مصممة ديكور تحيي زمن الفن الجميل بمجسمات لأم كلثوم
"لا يعرف المرء في عصره" عبارة شهيرة نقشت على العود الخاص بكوكب الشرق أم كلثوم التي كسرت هذه القاعدة فعرفت في عصرها والعصور التي بعدها، إذ خلد اسمها من خلال صوتها العذب وأغانيها المعبرة عن زمن جميل قد لا يتكرر مرة أخرى في ظل أغاني المهرجانات التي أفسدت الكلمة والفن والذوق العام، وتزامنا مع ذكرى وفاة أم كلثوم في فبراير ١٩٧٥، أحيت مصممة الديكور والإكسسوارات والهاند ميد يسرا عبد الرحمن هذا الزمن الجميل مرة أخرى بتصميم ديكورات ومجسمات لكوكب الشرق في حفل "ليلة حب" الذي قدم لإحياء ذكراها.

أسبوع كامل قضته يسرا بحثاً عن تفاصيل حياة أم كلثوم، إذ شاهدت كل الأعمال الفنية حول العالم التي خلدت ذكراها، ولاحظت مصممة الديكور أن معظم المجسمات التي تمثل أم كلثوم تجسدها وهي واقفة تغني ممسكة بمنديلها وهي الصورة المحفورة في ذاكرتنا لها، حيث قالت يسرا لبوابة روزاليوسف: عندما شاهدت متحف أم كلثوم في المنيل وجدت أن لها عود كانت تعزف عليه وهي تغني ومن هنا استوحيت فكرة عمل مجسم مختلف وهي جالسة تعزف علي العود الخاص بها وهو مميز جدا لأنه منقوش عليه جملة "لا يعرف المرء في عصره" نقشها لها جودت الحلبي الدمشقي أشهر صانع عود في ذلك الوقت، وتضمنت تفاصيل المجسم نظارة سوداء اشتهرت بارتداءها لأنها كانت مريضة بالغدة الدرقية فسبب لها بروز في العين فكانت ترتديها، والحلق الشهير الخاص بها، وقد قمت بتصميم اخر شبيه به، كما صممت فستان شبيه بأحد الفساتين التي كانت تحب ثومة أن ترتديها من الدانتيل الذهبي.

وبجانب المجسم قامت يسرا بعمل جراما فون من الهاند ميد لأنه كان الأداة الوحيدة للاستماع للموسيقي في ذلك الوقت، ووضعت راديو مضاف له "كوميكس" أو جمل من أغانيها مثل جملة (ياصباح الخير ياللي معانا) ، بجانبه فنجان قهوة، حتي يشعر من يرى الديكور بحنين للزمن الماضي بفنه الجميل الذي يحمل قيمة.

الجزء الثاني في الديكور صممت خلاله يسرا مجسم ترتدي فيه كوكب الشرق وهي تغني واقفة بفستان دانتيل أسود والبروش الشهير الخاص بها على شكل هلال الذي أهدته لها الشيخة منيرة هلال الكويتية (وهو موجود حاليا في متحف أم كلثوم ومصنوع من 356 فص الماس حر ) فحاولت بقدر المستطاع تنفيذ بروش يشبهه، مع منديلها المعروف، بالإضافة إلى الإكسسوارات باللولي الذي كانت تفضله أم كلثوم.

قامت يسرا بجمع أكبر قدر من ذكريات أم كلثوم، فعملت شريط أفلام لعرض أحلى الصور اللي تصورتها ثومة مع نجوم الفن والسياسة في ذلك الوقت، وهي الفكرة الثالثة، أما الفكرة الرائعة فقامت مصممة الديكور خلالها بجمع أغلفة المجلات اللي كتبت عنها وصممت "ستاند مجلات" تضمن 16 غلاف لمجلات مختلفة مثل الكواكب والموعد التي طبعت صور أم كلثوم، يجمع آخر أخبارها في زمنها، كما صنعت مجسم لكاميرا العرض السينمائي القديمة بأسطواناتها.

وتضمنت فكرة الديكور الخامسة لوحتين "هاند ميد" بالفحم لأم كلثوم من البورتريهات التي رسمها لها الفنان صلاح طاهر، وهي 2D أي ثنائية الأبعاد، فكانت تتضمن رموش ودانتيل لإضفاء ضي للرسمة، كما أضافت يسرا للديكور مجموعة تلفزيونات وراديوهات قديمة حقيقية كانت تستخدم في هذا الوقت بحيث تكون زاوية جميلة يلتقط الناس الصور بجانبها.

لم تنس مصممة الديكور عمل أرشيف للذكريات مليء بالورود والإسطوانات القديمة، بالإضافة إلى طابع بريدي طبع بصورة أم كلثوم بعد وفاتها تخليدا لذكرها عام ١٩٧٥، إذ قامت يسرا بطبع أكثر من نسخة للطابع ولصقته على أظرف جوابات كتبت عليها أشهر كلمات أغاني أم كلثوم التي لا يمكن نسيانها على مر الزمان.



