عاجل| توانسه يشبهون الأوضاع في تونس بالسفينة "تيتانيك"
تصاعدت الأحاديث والنقاشات بين الاقتصاديين والسياسيين في تونس على خلفية الأزمة الأقتصادية في البلاد.
مصير السفينة تيتانيك
وقال الخبير الاقتصادي التونسي، عزالدين سعيدان، إنّ الزيادات الجديدة في الأسعار بالنسبة للسكر ووسائل النقل والمحروقات لن تكون الأخيرة.
وأضاف سعيدان، إنّ تونس وصلت لمرحلة الإجراءات المؤلمة مشيرا إلى أن الحكومة ستزيد في سعر المحروقات بـ100 مليم شهريا.
وأوضح سعيدان، في مداخلة مع قناة التاسعة، مساء الأربعاء، بأن تونس بحاجة إلى 23 مليار دينار وليس 18 مليار لتغطية عجز الميزانية بسبب ارتفاع سعر برميل النفط الذّي تجاوز 71 دولار . وأكد سعيدان، أن مصير تونس قد يكون مثل سفينة "تيتانيك"، بسبب السياسة النقدية التي أدت إلى اختناق الموازنات المالية ما أدى إلى خسارة آلاف مواطن الشغل وتدمير الاقتصاد الوطني، على حدّ قوله.
أما الناطق الرسمي بإسم التيار الشعبي، محسن النابتي، فاعتبر "شهر سبتمبر بأنه سيكون موعد الانهيار الكبير اذا لم يحصل تغيير شامل للمنظومة يوقف حالة التداعي الحر".
وأكد النابتي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم الإربعاء، أن زيادات الحكومة الأخيرة "سقوط حر للاقتصاد التونسي"، مبيناً أن من مظاهره التي ستتفاقم قريبا هو ان "اجر موظف سيعادل ثمن كلغ لحم في السوق"، بحسب تعبيره.
وكانت الكتلة الديمقراطية، التونسية، قد أودعت اليوم الأربعاء، بمكتب الضبط بمجلس نواب الشعب، طلبا لرئيس البرلمان، من أجل عقد جلسة عامة للحوار مع رئيس الحكومة، بخصوص الوضع الخطير بالبلاد. وبرّرت الكتلة طلبها، بخطورة الوضع المالي والزيادة المشطة في الأسعار وارتفاع نسبة البطالة والإضرابات القطاعية والعلاقات مع صندوق النقد الدولي والزيارات التي أداها رئيس الحكومة إلى ليبيا وقطر وتفعيل اتفاقية عمال الحضائر وقانون من طالت بطالتهم".
وكان التيار الديمقراطي طالب الحكومة بالتراجع الفوري عن قرارات الزيادة في أسعار بعض المواد الأساسية والنقل العمومي، محملا إياها "مسؤولية التداعيات على السلم الاجتماعية"، وفق بيان أصدره اليوم الأربعاء كذلك. وعبّر عن رفضه القاطع لما وصفه ب"القرارات الأحادية والخطيرة"، مشيرا إلى أن "التحرّر من تأثيرات لوبيات وقوى الفساد والإفساد الداخلي ومن التعاقدات الخفية مع صندوق النقد الدولي هو "السبيل الوحيد لإخراج البلاد من أزمتها وضمان سيادة القرار الوطني وإلتفاف واسع حول مشروع وطني حقيقي". ودعا القوى الوطنية و الاجتماعية إلى توحيد صفوفها والتشاور من أجل تحديد الخطوات العملية للتصدي لخيارات وسياسات الإئتلاف الحاكم الموغلة في الليبرالية.
وأضاف التيار الديمقراطي، في بيانه، أنه يتابع بقلق شديد الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد، "نتيجة الأزمة السياسية الخانقة واحتقان الوضع الاجتماعي وفشل المنظومة الصحية في مواجهة وباء الكوفيد". وذكر أن الشعب التونسي "إستفاق صبيحة اليوم على قرارات زيادات في أسعار بعض المواد الأساسية والنقل العمومي"، مع تداول أخبار عن عزم الحكومة الترفيع في سعر المحروقات، "ممّا يمثل توجّه معلن وصريح نحو استهداف وعقاب جماعي للكادحين والعاطلين عن العمل" وفق نص البيان.
كما اعتبر أنّ الوضع الاقتصادي الصعب "يستوجب مراجعة فعلية لمنوال التنمية"، مؤكدا أنّ التضحيات يجب ألا تقدمها الطبقات الفقيرة والمتوسطة وحدها، لكن أيضا الطبقة الميسورة".
يذكر أن وزارة التجارة، قررت الزيادة في مادة السّكر الأبيض السّائب الموجه للاستهلاك العائلي، معتبرةً أن هذه الزيادة جاءت للحد من التلاعب بأسعار هذه المادة المدعمة واحتكارها في السوق وتوجيه الدعم لمستحقيه.



