الاحتجاجات تعم المناطق اللبنانية المختلفة تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية
تزايدت موجة التحركات الشعبية في الشارع اللبناني لتعم مختلف المحافظات، احتجاجا على التدهور الشديد في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي، فيما بدا لافتا أن عددا من الأماكن التي تعد بمثابة مناطق نفوذ لـ"حزب الله" شهدت قطعا للطرق ووقفات احتجاجية في ذات الإطار والسياق المطلبي والمعيشي.
وقطع المتظاهرون الطرق والشوارع الرئيسية وأوتوسترادات السفر الدولية، باستخدام صناديق النفايات والأحجار الأسمنتية والإطارات المشتعلة، على نحو استدعى تدخلا من الجيش اللبناني في بعض المناطق، حيث عمل على التفاوض مع المتظاهرين في سبيل فتح بعض الطرق أمام حركة المرور، ودون أن تقع حتى الآن أي مواجهات بين المتظاهرين وقوات الجيش.
وشملت التحركات الاحتجاجية مناطق متعددة من ضاحية بيروت الجنوبية (معقل حزب الله)، من بينها طرق المطار، كما أضرم المتظاهرون النيران في الإطارات المطاطية أسفل جسر المشرفية بالضاحية، وقطع العديد من الشوارع باستخدام العوائق المختلفة، منددين بانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار.
وأجمع المتظاهرون المشاركون في التحركات الاحتجاجية بمختلف المناطق اللبنانية على أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أثرت بصورة سلبية كبيرة على أحوالهم المعيشية، مشيرين إلى أنهم لم يعد بمقدورهم توفير متطلبات الحياة الأساسية، وأن الارتفاع الكبير والمستمر في سعر صرف الدولار ينعكس غلاء كبيرا على أسعار مختلف السلع والخدمات.
وأشار المتظاهرون إلى أن أسعار الوقود في تزايد بصورة أسبوعية، إلى جانب انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم، الأمر الذي يزيد الأعباء عليهم بارتفاع فاتورة المولدات الكهربائية التي تعوض عجز كهرباء الدولة، مُحملين القوى السياسية اللبنانية مسؤولة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية.
وكانت الاحتجاجات الغاضبة قد اندلعت بصورة مفاجئة منذ ظهر، اليوم الثلاثاء، في ظل انهيار متسارع لسعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار إلى نحو 10 آلاف ليرة في السوق الموازية (سعر الصرف الرسمي 1500 ليرة - وسعر المنصة التي أنشأها البنك المركزي 3900 ليرة)، حيث أكد المتظاهرون أن رواتبهم انهارت قيمتها الشرائية ولم يعد بإمكانهم الوفاء بمتطلبات الحياة الأساسية، وأنهم بلغوا "مرحلة الجوع".



