الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شكوى للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف ضد تركيا لبثها ‏قنوات إخوانية تحرض ضد الجيش الوطني الليبي ‏

شكوى للمفوضية السامية
شكوى للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف ضد تركيا لبثها ‏قن
كتبت - فريدة محمد

دعت مؤسسة حقوقيات صاحبة الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة المفوضة السامية ‏لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، إلى العمل على وقف التحريض على ‏العنف والكراهية التي تذيعها قنوات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين ‏المصنفة إرهابية في عدد من الدول وتبث برامجها من دولة تركيا، ‏وأعربت المؤسسة في خطاب للمفوضية تم تسليمه اليوم بجنيف عن قلقها العميق إزاء تجاهل ما تقوم به هذه ‏القنوات من دعم للعمليات الإرهابية وتبرير للجرائم التركية ضد ‏الأكراد في شمال سوريا، وهو ما يتعارض مع قواعد القانون الدولي ‏التي تجرم دعاوى الحض على الكراهية والعنف وكذلك اتفاقيات البث ‏الفضائي. ‏

ودعت المفوضة السامية والمقرر الخاص بحرية الرأي والتعبير ‏والمقرر المعنى بالإرهاب إلى النظر في الانتهاكات اليومية التي تقوم ‏بها هذه القنوات التي تبث من الدولة التركية في مخالفة للمادة 5 من ‏إعلان مبادئ التسامح والذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو عن ‏التسامح ومناهضة العنف في دورته الثامنة والعشرين، باريس، 16 ‏تشرين الثاني/ نوفمبر 1995 والتي تنص على عمل الدول على تعزيز ‏التسامح واللاعنف عن طريق برامج ومؤسسات تعنى بمجالات التربية ‏والعلم والثقافة والاتصال.‏

وأرفقت الشكوى بعدد من المقاطع التي تظهر مذيعي تلك القنوات ‏وضيوفهم من الإرهابيين السابقين يحرضون ضد الجيش ‏الوطني الليبي.‏‎

وقالت في شكواها للمفوضية ‏‎‏إن الدولة التركية تمارس عملا عدائيا ‏منهجيا ضد ليبيا بالسماح لتلك القنوات ببث مواد مصورة تمثل انتهاك وخرق واضح ‏للقواعد الأخلاقية التي تعمل بها وسائل الإعلام، وتهديد صريح ‏وواضح لمنظومة حقوق الإنسان التي تحمي الإنسان من الاستخدامات ‏الضارة لحرية الرأي والتعبير والتي أوردها مجلس حقوق الإنسان ‏بالأمم المتحدة‎ "UNHRC" ‎تحت عنوان الحدود "المسموح بها" ‏المتعلقة بحرية التعبير وهي أن تحمي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ‏الناس من التصريحات غير الدقيقة والمسيئة وتحمى الخصوصية في ‏ظل ظروف معينة وتتيح للدولة حماية أمنها وتمنع صحافة ‏‏"الكراهية"، خصوصا التي تشجع على العنصرية أو الكراهية العرقية ‏أو الدينية كما تمنع الدعاية للحرب‎.‎

ونوهت إلى أن بث تلك القنوات من أرض تركيا الخاضعة للاتفاقات ‏الأوروبية يمثل انتهاكا لقوانين الاتحاد الأوروبي الخاصة بالبث ‏الإذاعي والتليفزيوني التي جرمت هذه الممارسات.‏

وحذرت من أن استمرار هذه الحالة الإعلامية الشاذة التي تستغل أنظمة ‏قمعية مثل النظام التركي والتمويل القطري ينذر بالخطر على ‏المستقبل، فتلك القنوات تغذي أفكار الإرهاب والتطرف وتساهم في ‏استمرار توطينه داخل المجتمعات العربية، وتتحدى منظومة حقوق ‏الإنسان.‏

وأكدت في شكواها للمفوضية على ضرورة إدانة تركيا لمخالفتها ما ‏نص عليه دليل منظمة اليونسكو لضبط البث الإعلامي والذي حذر من ‏استخدام الإعلام في التحريض والحض على الكراهية وجرمت ‏المحاولات التي تقوم بها تلك القنوات لدفع الشباب لقتال أجهزة الدولة ‏وهو الأمر المجرم وفقا لنصوص القانون الدولي حيث نصت المادة ‏‏20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حظر أية ‏دعاية للحرب وأي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية ‏تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف وأيضا نص قرار ‏مجلس الأمن رقم ١٦٢٤ والذي نص على قيام الأمم المتحدة وكافة ‏الدول باتخاذ جميع التدابير الضرورية والمناسبة، وفقا للقانون ‏الدولي، على الصعيدين الوطني والدولي، لحماية الحق في الحياة ‏وتجريم عمليات التحريض على العنف والدعوة لممارسة الإرهاب.‏

ورصدت المؤسسة قيام الدولة التركية بالسماح لقناة ليبيا الأحرار بالبث الفضائي من أراضيها وهي قناة يديرها ‏"سليمان علي سليمان دوغة" المدعوم ماليا من دولة قطر‏‎.‎

وبحسب الوثيقة الخاصة بجهاز الأمن الليبي السابق، "دوغة" هو ‏أحد ‏العناصر المطلوب القبض عليها لعلاقته بجماعة الجهاد وهي ‏احد ‏الجماعات الإرهابية الموضوع على قائمة جهاز الأمن الداخلي ‏فترة حكم ‏النظام الليبي السابق.‏

كما يظهر في برامج المحطة عدد من الإرهابيين السابقين مثل نعمان ‏بن عثمان هو أحد أفراد الجماعة الليبية المقاتلة (تنظيم القاعدة) ‏والذي ‏يظهر عبر تلك القنوات لتشويه ‏صورة الجيش الوطني الليبي، لصالح ‏تركيا وقطر ومساندة الميليشيات ‏المسلحة التي تتمركز في مدن المنطقة ‏الغربية وتحديدا في طرابلس ‏ومصراتة.‏

وتُعرف تلك المحطات الفضائية نفسها على ‏انها شركات تبث من ‏تركيا ومجهولة التمويل، وانتهجت منذ اليوم الأول لبثها أسلوب تهييج ‏الناس في ليبيا ‏ونشر الشائعات وتلفيق ‏الأخبار، وقد دأبت تلك القنوات التحريض على القتل ‏والعنف.‏

وقالت المؤسسة انها تضع تحت نظر المفوضة السامية والمقرر الخاص بحرية ‏الرأي والتعبير والمقرر الخاص بالإرهاب مجموعة من الفيديوهات ‏التي بثتها تلك القنوات على مدار الأعوام الماضية وبها ما يؤكد ‏دعوتها للقتل والعنف والتخريب ونشر خطاب الكراهية ضد الجيش الليبي ودعم الإرهاب. ‏ ‏

وتوضح المؤسسة أن غياب المساءلة للدولة التركية عن بث تلك ‏القنوات مكن العاملين فيها من انتهاك للقرار رقم ٥٩‏ للجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٤٦ والذي نص على ارتباط ‏حرية الإعلام بعدم إساءة استعمالها وضمان‎:‎

‏١‏‎ -‎احترام حقوق الآخرين أو سمعتهم‎.‎

‏٢‏‎ -‎حماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأخلاق ‏العامة‎ ‎وأي دعوة إلى الكراهية القومية أو الدينية، واللذين يشكلان تحريضًا على العنف المخالف للقانون، أو أي ‏عمل غير قانوني آخر ومشابهة ضد أي شخص أو مجموعة ‏أشخاص، مهما كان سببه، بما في ذلك سبب العرق أو اللون أو ‏الدين أو اللغة أو الأصل القومي.‏

كما مثلت هذه المقاطع وغيرها من المواد المصورة التي تبثها هذه ‏القنوات انتهاكا لإعلان الأمم المتحدة للقضاء على جميع ‏أشكال ‏التمييز ‏العنصري ‏الصادر في 20 ‏تشرين الثاني/ نوفمبر 1963 ‏‏(قرار ‏الجمعية ‏العامة 1904 (د-18)) ‏والذي يؤكد على ‏ضرورة ‏القضاء السريع ‏علي ‏التمييز العنصري في جميع أنحاء ‏العالم، ‏بكافة ‏أشكاله ‏ومظاهره، ‏وضرورة تأمين فهم كرامة ‏الشخص ‏الإنساني ‏واحترامها.‏‎ ‎

وترى المؤسسة ان استمرار بث تلك القنوات يمثل انتهاكًا ‏وخرقًا واضحًا للقواعد الأخلاقية التي تعمل ‏بها ‏وسائل الإعلام، ‏وتهديد صريح وواضح لمنظومة حقوق الإنسان ‏التي ‏تحمى الإنسان ‏من الاستخدامات الضارة لحرية الرأي والتعبير ‏والتي ‏أوردها مجلس ‏حقوق الإنسان بالأمم المتحدة‎ ‎‎"UNHRC" ‎تحت ‏عنوان الحدود ‏‏"المسموح بها" المتعلقة بحرية ‏التعبير وهي أن تحمي ‏الدول الأعضاء ‏في الأمم المتحدة الناس من ‏التصريحات غير الدقيقة ‏والمسيئة وتحمي ‏الخصوصية في ظل ‏ظروف معينة وتتيح للدولة ‏حماية أمنها وتمنع ‏صحافة "الكراهية"، ‏خصوصا التي تشجع على ‏الدعاية للحرب.

والحض على ‏الكراهية ‏لدعم ‏مخططها الإرهابي في جذب الشباب لقتال أجهزة الدولة ‏وهو ‏الأمر ‏المجرم وفقا لنصوص القانون الدولي حيث نصت المادة ‏‏20 من ‏العهد ‏الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حظر ‏أي ‏دعاية ‏للحرب وأية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو ‏الدينية ‏تشكل ‏تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف وأيضا نص ‏قرار ‏مجلس ‏الأمن رقم ١٦٢٤ والذي نص على قيام الأمم ‏المتحدة ‏وكافة ‏الدول باتخاذ جميع التدابير الضرورية ‏والمناسبة، وفقًا ‏للقانون ‏الدولي، على الصعيدين الوطني والدولي، ‏لحماية الحق في ‏الحياة ‏وتجريم عمليات التحريض على العنف والدعوة ‏لممارسة ‏الإرهاب.‏

وأضافت المؤسسة انه في ضوء ما تقدم، وفي ضوء تعهد المفوضية في ضوء خطاب تكليفها بمهمتها الدولية، فإن مؤسسة حقوقيات تحثكم، ‏بصفتكم المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، على التنفيذ ‏الكامل للولاية المنصوص عليها في قرار المجلس رقم 31/36، باتخاذ ‏ما ترونه مناسبا تجاه ممارسات الدولة التركية وسماحها لتلك القنوات ‏بالبث عبر أراضيها إلى دول المنطقة، لافتين إلى أن التنفيذ الكامل ‏لهذه الولاية من جانب المفوضية سيدعم ويساعد في احترام وحماية ‏القانون الدولي وحقوق الإنسان العالمية.

 

تم نسخ الرابط