وراء كل عظيم امرأة.. البابا تواضروس الثاني يكشف لـ"الكتاب الذهبي" تضحيات والدته
كشف قداسة البابا تواضروس الثاني ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في حوار خاص لمجلة "الكتاب الذهبي"، عن التضحيات الكثيرة التي قدمتها والدته له، خصوصا أنها تعرضت لفقدان والدها في وقت قريب من فقدان زوجها.
وقال البابا في حوار أجراه مع قداسته الكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد رئيس تحرير بوابة روزاليوسف ورئيس تحرير الكتاب الذهبي: الفضل الكبير يرجع لوالدتي -الله يرحمها- في تخطي الأيام الصعبة التي عشتها عقب وفاة والدي، ففي فترة الإعدادية والثانوية في حياتي، كانت ظروف البلد كلها صعبة، وحزينة بسبب نكسة 1967، وكانت البلد كلها معبأة لكي نسترد كرامتنا.
البابا تواضروس الثاني
وتابع البابا: وفي حبرية البابا كيرلس السادس عام 1968، ظهرت العذراء مريم في كنيسة الزيتون، وهذا كان حدثًا خطيرًا جدًا، وأخت البابا كيرلس، أبله شفيقة، كانت ناظرة مدرستي في الإعدادية، وكانت صديقة والدتي، فذهبت مع والدتي لزيارة الكنيسة ثم ذهبا معًا للبابا، وكانت أبلة شفيقة لا تنجب، ووالدتي قلقة عليّ بعد وفاة والدتي، فطلبت من البابا كيرلس أن يصلي لي، وأن يتحقق حلمي بدخول كلية الصيدلة، فقال لها "متخافيش"، هيكون كويس جدًا، فعادت بلا قلق سعيدة جدًا تحكي لنا.
وعن الصدمات العديدة التي تلقتها والدته، قال البابا: فعًلا ترملت وسنها 34 سنة، وكانت بنتًا وحيدة على ستة صبيان، فكان لديها معزة كبيرة لدى تيتا وجدي، وكانت مرتبطة جدًا بوالدها، وتوفي أيضًا فترك فيها أثرًا كبيرًا جدًا، وكان من بركاتها أنها ذهبت وهي طفلة مع جدي وجدتي لزيارة القدس، وكان من العادة أن تُسجل تاريخ الزيارة بالوشم على الذراع، وكان عمرها 4 سنوات، وكبر ذلك معها، على ذراعها.
وتابع: من الأحداث التي أثرت في حياتي أيضًا، يوليو عام 1970، وهو نزول أول رجل فضاء على سطح القمر، لسببين الأول: لأنه أول إنسان يصل القمر، والثاني، اسمه "نيل سترونج"، فاسمه نيل، وللغرابة مصر هبة النيل والعالم يسمى نيل، ولا نجد هذا الاسم لدينا، المهم أنه كان من هواياتي المراسلة، وكنت استمع لإذاعة صوت أمريكا سوا، وقالوا من يريد شيئًا يرسل لنا، فأرسلت إليهم أطلب صورة لنيل سترونج بالألوان، وهو على الفضاء، وفوجئت بإرسالها لي "ألوان"، وكانت الصحف كلها في ذلك الوقت صورها أبيض وأسود، فأسعدني ذلك جدًا.
تصريحات البابا تواضروس الثاني
وعن قراءاته فقال البابا: قراءاتي كثيرة، وفي مقدمتها القراءات الروحية والكنسية، وفي مقدمتها الإنجيل، ومن القراءات الجميلة كتابات إحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس، وتوفيق الحكيم، وذلك في مرحلة الثانوي والسنوات الأولى في الجامعة، وكنت استمتع بهذه القصص، ومن الكتابات المثيرة بالنسبة لي كتابات الدكتور زكي نجيب محمود، فهو فيلسوف، كنت أجلس أقرأ مقاله كلمة كلمة، وأضع خطوطًا تحت عبارات وكلمات منه، وكأني أذاكر المقال، والحقيقة تأثرت به جدًا، أسلوبه معتدل، يغوص في عمق القضايا، برقة ورقي، وأفتكر في مقال حب يعاتب الشيخ الشعراوي، فكتب له "عفوًا مولانا الشيخ"، وكتب كلامًا فيه رقة بالغة، ورد عليه الشيخ الشعراوي قائلًا:" رقتك غلبتني"، من حلاوة الكلام.
وكتب الدكتور زكي نجيب محمود مذكراته، في كُتب أسماها "قصة عقل"، "قصة قلب"، "قصة نفس"، وهكذا، فيها عمق كبير، وكذلك كنت أحب القراءات العلمية، والكتابات المترجمة، خاصة القصص الروسية، لما بها من عمق إنساني وتاريخي وروحي، وكانت تأخذ مني في الثانوي دون مبالغة، ساعتين يوميًا في مرحلة الثانوي، وقرابة خمس ساعات في مرحلة الجامعة.
قد يهمك أيضا:
مجلة "الكتاب الذهبي" تُجري حوارًا تاريخيًا مع قداسة البابا تواضروس



