجاز تاريخي والصعود، ولكن دومًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ونظرًا لبعض التغيرات الجذرية التي آجراها المدير الفني لم نتمكن من الفوز. وخرجنا من المباراة بهزيمة ثقيلة، وأصابتنا جميعًا نوبة شديدة من خيبة الأمل.



