"خيري شلبي" ينسف الاعتقاد الدفين لـ"بيكار" في "عناقيد النور"
أن تكون مولعا بكتابات المبدع الراحل خيري شلبي تكون قد فزت، أن تكون مغرما ببورتريهاته فأنت مبدع بما نهمت من معين الإبداع الذي لا ينضب من مفردات لغوية مغزولة من الدر المكنون في لغة القرآن.

الكتاب بعنوان "عناقيد النور"، وجاء في 218 ورقة تحوي 21 بورتريهاً لأبرز الشخصيات المصرية في مختلف المجالات السياسية والفنية والأدبية والشعرية، وقراء القرآن الكريم، ورجال قانون، معماريون.
وفي مقدمة الكتاب بدأها حاتم حافظ، برسالة من الفنان التشكيلي الكبير الراحل حسين بيكار الذي اشتهر بفن البورتريه إلى المبدع الراحل خيري شلبي، يقول فيها بيكار: لأنك صححت لي مفهوماً خاطئاً كان غائراً في أعماقي حتى النخاع، وهو أن البورتريه لا يتحقق إلا رسماً أو نحتاً ولكنك نسفت لي هذا المعتقد الخاطئ في لحظة عندما رأيتك ترسم بالكلمة وكأنك ممسك بريشة باعة تنقل أدق التفاصيل التشريحية والنفسية، وتغوص بها في أعمق الأعماق لتبرز أدق المشاعر التي يحتكرها الباطن ويعتبرها من ممتلكاته الخاصة.
ويرى حاتم حافظ صاحب مقدمة كتاب عناقيد النور أن البورتريه لم يكن مقالاً كما فهم البعض ممن يميلون لتصنيف الكتابة الأدبية إلى ألوان معروفة، ولم يكن مما يدخل في باب المديح وإن كان المديح في بابه ولم يكن مما يدخل في باب التاريخ وإن كان لا يستبعد التاريخ، ولم يكن مما يدخل في باب النقد وإن كان النقد كامناً في مكان ما فيه.
وخلص "حافظ" إلى أن البورتريه عند خيري شلبي صورة أدبية تستكشف جمالية الشخصية وهي في طريقها لاستكشافها تعي أن للشخصية تاريخاً وأن الشخصية في أثناء تدوير تاريخها إنما تخط جمالية خاصة بما تنفرد بها وتتمايز بها، كما تعي أن جمالية الشخصية. وغاص حافظ في دروب كتابة البورتريه التي تفرد بها خيري شلبي واستفاض من كل معين، فأظهر الجانب الجمالي في غزول شلبي بمفردات اللغة والنهل من كل راوفدها العميقة.
لم يكن للكاتب الكبير خيري شلبي ليتجاهل السياسي المصري المخضرم سعد زغلول، حيث كتب عنه بورتريه "الأسطورة"، سعد زغلول". وأم الشاطئ بنت الشاطئ وخلالها وصف مدينة عربية عريقة لعلها مدينة دمياط القديمة بمينائها العتيق الذي شهد أحداثًا تاريخية مهولة ووطأة الغزاة الصليبيون في جسارة مهولة، وتباري في وصفها بدقة وإسهاب كعاشق دروب المدينة. أما جرجي زيدان الذي أطلق عليه لقب "الفذ"، تناول شخصيته انبرى في وصفه ورفض أن يكون اسمه الأول "جرجي" محتفياً بأنه ألتحق باسم زيدان في دفتر العراقة العربية، وسار في وصفه ولم يترك شيئاً فيه إلا واستفاض فيه. وما كان لشلبي أن يترك الراقي الشاعر اللبناني جبران خليل جبران إلا وينعته بـ" الوجداني" لما تميز به جبران من رقي المشاعر ورهف الحس. ونظراً لأهمية الشخصيات التي يتناولها الكتاب في بورتيهات "خيري شلبي"، نكتفي بكتابة عنوان كل بورتريه واسم صاحبه ونترك للقارئ الذي يريد ان ينهل من بحر مفردات الكاتب للجوء إلي البحث عن الكتاب وقرأته.



