الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

 تفسير آية (آلم ) سورة البقرة

بوابة روز اليوسف

تنشر بوابة روزاليوسف تفسير بعض آيات القرآن الكريم، في شهر القرآن، وذلك من عدد من تفاسير القرآن المشهورة التي يزيد عددها على 90 تفسيرا، واليوم سننقل تفسير الآية رقم 1 في سورة البقرة " آلـم"

 

تفسير بحر العلوم للسمرقندي

 

يورد تفسير بحر العلوم لآية " آلم " بقوله قال الفقيه: حدثني أبي رحمه الله ، قال: حدثني محمد بن حامد، قال: حدثنا علي بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن مروان عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى: {الۤمۤ} يعني: أنا الله أعلم. [ومعنى قول ابن عباس (أنا الله أعلم) يعني] الألف: أنا، واللام: الله، والميم: أعلم، لأن القرآن نزل بلغة العرب، والعرب قد كانت تذكر حرفاً وتريد به تمام الكلمة. ألا ترى إلى قول القائل:

 

قلت لها قفي لنا قالت قاف .. لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف

 

يعني بالقاف: قد وقفت. وقال الكلبي: هذا قسم، أقسم الله تعالى بالقرآن، أن هذا الكتاب الذي أنزل على (قلب) محمد صلى الله عليه وسلم هو الكتاب الذي نزل من عند الله تعالى لا ريب فيه.

قيل {الۤمۤ}: الألف الله تعالى، واللام: جبريل، والميم: محمد - صلى الله عليه وسلم - ويكون معناه: الله الذي أنزل جبريل على محمد بهذا القرآن لا ريب فيه. وقال بعضهم: كل حرف هو افتتاح اسم من أسماء الله تعالى. فالألف مفتاح اسمه: الله، واللام مفتاح اسمه: اللطيف، والميم مفتاح اسمه: مجيد، ويكون معناه: الله اللطيف المجيد أنزل الكتاب. وروي عن محمد بن كعب بن علي الترمذي أنه قال: إن الله تعالى أودع جميع ما في تلك السورة من الأحكام والقصص في الحروف التي ذكرها في أول السورة، ولا يعرف ذلك إلا نبي أو ولي، ثم بين ذلك في جميع السور ليفقه الناس.

وروي عن الشعبي أنه قال: إن لله تعالى سراً جعله في كتبه، وإن سره في القرآن هو الحروف المقطعة وروي عن عمر وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم أنهم قالوا: الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر وعن علي رضي الله عنه: هو اسم من أسماء الله تعالى، فرقت حروفه في السور. يعني أن ها هنا قد ذكر {الۤمۤ} وذكر: {الۤر} في موضع آخر وذكرٍ: {حـمۤ} في موضع آخر (نون) في موضع. فإذا جمعت يكون (الرحمن) وكذلك سائر الحروف إذا جمع يصير اسماً من أسماء الله.

 

وذكر قطرب أن المشركين كانوا لا يستمعون القرآن كما قال الله تعالى { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [فصلت: 26] فأراد أن يسمعهم شيئاً لم يكونوا سمعوه ليحملهم ذلك إلى الاستماع حتى تلزمهم الحجة وقال بعضهم: إن المشركين كانوا يقولون: لا نفقه هذا القرآن، لأنهم قالوا: { قُلُوبُنَا فِىۤ أَكِنَّةٍ } [فصلت: 5] فأراد الله أن يبين لهم أن القرآن مركب على الحروف التي ركبت [عليها] ألسنتكم [يعني هو على لغتكم]، ما لكم لا تفقهون؟ وإنما أراد بذكر الحروف تمام الحروف، كما أن الرجل يقول: علمت ولدي: أ، ب، ت، ث، وإنما يريد جميع الحروف ولم يرد به الحروف الأربعة خاصة.

 

وقال بعضهم: هو من شعار السور وكان اليهود أعداء الله فسروه على حروف الجمل، لأنه ذكر "أن جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، وأبو ياسر بن أخطب، وشعبة بن عمرو ومالك بن الصيف دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: بلغنا أنك قرأت: {الۤمۤ ذٰلِكَ ٱلْكِتَابُ} فإن كنت صادقا، فيكون بقاء أمتك إحدى وسبعين سنة، لأن الألف: واحد، واللام: ثلاثون، والميم: أربعون، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قالوا له: وهل غير هذا؟ قال: نعم. {الۤمۤصۤ} فقالوا: هذا أكثر لأن (ص) تسعون. فقالوا: هل غير هذا؟ قال: نعم. {الۤر} فقالوا: هذا أكثر، لأن (الراء): مائتان. ثم ذكر {الۤمۤر} فقالوا: خلطت علينا [يا محمد] لا ندري أبالقليل نأخذ أم بالكثير؟" وإنما أدركوا من القرآن مقدار عقولهم وكل إنسان يدرك العلم بمقدار عقله. وكل ما ذكر في القرآن من الحروف المقطعة، فتفسيره نحو ما ذكرنا ها هنا [والله أعلم بالصواب]. قوله عز وجل: {ذٰلِكَ ٱلْكِتَابُ} أي هذا الكتاب {لاَ رَيْبَ فِيهِ} أي لا شك فيه أنه مني، لم يختلقه محمد من تلقاء نفسه.

ومن يريد الاستزادة وتفاسير أخرى

 

تم نسخ الرابط