الجامع العباسي.. دار عبادة وتجارة في "باريس الصغرى"
122عامًا مرت على افتتاح أول مسجد في الإسماعيلية باريس الصغرى، ليصبح منارة على ضفة قناة السويس الذي تربط بين الشرق والغرب.
كان الجامع العباسي قد أقيم عام ١٨٩٨ بحي المحطة الجديدة، لم يقتصر دوره على أداء الصلوات الخمس وخطب يوم الجمعة فحسب، ولكن تم استغلال الأعداد الكبيرة من المصلين ورواد الجامع من مختلف البلاد المجاورة، لإنشاء السوق التجاري الأول من نوعه داخل المحافظة.
ومنذ إنشاء المسجد العباسي يتوافد عليه التجار من جميع البلاد بالسلع والبضائع، محملة على "الإبل"، فتأخذ طريق القنطرة شرق وغرب محافظة الإسماعيلية ومنه لشارع محمد علي، وصولا لمنطقة الجامع العباسي بالمحطة الجديدة، التابعة لحي أول الإسماعيلية، ليفترش التجار البضائع على جنبات "الجامع "متخذين تلك المنطقة سوقا تجاريا لهم أسوة بسوق "عكاز" في السعودية.
لتصبح هذه المنطقة أحد أول وأهم "محطة تجارية" بمحافظة الإسماعيلية، ومن هنا جاءت تسمية المنطقة بحي المحطة الجديدة، فقد كان من المعروف محطة للسكك الحديد هي المحطة الوحيدة داخل المحافظة قبل ولادة المحطة التجارية الجديدة.
ويتميز الجامع العباسي بحي المحطة الجديدة بالطراز المعماري الفريد ذي الطابع والنقوش والزخارف الإسلامية القديمة من الداخل وأيضًا الخارج على عكس باقي المساجد الحديثة، ومن هنا جاءت الأهمية التاريخية والكبيرة لتولي اهتمام جميع المسؤولين والقيادات بمحافظة الإسماعيلية، فتحرص مديرية أوقاف الإسماعيلية على القيام بالترميم والصيانة الدورية لهذا المسجد العباسي العتيق حفاظًا على تراث محافظة الإسماعيلية المميز والذي تزايد عمره الإنشائي عن 122 عامًا.
ومع مرور السنوات وبالرغم من تغير سوق الإسماعيلية التجاري القديم وتصفيته من جنبات المسجد العباسي، إلا أن هذه المنطقة ظلت وطوال هذه السنوات مركز الإسماعيلية التجاري لبيع وشراء مختلف السلع.



