حتى لا تعصف بمجتمعنا "هجمة الفساد والعنف"
كتبت - شهيرة ونيس
فساد الأخلاق والانحرافات السلوكية أزمات تخترق المجتمع والتصدي لها بالموارد الإيمانية
أفلام العنف تساهم بصورة كبيرة في خلق جيل عنيف بسبب اتخاذه أبطال أفلام العنف قدوة لهم
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الجرائم والسلوكيات السيئة التي أزاحت الستار عن الجانب السيئ داخل النفوس البشرية أثرت بالسلب على مجتمعاتنا، وخلقت أجيالنا كثيرة لا تعرف معنى للعادات والتقاليد والأصول التي تربى عليها عظماؤنا، لذا كان لنا هذا التوجه للبحث ومعرفة الطرق المؤدية لذلك وكيفية معالجتها.
د. عمرو مصطفى مدرس إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية تربية جامعة قناة السويس أكد، على استحداث العديد من حوادث وأفعال الانحرافات السلوكية "هجمة الفساد والعنف" ليس فقط على المستوى المحلي لكن على المستوى العالمي أيضا، مما نستشفه أو نسمعه من الآباء أو الوالدين، فدائما ما يشكو الآباء من سلبية أبنائهم، ولكن في غفلة أو عدم اعتراف منهم بأخطائهم التي يرتكبونها أمام الأبناء في غفلة منهم بكونها مرجعا ومخزونا حقيقيا لتربية الأبناء.
من هنا تأتي القيمة والأساس الحقيقي الذي وجب علينا أتباعه في تربية الأبناء، وهو مواجهة الآباء بعيوبهم الشخصية وكيفية علاجها، حتى لا يكتسب الأبناء أخطاء آبائهم وسلوكياتهم الخاطئة في الحياة، ومنه تأتي الخطوة الأولى في تربية الأبناء وتعليمهم أصول السلوكيات السليمة.
وأشار د. عمرو مصطفى في تصريح خاص لبوابة روزاليوسف إلى ذلك عدم الثبات في التعامل والتميز بين الأبناء، والصرامة والشدة أو التدليل في التعامل بين الابناء، التربية على الفوضى، حرمان الأبناء من الحب والمودة، الصراعات بين الوالدين، التردد بين القول والعمل بين الآباء، وافتقاد المثل الأعلى كل هذه وأكثر من العوامل التي تؤدي إلى خلل التربية وبالتبعية ظهور حالات العنف داخل أفراد المجتمع.
.jpg)
وصدق سيدنا علي بن أبي طالب حيث قال: "لا تربوا أبناءكم على طبائعكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم"، وهو ما يعني حتمية تناسب التربية حسب طبيعة الزمن، ومواكبة العصر لابد وخلق نوع من المشاركة والحوار ومشاركة الهوايات والتعاون بين الآباء والأبناء.
ويشير مصطفى إلى أن ظاهرة أفلام العنف تساهم وبصورة كبيرة في خلق جيلا من العنف، باتخاذه أبطال أفلام العنف قدوة لهم في محاولة لتقليدهم في كل شيء مع عدم تميزه بين الواقع والتمثيل.
وعليه وجب على الآباء كيفية توجيه الأبناء وتحديد القدوة لهم، التي اتخذت في حياتها نهجا في النجاح أو التحدي فعلي سبيل المثال اللاعب العالمي "ميسي" هذا اللاعب الذي كان مصابا بمرض شلل الأطفال وأصبح مثالا للإرادة والتحدي في أن يصل إلى لقب أفضل لاعب كرة قدم على مستوى العالم، وتوجيه الأبناء لتطبيق عبارة "إن ماضيك يختلف عن مستقبلك" وهي مفتاح لقوة الشخصية".
ويشير في حديثه إلى تصريح منظمة الصحة العالمية "w.h.o" التي أقرت بأن الصحة العامة ليست خلو الجسد من الأمراض "التعريف القديم"، فهي الصحة"، الجسدية، العقلية، النفسية، الاجتماعية"، وفي حالة حدوث اعتلال في أي من أركان الصحة وجب علينا وفي المقام الأول مواجهة أنفسنا بكل من السلبيات والإيجابيات، فالجميع داخل مجتمعاتنا ينظر إلى نفسة كونه الأصل والأفضل دائما وهو المتسبب الأساسي في انتشار العنف داخل مجتمعاتنا، فالجميع لا يحمل إلا بيت الشاعر أحمد شوقي" إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، ويكتبونه في موضوعاتهم كتابة فقط ليس إيمانا وعملا، بينما قال أيضا أمير الشعراء "وإذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا".. وهو ما نحياه الآن في مجتمعاتنا المصرية، نتاج ما نفعله الآن.
ويختتم الدكتور عمرو مصطفى مدرس إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية تربية جامعة قناة السويس، حديثه مؤكدا أنه وجب علينا في تعديل السلوك المجتمعي والحد من انتشار العنف اتباع الأسس والأصول السليمة في قواعد التنشئة الاجتماعية وتربية الأبناء، ووضع اتجاهات ومعايير وهو ما يحدد "قيم، مبادئ" الأبناء لتأتي مرحلة الضبط الاجتماعي والتي تضمن تمسكهم بهذه الأخلاق خارج المنزل دون تأثر بسلوكات باقي أفراد المجتمع، فضلا عن تجديد ثقافة المجتمع، ثم يأتي الحل الأمثل لتلافي كل ما هو سيئ داخل المجتمع المصري وهو إعلاء المورد الإيماني، بمعنى تحقيق وصال العلاقة بين العبد وربه، ثم الإيمان بالنفس وقدراتها دون الالتفاف للآخرين، ثم الإيمان بما تقوم به من عمل لخدمة المجتمع.



