الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

يأتي يوم الشهيد هذا العام، الذي استشهد فيه الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، يوم 9مارس 1969 بـ”النقطة رقم6 على جبهة القتال بالإسماعيلية، ضد الكيان الصهيوني، ومصر تواصل نضالها ضد المؤامرات والمكائد المتواصلة عبر التاريخ الممتد.

ويأتي استشهاد عبد المنعم رياض، ضمن سلسلة طويلة من تضحيات الجيش المصري منذ استشهاد سقنن رع، الذي يعد أول حاكم مصري، بدأ تحرير الوطن من رجس الهكسوس، الذين جاءوا من الشرق، وعاثوا في الأرض فسادا، وأزالوا معابد إلهية من أساسها، وساروا في معاملة المصريين بكل قسوة". ولم يجد سقنن رع مفرًا سوى بمقاومة المعتدين حتى خر شهيدًا لتروى دمائه أرض مصر.

وانتقلت الراية النضال الوطني إلى ابنه "كامس"، الذي قام في العام الثالث لحكمه بالإبحار شمالا من طيبة في النيل وكان يقاتل تجمعات الهكسوس الصغيرة ويهدم تحصيناتهم في طريقه إلى الشمال، أما مدن الهكسوس الكبرى التي كانت تقابله بمواجهة قوية فكان يقوم بحصارها وقطعها عن باقي مملكة الهكسوس، حتى وصل إلى أواريس، وقد عثر في عام 1954م على لوحتين أقيمتا في الكرنك لتمجيد انتصارات الملك “كامس”، على “أبوفيس” ملك الهكسوس وتتحدث إحدى هاتين اللوحتين عن انتصار كامس في “أواريس” عاصمة الهكسوس في الدلتا وتفاصيل الاستراتيجية التي اتبعها وعودته منتصرا إلى طيبة.

واستشهد "كامس" أثناء حربه مع الهكسوس عام 1540 ق.م على مشارف مدينة "امبوس" بعد أن كان داخلها منتصرا مظفرا، حيث جاءته ضربة غدر من أحد جرحى الهكسوس فوافته المنية، وآخر ما نطق به أن وصى أخاه أحمس أن يبلغ الجدة العظيمة "توتيشيري" أنه لحق أباه ومات شهيدا، مثل والده سقنن رع، وواصل أحمس النضال الوطني وأستطاع أن يحرر البلاد وطرد الهكسوس من مصر.

وبعدما دخل الإسلام مصر قادت راية الجهاد ضد الحملات الصليبية التي دخلت شمال الدلتا وطردتهم شر طردة من الشرق، وتصدت للغزو المغولي بقيادة سيف الدين قطز أوقفت زحفهم للاحتلال الشرق كله.

وعندما توجه العثمانيون لاحتلال العالم الإسلامي، لم يتصد لهم سوى قنصوة الغوري، في موقعة "مرج دابق" ومات شهيدًا في ساحة المعركة، ورغم التفوق العسكري الكبير للعثمانيين، لم يستسلم "طومان باي" للغزاة، وخاض ضدهم معركة عسكرية في الريدانية، ووصل المقاومة حتى وقع أسيرًا أعدم، ولم يقبل أن يعيش خاضعًا لحكم العثمانيين.

 

وفي معركة "نزيب" أصيب إبراهيم باشا قائد الجيش المصري في بلاد الشام في ساحة المعركة، ورغم ذلك أستطاع القائد إبراهيم باشا أن يدمر العثماني بالكامل بقيادة حافظ عثمان باشا.

 

وخلال الحروب الحديثة، يعد الفريق أول عبد المنعم رياض أعلى رتبة عسكرية مصرية تنال الشهادة في ساحة القتال وعندما أقترح وزير الدفاع الأسبق الفريق أول محمد فوزى، أن يعلن وفاة الشهيد عبد المنعم رياض في حادث سيارة حتى لا تشمت إسرائيل، ولكن الرئيس جمال عبد الناصر، أعترض على هذا الاقتراح، وقال: لن نبخس عبد المنعم رياض حقه في الشهادة وليشمت من يشمت، وأعلن استشهاد عبد المنعم رياض في مثل هذا اليوم 9مارس 1969منذ 51عامًا، أيها الجنرال على دربك سائرون ولمصر أجسادنا حصون.

كان الشهيد عبدالمنعم رياض، قد حقق خسائر كبيرة فى العدو الإسرائيلى أثناء قيادته جبهة الأردن بلغت 700ضابط وجندى إسرائيلى رغم قلة العتاد العسكرى لدى الأردنيين لذلك كانت أولى قرارات جمال عبدالناصر، بعد نكسة 67اختيار عبدالمنعم رياض رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية لتخوض حرب إستنزاف ضد العدو الصهيونى أدمته. 

 

 

تم نسخ الرابط