السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الصحة العالمية تدعو لعدم الترويج للتدخين في مسلسلات رمضان

مشاهد التدخين منتشرة
مشاهد التدخين منتشرة في الدراما

المنظمة ودوائر مكافحة التدخين تحذر من مشاهد الترويج لتلك الصناعة

 

أيام قليلة، وينطلق الموسم الرمضاني السنوي، من المسلسلات الجديدة لنجوم الفن والسينما، التي يتم فيها الإعلان غير المباشر عن صناعة التبغ بكل أشكالها، من استخدام السجائر العادية، إلى الإلكترونية، والتبغ المسخن، والشيشة، وغيرها، التي تمتلئ بها الدراما الرمضانية، ويظهر فيها نجوم وأبطال المسلسلات وهم يتباهون ويتفاخرون بالتدخين، وهي مشاهد طالما نادت بحذفها منظمة الصحة العالمية، وكل الجهات التي تعمل في مجال مكافحة التبغ والتدخين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتجدد منظمة الصحة العالمية، ودوائر مكافحة التبغ في مصر والعالم، تحذيراتها من رواج تلك المشاهد، التي قد تجد قبولا لدى المشاهدين من فئات الشباب والمراهقين والأطفال، وهم أكثر الجماهير المستهدفة لشركات صناعة التبغ، والتي تدفع المليارات للترويج لمنتجاتها بشكل غير مباشر عبر الدراما الرمضانية، خاصة أنها تظهر الفنان، أو بطل المسلسل في شكل جذاب أثناء التدخين، وهو ينفخ في الدخان، وذو حالة مزاجية جيدة، أو بمنظر حسن، فيسعى المراهقون والأطفال إلى تقليده في الحقيقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتبدي المنظمة قلقها تجاه انزلاق معظم الأعمال الدرامية، التي تُعرض على شاشات القنوات التليفزيونية في إقليم شرق المتوسط، خلال شهر رمضان، إلى الترويج لمنتجات التبغ بكل أشكالها، رغم ما هو معلوم عن الأخطار الصحية الجسيمة لاستهلاك التبغ، إضافة إلى الانتهاك الواضح والصريح لاتفاقية المنظمة الإطارية لمكافحة التبغ، والتي وقعت عليها مصر، وتعتبر طرفا فيها.

 

 

 

ولفتت تقارير المنظمة إلى أن هناك إسرافاً في عرض مشاهد المدخنين دون أي مبررٍ، وقد يستغرق المشهد الواحد 10 دقائق أو أكثر، ويحدث ذلك دون وضع تحذير على الشاشة من أضرار التدخين، وأيضا يتنوع استخدام الفنانين لمنتجات التبغ، ومنهم من يظهر وفي يده سجائر إلكترونية، في مشهد يعبر عن إعلان متعمد عنها، وتثير هذه الممارسات التساؤل حول العلاقة بين شركات التبغ، وشركات الصناعة الدرامية، حيث إن الزج بمشاهد تعاطي التبغ بهذا الشكل المكثف في شهر رمضان، الذي ترتفع خلاله نسبة المشاهدة للأعمال الدرامية، يهدف إلى الترويج لاستخدام التبغ بين الفئات العمرية المختلفة، ولا شك أن للقنوات التليفزيونية مسؤولية مباشرة في السماح لأعمال من هذا النوع بالظهور خلال رمضان، إضافة إلى جهات الرقابة على المصنفات الفنية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ويعقب اليوم العالمي لمكافحة التبغ لهذا العام 2021، شهر رمضان المعظم، بأيام قليلة، وتشدد الصحة العالمية حثّ الحكومات ومختلف الشركاء، على المنع الكامل لكل أشكال وصور الدعاية والترويج والرعاية للتبغ، تنفيذاً لنصوص الاتفاقية الإطارية، وهو مطلب تكرره كل عام، إلا أنها تفاجأ بأن تأتي الدراما الرمضانية، لتضرب عرض الحائط بكل التحذيرات التي تطلقتها المنظمة مراراً وتكراراً، عن خطورة الترويج للتبغ فيها، لما له من أثر في رفع معدلات استهلاك التبغ في إقليم شرق المتوسط.

 

إجراءات حاسمة

 

وطالبت منظمة الصحة العالمية، باتخاذ إجراءات حاسمة في جهود مكافحة التبغ، وحظر الترويج له، باعتباره التزاما قانونيا للدول، سواءً من خلال الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، أو الإعلان الأممي لمكافحة الأمراض غير السارية، الذي يضع مكافحة التبغ على قمّة جدول أعمال الصحة الدولية.

 

 

 

 

 

 

 

 

وأكدت المنظمة، أن محاولات صناعة التبغ في الإقليم، استهداف الشباب من خلال الترويج للتبغ والتشجيع على تعاطيه، مما ينذر بخطر داهم، ولذلك ترصد المنظمة كل عام، الأعمال الدرامية، فيما يتعلق بالترويج للتبغ وأنماط السلوك الأخرى التي تهدد الصحة العامة، والتي تحفل بها الدراما، وذلك بشكل علمي ودقيق، لكي تطلق نتائج تقرير هذا الرصد خلال اجتماعات دورات اللّجنة الإقليمية لشرق المتوسط، وهو الاجتماع السنوي لوزراء الصحة بالإقليم، حيث ثبت يقينا العلاقة المطردة بين زيادة مشاهد استخدام التبغ في الدراما، وبين زيادة استهلاك التبغ خاصة بين الشباب.

 

الشباب والمراهقون

 

ويأتي ذلك في ظل معاناة إقليم شرق المتوسط من معدلات استهلاك عالية جداً للتبغ بين الشباب والمراهقين من الجنسين، وتَنُص المادة 13 من الاتفاقية الإطارية صراحةً على "التزام كل طرف من أطراف الاتفاقية بالحظر الشامل على "الإعلان عن التبغ والترويج له" و"رعايته"، والتأكيد على أن هاتين العبارتين لا تقتصران على الأعمال التي هدفها الترويج فحَسْب، ولكنهما تشملان كذلك الأعمال التي لها، أو يحتمل أن يكون لها، تأثير على الترويج، ولا يقتصر ذلك على الترويج المباشر فقط، بل يشمل أيضاً الترويج غير المباشر"، الأمر الذي يعتبر معه ممارسات الدراما التلفزيونية خرقاً صريحاً لنصوص الاتفاقية الإطارية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتطالب المنظمة صناع الدراما ونجومها، بالامتناع عن إدراج مشاهد استهلاك التبغ في الأعمال الدرامية، وتطبيق حلول مبتكرة لحماية الناس من الآثار السلبية لتلك المشاهد، مثل وضع تحذيرات صحية تظهر كشريط إخباري، وتطبيق نُظُم التصنيف العمري للمشاهدين إذا ما تضمَّن العمل الدرامي مشاهد لاستهلاك التبغ، خاصة أن التصدي لأنشطة الترويج للتبغ هام لتحسين الأوضاع الصحية لسكان شرق المتوسط.

 

 

مشاهد التدخين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وحسب وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، ممثلة في صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، تم رصد وتحليل مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان 2020، باعتبارها أحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر، وتساهم بشكل فعال في صياغة فكر وتشكيل وجدان النشء والشباب.

 

 

 

وفي دراسة للصندوق، بشأن مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات بين طلبة المدارس الثانوي تبين أن 72% من الطلبة يستقون معلوماتهم عن التدخين والمخدرات من وسائل الإعلام لاسيما عبر الدراما التليفزيونية، وهو ما يؤكد قيمتها وتأثيرها على أبنائنا.

 

 

 

وتم رصد وتحليل 24 مسلسلا دراميا مصريا تم عرضه في رمضان العام الماضي، وبلغت المساحة الزمنية لمشاهد التدخين هذا العام 4% من إجمالي المساحة الزمنية للدراما.

 

 

 

بينما بلغت المساحة الزمنية لمشاهد المخدرات والكحوليات 1.5%، ومتوسط مشاهد التدخين خلال الثلاث سنوات السابقة كان 7.6%، بينما متوسط مشاهد المخدرات والكحوليات كان 2.3% من إجمالي المساحة الزمنية للأعمال الدرامية، خلال الفترة من 2017 حتى 2019.

 

 وجاءت أبرز أنواع التدخين، التي ظهرت في الدراما السجائر بنسبة 60%، والشيشة 38%، والسيجار 18%، التدخين الإلكتروني 1%، والبايب 1%، حيث يعرض المشهد الواحد أكثر من منتج، كما أن تدخين الإناث يمثل في الدراما 20% من المدخنين، في حين أن النسبة في الواقع 1.5% من إجمالي المدخنين.

 

تم نسخ الرابط