"البوندستاج" الألماني يكشف محاولات جواسيس أردوغان اختراق المكتب الاتحادي للهجرة
أردوغان طلب قائمة بمعارضيه وألمانيا تجاهلت وحذرت الأتراك من الملاحقات الأمنية
سياسة عبث تنتهجها الدولة التركية، تعبث في الغرب والشرق في سياسيات الدول، لا تعرف صديقًا أو عدوًا، فقط سوى المصالح الاقتصادية البحتة، يدفعها بجنون في سياسة قد تؤدي بها إلى الهاوية بحسب متخصصين.
وكانت آخر تلك الأعمال، العبث مع المخابرات الألمانية، بحسب تقارير "البوندستاج" أو المخابرات الألمانية الداخلية، زرعت تركيا عشرات الجواسيس والعملاء لها في ألمانيا؛ لاختراق المكتب الاتحادي؛ لحماية الدستور أو المخابرات الداخلية واختراق المؤسسات الأمنية الداخلية، وذلك من خلال إعلانات الوظائف، خلال الـ5 سنوات الأخيرة، التي أعلنت عنها ألمانيا ممن يجيدون مهارات اللغة التركية.
قامت تركيا بالدفع بعشرات العملاء من المترجمين، للعمل في تلك الوظائف وتجنيدهم داخل المؤسسات الأمنية الألمانية، خاصة المكتب الاتحادي للهجرة، واللجوء لجلب معلومات حول اللاجئين الأتراك، خاصة الأكراد، واكتشفت المخابرات الألمانية "البوندستاج"، عشرات العملاء المجندين من قبل تركيا.
تقارير ألمانية تشير إلى 36 ألف لاجئ تركي لديها
أشارت تقارير ألمانية، إلى أن أعداد اللاجئين الأتراك في ألمانيا بين عامي 2014 و2015 بلغ قرابة 1800 طالب لجوء، سنويًا، معظمهم من الأكراد، وارتفعت هذه الأرقام بشكل كبير، منذ عام 2016 حين بلغ عدد المتقدمين باللجوء أكثر من 5700 طلب.
واستمرت هذه الأرقام في الارتفاع، سنويًا، حيث سجلت العام الماضي 2019 أكثر من 36 ألف طلب لجوء، لأتراك وفق أرقام رسمية في ألمانيا، مقارنة بأقل من 2000 طلب لجوء في الأعوام السابقة.
المعارضون والمطلوبون من قبل حكومة أردوغان
يسعى أردوغان إلى استعادة معارضين سياسيين، يعتبرهم إرهابيين، لم يتوان في تقديم لائحة بأسماء العشرات عام 2018 للمستشارة الألمانية، كانت الاستخبارات التركية سلمتها من قبل لسلطات برلين، التي تجاهلتها، لكن الشرطة الألمانية- آنذاك- حذرت أولئك المطلوبين من العودة إلى تركيا حتى لا يتم القبض عليهم وزجهم في السجون، أسوة بالآلاف الذين تم اعتقالهم وسجنهم داخل تركيا.
وتشير دراسات إلى أن عدد العملاء الأتراك في ألمانيا يبلغ أكثر من 8 آلاف عميل، إضافة إلى مئات الجواسيس التابعين مباشرة للمخابرات التركية، وهم يجندون العملاء على الأراضي الألمانية.
متخصصون في مكافحة الإرهاب
يرى اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة ومسؤول الملف الإسرائيلي الأسبق أن أردوغان يحاول استعادة نفوذهم الاستعماري القديم، ودور الدولة العثمانية المفقود.
مشيرًا إلى أن تركيا تندفع في سياستها بهدف اقتصادي بحت، لا علاقة له بالدين، فهي تحاول تحقيق مصالحها من خلال أدوار في إفريقيا، وفي الملف الليبي، وعقب فشلها وطردها من السوق الأوروبية، فهي تحاول الانتقام من خلال العبث مع ألمانيا، خاصة أنها مهتمة بشأن الملف الليبي.
ويقول اللواء رضا يعقوب خبير مكافحة الإرهاب الدولي: "إن دولة تركيا راعية للإرهاب العالمي، وحاضنة لجماعة الإخوان الإرهابية، وتقوم بالعبث في اليونان، وأرسلت عناصر إرهابية إلى سوريا وإلى منطقة القوقاز، ولها دور إرهابي كبير في ليبيا، بالإضافة إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتحاول الآن العبث بالأمن الألماني، وذلك لأن المانيا تتولى عملية إنهاء الصراع في ليبيا، خاصة أن ألمانيا من أكبر الدول في الاتحاد الأوروبي.
فيما يرى العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن تركيا تقوم بعمليات التجسس في ألمانيا، خاصة أن بها أكبر الجاليات الكردية، وذلك بهدف سياسة الإمساك بأوراق عديدة، وتمارس أوراق ضغط على ألمانيا الراعية للمسار السياسي الليبي، خاصة أن ألمانيا حضنت مؤتمر برلين في نهاية العام الماضي، ولا تقف على اختراق ألمانيا عند الملف الليبي أو الحدود الليبية، فقط، ولكن لتحقيق عدة مكاسب، خاصة أن ألمانيا هي دولة مهمة في الاتحاد الأوروبي، وتدخل ألمانيا في صراعات تركيا وعدوانها على حقول الغاز والنفط والسيادة اليونانية.
وكانت فضائية "إكسترا نيوز"، قد عرضت وثائق ألمانية، تكشف آليات تجسس أردوغان.



