الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شيف وخبير المطبخ السيناوي يؤكد على انتقال اللصيمة السيناوية إلى دول أخرى

عبد العزيز الغالى
عبد العزيز الغالى

تعتبر اللصيمة أحد مكونات المطبخ السيناوى القديم، وتعد من أشهر الأكلات الشعبية السيناوية التي يقبل عليها الجميع، حيث يتميز المجتمع السيناوى بمحافظته على عاداته وتقاليده القديمة التي تنتقل من جيل الى جيل ، ومن بينها الأكلات السيناوية وفى مقدمتها : " اللصيمة " التي يحرص الجميع على تناولها من كبار وصغار ، وخاصة الشباب الذي يعتبرها أحد الأكلات المميزة.

 

ويقول عبد العزيز الغالى عضو اتحاد كتاب مصر وأمين عام جمعية متحف التراث السيناوى ومؤلف كتاب : " مطبخ سيناء " أن الطبيعة الصحراوية والتربة السيناوية المتميزة أدت الى التأثير فى تلك العادات والتقاليد حتى انسحبت على عاداته الغذائية وطعامه .. فكان طعامه وأدواته بسيطة مشابهة لبساطة الطبيعة المحيطة به .. مما حدا به الى اختصار تلك الأدوات الى أبسط صورها حتى لا يتكلف جهدا أو مشقة أثناء الحل والترحال ، ولأن العادات الغذائية هى وليدة أى مكان فكانت مواده ومنتجاته أصلية ونابعة من الطبيعة المتفردة للتربة والمناخ الذي تتمتع به شبه جزيرة سيناء .. مما جعل تفردها هذا تميزا لها عن باقى محافظات الجمهورية.

 

وأشار إلى أن أكلة "اللصيمة" تعد أحد مفردات التراث السيناوى ، وأن السيناويين يشتركون مع أهل جنوب فلسطين فى عشقها لبساطتها وسهولة تحضيرها.

 

وأشار إلى اشتراكها مع البيتزا الايطالية ، فكلاهما كانتا اختراع فرضته الظروف الطبيعية والاقتصادية نتيجة اشتراكهما فى عضوية نادى حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث أن البيتزا الايطالية تم صنعها لأول مرة حين كانت أميرة ايطالية تدعى “مارجريتا” تقوم برحلة صيد فى الريف الايطالى ، وتصادف أثناء مرورها أن شاهدت بعضا من النسوة الايطاليات يقمن بتسوية وزج أرغفة الخبز الطازج بالفرن.

 

فأشتمت الأميرة رائحتها الذكية فحركت رائحتها شهيتها وطلبت منهن بعضا منها ، ولأنها أميرة استحيين أن يعطينها خبزا حافا “أى بدون غموس” فقامت احداهن بتقطيع وحدات من الخضروات الحقلية المتواجدة “طماطم - فلفل أخضر - زيتون أسود – وزعتر” ووضعتها على أحد الأرغفة ومسحته بزيت الزيتون وقليل من الجبن المبشور وزجته بالفرن حتى نضج الخبز وقدمنه للأميرة التي سمى باسمها تيمنا بزيارتها “بيتزا مارجريتا”.

 

ونفس الوضع بالنسبة للصيمة التي جاءت استجابة لرحلات أهل سيناء السنوية فيما يسمى بموسم الحصيدة”أى حصاد القمح”، حيث كانوا يذهبون للشرق ناحية أرض فلسطين فى موسم حصاد القمح لجمع القمح وطحنه بالرحاية ويصنعون منه قرص ( الملة ) على هيئة أقراص دائرية تشبة البيتزا ، ولأنهم فى الصحراء فلا توجد أفران معدة للخبيز فكان الحل هو التعامل مع الطبيعة بايقاد النار من جذوع الأشجار المتواجدة وشى الخضروات كبواكير البطيخ الغير ناضج والمسمى بالعجر أو الباذنجان والبندورة ( الطماطم ) ثم امالة قرص العجين ودسه فى ماتبقى من رمضاء النار الملتهبة حتى ينضج القرص ويقطع ويفتت ويخلط مع العجر المشوى ويصب عليه زيت الزيتون.

وأضاف أن اللصيمة تعتبر طعاما مثاليا وطبيعيا أورجانيك (Organic) فكل مكوناتها طبيعية وطازجة من الحقل مباشرة .. مما يجعلها غذاء آمنا وشهيا ، ويشترك السيناويون فى عشقها مع أهل جنوب فلسطين كغزة وخان يونس ورفح التي انتقلت اليهم من العرايشية أثناء ذهابهم في موسم حصاد محصولى القمح والشعير وتكون بشاير البطيخ الذي لم يكتمل نضجه بعد وهو مايسمى “ بالعجر” الذي يعتبر المكون الأساسى للصيمة.

 

وأعلن عن انتقال اللصيمة الى بعض الدول نتيجة لانتقال الثقافات والتواصل بين الشعوب .. حيث انتشر عمل اللبة ( أى قرصة اللصيمة ) مدفونة في الرماد المتخلف عن النار في جنوب تونس ، وفى بعض دول أمريكا اللاتينية يشوون على النار شرائح من البطيخ .. كما يشوون شرائح الأناناس.

ويضيف الغالى أن اللصيمة تتكون من الدقيق وزيت الزيتون والعجر " البطيخ الصغير " والبندورة " الطماطم " والفلفل الأخضر والثوم والملح .. حيث يوضع العجر على نار الحطب الهادئة ثم يتم تقشيره بعد الشواء ووضعه فى الجرن " الهون " أو الباطية " وعاء الأكل " ويتم هرسه جيدًا مع إضافة الفلفل والملح والثوم والطماطم حتى يصبح خليطًا.

 

وأضاف أنه يتم عجن الدقيق حسب الكمية وفردها وتحويل العجين إلى ما يشبه القرص .. ثم يتم تجنيب الفحم الخاص بالنار ووضع قرص العجين فى النار وتغطيتها بالرماد ثم بالجمر ، وبعد ذلك يتم تقليبها على الوجه الآخر، وبعد نضوجها يتم استخراجها من النار وتنظيفها بالطرق عليها .. حيث يطلق عليها : " اللبة ".

 

وأشار إلى تقطيع اللبة " قرص الخبز " إلى قطع صغيرة ووضعه على خليط العجر فى الباطية " إناء الطعام " والتقليب جيدًا .. ثم وضع زيت الزيتون بالكمية المطلوبة ، ويتم تقديمها للأكل .. حيث أن تناولها يكون باليد وليس بالملعقة أو الشوكة.

تم نسخ الرابط