الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حكم نهائي قضائي يؤكد إلغاء رخصة القيادة لمن يتسبب في حالات وفاة للمارة

المستشار محمد عبدالوهاب
المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى

بشهادة من جدول المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة بعدم الطعن على الحكم المهم الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة بتأييد قرار إدارة المرور بوزارة الداخلية بإلغاء رخصة القيادة درجة أولى لسائقين الأول تحت تأثير تعاطى المخدرات بالشيشة أثناء القيادة بسيارة نقل بكوم حمادة دهس طفلاً بإصابات بالغة أثناء خروجه من المدرسة محدثاً به جرحا قطعيا بالعنق ونزيفا بالبطن، والثانى بالسرعة الجنونية لسيارة رحلات مدرسية بإدكو رشيد  أصاب ثلاثة ركاب بإصابات خطيرة بخلع الكتف وكسر بالفقرات القطنية والظهر وألزمت السائقين المصروفات.

 

جاء حكم المحكمة كأسرع رادع إداري يواجه ظاهرة جنون السرعة التي يروح ضحيتها آلاف الأبرياء لمواجهة الانفلات المروري الذي يشهده الشارع المصري فى الآونة الأخيرة، بعد أن قطعت الدولة المصرية شوطاً طويلاً لتحديث الطرق وإنشاء الكباري والمعابر من خلال برامج التنمية الطموحة التي أُنجزت وتلك التي في طريقها إلى الإنجاز بما يشبه الإعجاز على مدى سبع سنوات حققها كثير من المجتمعات الأخرى في قرون، ورغم ذلك تظل مشكلة الحوداث المرورية ظاهرة وبائية تفتك بحياة الناس في كل عام وتتسبب في عجز وإصابة الآلاف وتودي بالأرواح والأموال، ولغزاً يجد إجابته عند سلوك المواطنين ودرجة وعيهم، كان لا بد أن يصاحب تيار التحديث ما كان متعلقاً بالإنسان ذاته صانع التنمية وهدفها في الوقت نفسه.

 

وأكدت المحكمة برئاسة القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة على مبدأ قضائي جديد بإلغاء رخصة القيادة نهائيا عن أخطاء المرور الناجم عنها إصابات خطيرة أو الوفاة وألغت رخصة قيادة لسائقين الأول تحت تأثير تعاطي المخدرات بالشيشة أثناء قيادة سيارة نقل فدهس طفلاً والثاني بسرعة جنونية لسيارة رحلات مدرسية أصاب ثلاثة بإصابات خطيرة.

 

 وأكدت المحكمة على خمسة مبادئ لمواجهة ظاهرة حوداث المرور.

 ١.أن قواعد المرور وآدابه باتت فى خطر حقيقى بين الفوضى الناجمة عن عدم تطبيق قواعد قانون المرور والإهمال الناجم عن عدم الوعي المروري بما يهدد أرواح الناس وممتلكاتهم. 

٢.يتوجب على الفنيين بإدارات المرور التدقيق والتحقق والاستيثاق من صلاحية طالب الرخصة فى معرفة أصول وفن قواعد القيادة وآدابها.

٣.قيادة المتهورة والمرهقة والمهملة والمسكرة أخطاءً شائعة، انعكست في شكل عادات اجتماعية سيئة يقلدون بعضهم البعض وأصبحت جزءاً من السلوك الفردي السيئ. 

٤.أن الدولة المصرية قطعت شوطاً طويلاً لتحديث الطرق بالتنمية الطموحة وتظل مشكلة الحوداث المرورية ظاهرة وبائية تفتك بحياة الناس ولغزاً يجد إجابته عند سلوك المواطنين ودرجة وعيهم.

٥.أن الشارع المصري يتسم بالميل إلى المخاطرة وعدم اتباع قواعد السلامة والأمان وعدم مراعاة النظم والآداب المرورية، وهى مسؤولية مجتمعية تستلزم تعديل سلوك المواطنين  وفق نظم الأمان  وضوابط الأداء.

 

قالت المحكمة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى  نائب رئيس مجلس الدولة أن المشرع ألزم الكافة بأن يكون استعمال الطرق أياً كانت طبيعتها فى المرور على الوجه الذي لا يُعرّض الأرواح أو الأموال للخطر أو يؤدى إلى الإخلال بأمن الطريق العام أو يعطل أو يعوق استعمال الغير له , ونظرا لمخاطر القيادة ممن هو غير أهل لها فقد اشترط المشرع لمنح رخصة القيادة ان تتوافر فى طالب الترخيص عدة شروط أهمها اجتيازه اختباراً فنيا فى أصول القيادة وفى قواعد المرور وآدابه.

وأضافت المحكمة  أنه فى الحالة التي يرتكب فيها كل قائد المركبة حادثاً مرورياً  ترتب عليه إصابات خطيرة أو وفاة  يتعين إلغاء الرخصة الممنوحة بقوة القانون جزاءً وفاقاً، وفى حالات إلغاء الرخصة حظر المشرع على إدارات المرور المختصة إعادة منح رخصة قيادة جديدة إلا بعد توافر الشروط المقررة فى الترخيص وإعادة اجتياز الاختبار الفنى فى القيادة وفى قواعد المرور واَدابه من جديد، كما يتعين كذلك اجتيازه لدورة تدريبية وتأهيلية فى قواعد السلوك وفن القيادة فى أحد المعاهد لتعليم القيادة وبدونهما يحظر على إدارات المرور العودة مرة أخرى لمنحه ترخيصاً جديداً بالقيادة.

 

وأشارت المحكمة أن الثابت بالأوراق أن السائقين الأول كان تحت تأثير تعاطى المخدرات بالشيشة أثناء القيادة بسيارة نقل بكوم حمادة دهس طفلاً بإصابات بالغة أثناء خروجه من المدرسة محدثاً به جرح قطعي بالعنق ونزيف بالبطن وقيدت الواقعة جنحة بمحكمة جنح كوم حمادة، والثانى بالسرعة الجنونية لسيارة رحلات مدرسية بإدكو رشيد  أصاب ثلاثة ركاب بإصابات خطيرة بخلع الكتف وكسر بالفقرات القطنية والظهر وقيدت الواقعة جنحة بمحكمة جنح رشيد، ومن ثم يكون قرار إدارة المرور بوزارة الداخلية بإلغاء الرخصة نهائياً مطابقاً لحكم القانون. 

 

وأوضحت المحكمة أنه لا يغير من ذلك أن السائقين قد رسبا مرتين فى الاختبار الفنى فى القيادة وقواعد المرور واَدابه من جديد بعد إلغاء الرخصة فذلك مما يلقى بظلال كثيفة من الشك حول جدية حصولهما على الرخصة الأولى ابتداء مما يتوجب على الفنيين بإدارات المرور التدقيق والتحقق والاستيثاق من صلاحية طالب الرخصة فى معرفة أصول وفن قواعد القيادة وآدابها، مما يسبب كثرة حوادث المرور على الطرق وحصد اَلاف الأرواح من الأبرياء وهم يفتقدون منذ البداية أصول القيادة وأدابها مما تستنهض معه المحكمة بتفعيل سلطة الردع الفورى على الطرق لتنفيذ أحكام القانون.

 

وذكرت المحكمة أنها وهى جزء من نسيج هذا الوطن تلحظ أن ظواهر حوداث المرور – وكما كشفت عنه الأوراق - تقوم على التجاوز الخاطئ الناجمة عن القيادة المشتتة التي ينشغل السائق فيها بمكالمة هاتفية  والقيادة المتهورة بالسرعة الزائدة عن المسموح به وعدم الالتزام بقواعد السير المُقرّرة والقيادة المرهقة بتعب وسهر السائق ، والقيادة المهملة بنوم السائق أثناء قيادته والقيادة تحت تأثير تعاطى المخدرات أو المسكرات وهى أخطرهم , وغيرها من الأسباب التي ترجع إلى سلوك قائدى المركبات، وقد أصبحت أخطاء السائقين أثناء القيادة تشكل خطراً وأخطاءً شائعة، انعكست في شكل عادات اجتماعية سيئة يقلدون بعضهم البعض وأصبحت جزءاً من السلوك الفردي السيئ.

 

وانتهت المحكمة أن قواعد المرور وآدابه باتت فى خطر حقيقي بين الفوضى الناجمة عن عدم تطبيق قواعد قانون المرور، وبين الاهمال الناجم عن عدم الوعى المرورى لدى قطاع كبير من قائدى المركبات بما يهدد أرواح الناس وممتلكاتهم، وأن النمط العام لسلوك قيادة السيارات فى الشارع المصري يتسم بالميل إلى المخاطرة وعدم اتباع قواعد السلامة والأمان وعدم مراعاة النظم والآداب المرورية، وهى مسؤولية مجتمعية تستلزم تعديل سلوك المواطنين من قائدى المركبات للتعامل وفق نظم الأمان واحترام قواعد المرور وضوابط الأداء، والانضباط الذاتى وآداب السلامة من أجل سلامة الجميع على مختلف الطرق.

تم نسخ الرابط