رانيا فريد شوقي: أنا "بنت" المسرح.. و"أم العيال" نجحت بامتياز
شخصيتي الحقيقية قريبة من "صباح" في أمومتها
بدأت مشوارها الفني قبل 29 عامًا، لتقدم أوراق اعتمادها وهي لم تزل فتاة يافعة، ليتأكد الجميع أنهم أمام موهبة مختلفة، ساعدها على ذلك نشأتها في بيئة فنية من الطراز الأول.
ورغم فورة البدايات إلا أنها واجهت ظلمًا شديدًا بسبب ملامحها، التي حصرتها في قالب لم تستطع تخطيه، فهي إما فتاة "أرستقراطية"، أو "جميلة" يسعى الجميع للفوز بقلبها، أو هي تلك الشريرة التي تخفي خلف مظهرها البريء قلب شيطان مارد، ما حرمها لذة التعبير عن قدراتها الفنية التي لم تزل كامنة.
بحثت كثيرًا عن ذلك "الضوء الشارد" داخل نفسها، وما أن واتتها الفرصة المناسبة، حتى وجهت للجميع "ضربة معلم"، لتؤكد أنها "قوت القلوب"، وقالب حلوى "مغلف بالشيكولاتة".
لم تتخوف من مواجهة "عنتر زمانه" ولا من "سلسال الدم" الذي أراقه شخص "هارب من السجن"، لندور جميعًا معها في دوامة صنعتها "عوالم خفية"، كشفت تفاصيل "الرجل الآخر" الذي يحمل اسم "عباس الأبيض في اليوم الأسود".
استطاعت "الخروج من المأزق" بسحر "خاتم سليمان"، لتروي "عطش السنين" وتتغلب على "وجع البعاد" إيمانًا منها بأننا جميعًا لدينا "نقطة ضعف" و"أحلام مؤجلة".
حملت أيامها كل التقلبات الممكنة لتعيش بين "الحواري والقصور"، تتأسى بقصص "جحا المصري"، و ترفل في النعيم رفقة "الملك لير".

هي الفنانة رانيا فريد شوقي أو "صباح" التي أجبرتنا بأدائها السلس على الاقتراب من منطقة شائكة، لطالما حاولنا التغافل عن أوجاعها، بسيناريو رشيق ومبهر، ناقش مشاكل "المرأة المعيلة" بمصداقية أجبرتنا على التعايش مع همومها، والانهماك بمتابعة أدق تفاصيلها، على مدار خمس حلقات، حملت جرعة درامية مُكثفة، دقت جرس الإنذار ووجهت رسالة مُباشرة للجميع للقيام بمسؤولياته، والتحلي بالشجاعة الكافية لإيجاد الحلول.
ناقشناها في فلسفة طرح القضايا التي عجت بها حكاية أم العيال وهل ينتهي دور الفن بتسليط الضوء على تلك الإشكاليات، أم يتجاوزه بطرح الحلول، فكان هذا الحوار الذي فتحت فيه قلبها لـ"بوابة روزاليوسف":
المسلسل ناقش قضية “المرأة المعيلة” فهل كانت رسالة محددة لصناع العمل؟
بالطبع فمشكلة "المرأة المعيلة" هي قضية الساعة، بما لها من تداعيات تؤثر بشكل مباشر على المجتمع، والقضية ليست وليدة اللحظة، فلها جذور عميقة وقديمة، ما استدعى تسليط الضوء عليها بشكل مباشر، والتعامل مع تفاصيلها بـ"مشرط الجراح".
كيف كانت رؤيتك لـ"صباح" واستعدادك للشخصية؟
الفنان غير منفصل عن واقع مجتمعه الذي يعيش فيه، وبطبيعة الحال فهو يحتك بمئات النماذج، لكل منها قصته ودائرة همومه المتفردة، وبالنسبة لي فأنا من الشخصيات "الاجتماعية"، التي يمكنها الإنصات والغوص في مشاكل الآخرين، سواءً أكان ذلك عبر علاقاتي المباشرة، أو المواقف والقصص التي يتعرض لها الآخرون من حولي، والتي تفتح المجال أمامي لاستكشاف المزيد من التفاصيل، وتساعدني على استلهام واستحضار أي شخصية ومنها "صباح".
حكاية أم العيال فتحت الباب لمناقشة عدة قضايا مثل "الهجرة غير الشرعية، الإدمان، المرأة المعيلة، التسرب من التعليم، عمالة الأطفال، تنظيم النسل".. هل ينتهي دور الفن بتسليط الضوء على المشكلة، أم يتخطاه بطرح الحلول؟
دعنا نتفق أولًا على أن رسالة الفن الأساسية هي تسليط الضوء على مشاكل المجتمع والتعبير عن همومه بشكل راقٍ دون ابتذال، وهنا تكمن الإشكالية الأهم والتي تجيب عن سؤالك، فهل كل القضايا يمكن حلها بالغوص في حكاوينا اليومية، الإجابة بالقطع ليست بهذه السهولة، فهناك مشكلات من صنع أيدينا، مثل قضية "الإنجاب" التي يقتصر دورنا فيها على التوعية فقط، فيما يكون القرار النهائي فيها بيد الأشخاص.
دراما الخماسيات خلقت نوعًا من الرواج وفتحت الباب لاكتشاف ومنح الفرصة لشباب الفنانين للتعبير عن أنفسهم بقوة.. ما رؤيتك كفنانة لهذا النوع؟
أعتبر أن هذه النوعية أتاحت ليَّ الفرصة لتقديم نفسي للمشاهدين، والتعبير عن قدراتي، بصورة مختلفة عن تلك التي اعتادوا عليها، علاوة على اختلاف طريقة الطرح، والتي اقتربت إلى حد كبير من الواقع، ما فتح الباب أمامي لتجسيد نوعية جديدة من الأدوار، كشخصية المرأة الشعبية، بعيدًا عن "القالب" الذي حصرتني فيه جهات الإنتاج لسنوات، استغلالًا لنجاحاتي السابقة في أداء بعض الشخصيات.

أثناء استضافتكم ببرنامج "من مصر" الذي أُذيع على قناةCBC تحدث الفنان أحمد وفيق عن مساحة الحرية التي أتاحتها لكم المخرجة شيرين عادل، والسؤال متى تكون ديكتاتورية المُخرج مفيدة؟ ومتى يحقق الارتجال إضافة للعمل؟
العُرف يقول إن الممثل عليه الالتزام بالنص المكتوب، لكن حِرفية الفنان تفرض عليه في بعض الأحيان، أن يضيف من رؤيته ومشاعره للشخصية التي يتلبسها، شريطة ألا يخرج عن السياق أو البناء الدرامي الذي يحكمها أو "العضم" كما يطلق عليه اصطلاحًا– وهنا يظهر دور المخرج– لتكون تلك الرتوش بمثابة "الصواميل" التي تربط "مفاصل" الشخصية، وتجعلها أكثر واقعية وإقناعًا للمشاهدين.
حالة التوافق والانسجام بين أبطال العمل– وهنا نتحدث عن رانيا وأحمد وفيق– هل هي من صناعة المخرج، أم أنها نجاح يحسب للفنان وخبراته؟
الكيميا التي تظهر بين أبطال العمل أعتبرها "هبة" ومنحة من الله، وتعبير عن حالة النضج التي وصلوا إليها، نتيجة تراكم الخبرات، ليكون أي مشهد بمثابة مباراة فنية يتنافس فيها الجميع لتقديم أفضل ما لديه، وهنا يتجلى دور المخرج الواعي، في مدى قدرته على توظيفها واستغلالها بما يخدم صالح العمل، وهو ما لمسه الجميع في حدوتة "أم العيال".
قدمت صدمة وكسرة الأم التي تفقد فلذة كبدها بشكل مس قلوب الجمهور في واحد من أفضل مشاهدك بحكاية أم العيال، الذي تم تصويره من مرة واحدة وفقًا لما أكدته المخرجة شيرين عادل.. كيف استحضرت تلك الحالة الشعورية؟
عندما قرأت السيناريو للمرة الأولى، كان لدي مزيج من المشاعر المتضاربة تجاه شخصية "صباح"، تجمع بين الحنق عليها بسبب سلبيتها، وفي الوقت عينه تُكِن لها قدرًا كبيرًا من التعاطف مع الظروف التي وُضعت فيها نتيجة "الجهل"، وعدم وعيها بمغبة وتوابع قراراتها، ومع بداية التصوير تملكتني روحها، ورويدًا رويدًا انتقلت للجهة المُقابلة.
أحببت صدقها وعفويتها وأمومتها الخالصة، ما جعلني أستشعر كل انفعالاتها، ما مكني من الإمساك بخيوط الشخصية، والتشبع من روحها، والإضافة إليها بشكل إيجابي، وهو الأمر الذي انعكس في النهاية على وصول الأداء لقلوب جمهور المشاهدين.
بعيدًا عن جودة النص وخبرة الفنان، هل هناك عوامل أخرى تُساعد في استحضار روح الشخصية التي يؤديها ما يؤثر على صدقها ونجاحها بالتبعية؟
بالطبع، أي تفصيلة، مهما كانت صغيرة، يمكنها التأثير سلبًا أو إيجابًا على قدرة الممثل في استحضار روح وأبعاد الشخصية التي يؤديها، وصولًا إلى حد الالتصاق والتشبع بها، لتكون أكثر صدقًا، بدءًا من الملابس والماكياج، وانتهاءً بمكان التصوير، وهي أمور مهمة لنجاح أي عمل، فالجمهور لن يتقبل شكل "صباح"، المرأة المعيلة التي تُصارع ظروفها المعاكسة والضغوط النفسية المحيطة بها، إذا أطلت عليه بماكياج أو مظهر غير ملائم للدور.
المنتجة مها سليم صرحت في ندوة بوابة روزاليوسف بأنها لم تعد تهتم بتواجد النجوم في حكاويها لأن العمل أصبح هو البطل و"البراند" بغض النظر عن أسماء المُشاركين.. في رأيك هل نجاح العمل هو الذي يضيف إلى النجم أم العكس؟
بدايةً نجاح أي عمل يعتمد بدرجة كبيرة على مدى جودة "النص"، ولكن هل هذا العنصر وحده كافٍ للنجاح، بالطبع لا.. فالأهم هو مدى براعة الممثل في تقديمه وتوصيل رسالته للجمهور، ومع احترامي لرأي المنتجة مها سليم فأنا أرى أن الممثل يُضيف لنجاح العمل، لعدة اعتبارات وعلى رأسها مدى تمتعه بـ"القبول" والخبرة، بالإضافة لاسم "البطل" الذي يُعد في حد ذاته عامل جذب مهمًا وفاعلًا لاستقطاب المشاهدين.
ولا ننسى الإشادة بدور المنتجة مها سليم، التي تبنت منهجًا واضحًا منذ بداية هذه السلسلة، لتقديم مزيج يجمع بين الفكرة الجيدة والمضمون الهادف، وسخرت كل الإمكانات لخروج العمل بهذا الشكل الراقي والمقنع، علاوة على اهتمامها بمناقشة قضايا مجتمعها بدلًا من البحث عن الربح المضمون.
وأعتقد أن حكاية أم العيال حققت أكبر نجاح في هذا الموسم، لأنها- وكما نقول باللغة الدارجة- "اتعملت حلو قوي"، نعم مسلسل "زي القمر" أصبح قيمة و"براند" في حد ذاته، ولكن لولا براعة باقي العناصر لما حاز هذا القبول والنجاح.
ما أسباب نجاح حكاية أم العيال تحديدًا ووصولها إلى قلوب المشاهدين من وجهة نظرك؟
بعيدًا عن جودة النص وخبرات الممثلين، لا يمكننا تجاهل الدور الذي يلعبه المخرج، والذي يتجلى في مدى "حِرفيته" بتوظيف قدرات ممثليه، وتسكين كل واحد منهم في المكان المناسب له، لتحقيق الهدف الأسمى وهو إيصال قضيته ورسالته، وهو ما نجحت فيه المخرجة شيرين عادل بامتياز، لتجبر المشاهدين على الدخول في أجواء القصة، والتعايش مع مشاكل شخوصها.
حينما يُعرض عليك سيناريو عمل جديد هل ينصب اهتمامك على مساحة الدور، أم قوة الفكرة والقضية التي يناقشها؟ أم أن شغفك كفنانة هو الذي يطغى على اختياراتك؟
لدي نهج وقناعة بأن وجاهة الفكرة التي يطرحها النص هي الأهم، ولهذا ينصب اهتمامي على القراءة الواعية لأدق تفاصيله، وإذا ما نجح في استثارة شغفي كفنانة، أوجه وجهي شطر أبعاد الشخصية التي سأؤديها، ورهاني هنا يكون على نجاح العمل برمته، والإضافة التي يمثلها لتاريخي كفنانة.
من أي زاوية تكون رؤيتك للنص، وهل لهذا علاقة بكونك فنانة؟
يعتمد حكمي على أي نص من خلال تقييمي له كمتلقٍ، بعيدًا عن كوني ممثلة، ما يدفعني لرؤية العمل من وجهة نظر نقدية، وقد أطلب بعض التعديلات الطفيفة التي تجعل النص أكثر واقعية.
مشاركة نجوم الصف الأول أضافت لقيمة ونجاح دراما "الخمس حلقات"، متى يمثل هذا الظهور خصمًا من قيمة ورصيد النجم؟
دراما الخمس حلقات هي إفراز طبيعي للعصر الذي نعيشه، وبالتالي فهي أصدق صورة "مرئية" تصلح لتقديم مشاكلنا، إذا ما توافرت لها كافة عناصر النجاح، وبالتالي لا أرى عيبًا في تصدي كبار النجوم لتقديمها عبر مختلف المنصات، ولا أعتبره أبدًا خصمًا من رصيدهم.
ما عيوب المسلسلات الطويلة ودارما الخماسيات في ضوء مشاركتك بكلا النوعين؟
لدي تحفظ كبير على الأعمال الدرامية الطويلة، وأنا على قناعة تامة بأن بها عيوب قاتلة، أبرزها المط والتطويل ونمطية القضايا التي يناقشها، والتي تم استهلاكها بسبب التكرار، في المقابل يتمثل العيب الوحيد لدراما الخمس حلقات في أنها لا تفرد المساحة الكافية لمناقشة بعض القضايا بشكل كامل، وفي حكاية "أم العيال" كان النص يحتمل أن يصل إلى 10 حلقات، وبشكل عام أرى أن مسلسلات الخمس عشرة حلقة هي الأنسب، حال وجود الفكرة وعناصر العمل التي تخدم نجاحها.
إجابتك تجرنا إلى قضية "الهجرة غير الشرعية" التي لا تكفي خمس حلقات لتسليط الضوء عليها ووضع حلول لها.. هل كان هذا الطرح يمثل قصورًا في رؤية صُناع العمل؟
على العكس فالقضية هنا لم تكن منصبة على "الهجرة غير الشرعية" في حد ذاتها، بقدر اهتمامنا بمناقشة بريق "الحلم" الذي يراود الشباب بالسفر إلى الخارج، إذا ما تحتم عليهم البحث عن تحقيق ذواتهم خارج حدود الوطن، لما لتلك القضية من تبعات سياسية تؤثر على علاقتنا بالدول المحيطة، إذا ما تمت بعيدًا عن القنوات الشرعية الحاكمة لها، بالإضافة للتوعية بمخاطر تلك المجازفة غير مأمونة العواقب، والتي قد تصل إلى الموت.
بعد نجاحك في تقديم شخصية صباح.. ألم تراودك مخاوف حصرك في هذا الدور؟
لا أمانع في تقديم نفس الشخصية، شريطة أن تكون الرسالة الموجهة من خلالها مختلفة، وهذا هو المعيار الأساسي الذي يحكم قبول أدائي لأي دور من عدمه، استنادًا لقناعاتي الشخصية كممثلة بأن الورق الجيد "رزق" وفرصة لا يجب تفويتها، والدليل أنني أجسد حاليًا شخصية "الأم" مع المخرج الكبير حسني صالح، ضمن أحداث مسلسل "حلم"، الذي أظهر من خلاله بشكل مختلف تمامًا عما قدمته في "أم العيال".
كان لك تصريح سابق بأن مسلسل "ضربة معلم" يُعد واحدًا من أحب أعمالك.. ألم يتغير الوضع بعد النجاح المدوي الذي حققته حكاية أم العيال؟
مسلسل "ضربة معلم" كان بمثابة "قبلة الحياة" التي أتاحت ليَّ الفرصة لتقديم نفسي للجمهور، بشكل مغاير عن "الصورة الذهنية" التي تكونت لديه، بناءً على ما سبقه من أعمال، لذلك فله مكانة كبيرة داخل قلبي، والأمر عينه ينطبق على أم العيال، الذي يمثل تجربة ثرية أضافت إليَّ كممثلة، وسمحت بتقديمي في ثوب "بنت البلد"، وهو من الألوان المحببة إلى قلبي.
كيف ساهمت نشأتك في كنف "ملك الترسو" بترسيخ قيم بعينها داخل شخصيتك؟
كل شخص فينا هو مرآة لأسرته، وحصاد لما تم غرسه من قيم ومبادئ، للأب دور كبير في تهذيبها وإصلاح اعوجاجها، وهو ما ينطبق عليَّ، حيث ساهم قربي من فريد شوقي الأب، في تشكيل وعيي كإنسانة، لأنه كان– رحمة الله عليه– مؤمنا بأن الفنان الحقيقي هو الذي يستطيع التعبير عن نبض "الشارع"، والتعايش مع هموم الناس.

ما الصفة المشتركة بين رانيا فريد شوقي و"صباح"؟
الأمومة وحبها لأبنائها.
"صباح" كانت تسعى لاحتواء مشاكل أبنائها.. كيف تتعامل رانيا الأم مع بناتها؟
الحنان والحب هما صفتان أساسيتان وغريزة نقية فطرها الله في قلوب الأمهات، لا فرق في ذلك بين غني أو فقير، لذا فكل المواقف والمشاكل الحياتية التي نصطدم بها، يتم التعامل معها والاحتكام فيها لـ"الحب".
بعيدًا عن المسلسل.. أكدتِ أن ابنتك "ملك" هي الأقرب لدخول عالم الفن، هل هناك قيود معينة ستفرضيها حال تحقق ذلك؟
هذا الجيل مختلف في الطباع والتفكير، فوتيرة هذا العصر متسارعة جدًا ولا يمكن ملاحقتها، ومنافذ المعرفة التي تشكل وعيهم كثيرة جدًا ومتاحة على الدوام، ما يجعل أسلوب فرض قناعاتك الشخصية عليهم أمرًا غير مقبولًا، وبعيدًا كل البُعد عن واقعهم المبني على النقاش والإقناع، وحال دخولها لمجال الفن أعتقد أنها ستلتزم إلى حد كبير بنفس القيود التي وضعتها لنفسي كممثلة.
معنى ذلك أنك انتهجتِ إتاحة الحرية لبناتك؟
هناك فرق شاسع بين إتاحة مساحة من "الحرية" المسؤولة، و"التحرر" من قيود قيم المجتمع الذي نعيش فيه، وبين هذا وذاك هناك حدود لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، والحرية المقصودة هنا هي إتاحة الفرصة لهذا الجيل لخوض تجربته الخاصة، مع تقديم النُصح والمشورة وتقديم يد العون لهم إذا ما لزم الأمر، ففي النهاية لدينا التزامات أخلاقية تجاه أبنائنا، ولا يمكن التنصل منها بأي حال من الأحوال.
هل غياب الفنان عن الساحة يؤثر على اختياراته؟
بالطبع، هناك علاقة طردية بين الأمرين، فكلما كان "حاضرًا"، كلما كانت الخيارات أمامه أكثر رحابة وتنوعًا.
قدمت العديد من الأعمال في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة.. بعد 29 سنة فن أين تجد الفنانة رانيا فريد شوقي نفسها؟
المسرح بكل تأكيد، وأنا أعتبر نفسي من أخلص أبنائه، وأكثر فنانات جيلي اللائي قدمن أعمالًا في رحابه، لكن غياب الرؤية الصحيحة أدى لضياع الكثير من أعمالي المسرحية، التي لم يدرك منتجوها، أهمية تصويرها وأرشفتها في ذلك الوقت.



