"الصيام" يحرم "نبروه" قلعة صناعة الفسيخ من روادها في "شم النسيم"
تشتهر مدينة نبروه بمحافظ الدقهلية، بصناعة الأسماك المملحة بمختلف أنواعها بجودة عالية، وأطلق عليها "قلعة صناعة الفسيخ" في مصر، حيث تشهد إقبالًا كثيفًا من المواطنين مع اقتراب أعياد "شم النسيم"، لشراء "الفسيخ النبراوي".
ويعد تناول الأسماك المملحة احتفالًا بتلك المناسبة من الطقوس التي يحرص عليها المصريون، لكن هذا العام بات الوضع مختلفًا، نظرًا لتزامن "شم النسيم" مع شهر رمضان، وأصبح تناول الفسيخ مع الصيام أمرًا صعبًا.
تجولت عدسة "بوابة روزاليوسف" داخل محال بيع الأسماك المملحة بمدينة نبروه، لرصد إقبال المواطنين على شراء الفسيخ، احتفالا بأعياد الربيع.
أحمد اليماني، من أشهر بائعي الفسيخ بنبروه، يقول إن الموسم هذا العام يعد استثنائيًا، وتشهد حركة السوق إقبالًا متوسطًا من المواطنين، نظرًا لحلول عيد الربيع أثناء صيام شهر رمضان.
ويضيف أن أسعار الفسيخ لم تتغير، وتختلف حسب الحجم، فيبدأ من ٧٠ جنيهًا للصغير، و٨٠ جنيهًا للمتوسط، و١٠٠ جنيه للكبير، و١١٠ للكبير نمرة ١، أما السردين فيبلغ سعره ٤٠ جنيهًا للكيلو.
ويوضح أن المواطنين لكم يعتادوا تناول الأسماك المملحة على وجبة الإفطار، وهو ما تسبب في عزوف عدد كبير منهم عن الشراء هذا العام، متوقعًا ارتفاع الإقبال خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لأن هناك عائلات تحرص على تناوله في عيد الفطر.
سر الصنعة..
ويشير اليماني إلى أن صناعة الفسيخ تعتبر مصدر الدخل الأول لمدينة نبروه، والصنعة لا تقتصر فقط على دفن الأسماك في براميل ملح، ولكن جودة السمك ونوعه.
ويشير إلى أن مراحل صناعة الفسيخ تبدأ بشراء أجود الأنواع من سمك البوري، وغسله جيدًا وتركه لليوم التالي حتى يجف، ثم وضعه في إناء نظيف داخل كيس بلاستيك، أو برميل خشب، ورص طبقة سمك وطبقة ملح، وتغطيته بالملح، وغلقه جيدًا وبإحكام حتى لا يتسرب الهواء له، وتخزينه في مكان نظيف.
ويؤكد أن نسبة الملوحة تتوقف على عامل الوقت، فالفسيخ قليل الملح يترك من ٦ ل٧ أيام، والمتوسط يترك من ١٠ حتى ١٥ يوما، كما يمكن حفظه في الفريزر بعد نضجه وتخزينه لفترة أطول.
سبب شهرتها..
ويرجع سيف العراقي، باحث أثري، السبب وراء شهرة مدينة نبروه بصناعة الفسيخ لفترة الاحتلال الإنجليزي، إذ كانت الأراضي الزراعية حينها في ملكية عدد محدود من الإقطاعيين، ما دفع ابناء نبروه للعمل في مجال صيد الأسماك، وتمليح ما يزيد عن حاجة السوق.
ويضيف أن الهدف وقتها من تمليح الأسماك كان الحفاظ عليها لفترات طويلة، ونجحت نبروه في التفرد بالصنعة، وذاع صيتها حتى أصبحت من رموز صناعة الفسيخ في الوطن العربي.



