دينا توفيق تكتب: اليوم عيدك يا حواء
كانت "حواء" عندما تجلس مع صديقاتها تستمتع بوقتها وتبدو أصغر من سنها، فهى مفعمة بالحيوية والنشاط.. فقد جاوزت الأربعين من عمرها ولا تدري كيف مرت عليها تلك السنوات بكل ما فيها من أفراح ومآسي ونجاحات واخفاقات.
نظرت في المرآة لتتأمل ملامح وجهها التي ألفتها فوجدتها كما هي لم تتغير، إنها لا ترى سوى ملامح تلك الطفلة البريئة الضاحكة التي ما زالت تضحك وتلهو، بل وتثق بالناس وتصدق وعودهم إذا أقسموا، اعتقادا منها أنه لا أحد يقسم كذبا.
ما زالت "حواء" تندهش بكل التفاصيل التي تمر عليها في حياتها كأنها تراها للمرة الأولى.. تتساءل: هل يقاس العمر بعدد ما مررنا به من أحزان وآلام تجعلنا نشعر بالنضج وتجعل قلوبنا مثقلة بالهموم؟! إنها تقاوم الزمن بعفويتها، تقاوم الزمن بصدق مشاعرها ولن تسمح له بأن يسرق براءتها.. ستظل تعاند الحياة وتبتسم.
من حقك يا "حواء" أن تشعري بالسعادة اليوم، فهو عيدك.. العالم كله يحتفل بك، فهو اليوم العالمي للمرأة.. وحواء تحتاج منك أيها الرجل إلى أن تثنى عليها، فالمجاملة شيء يسعدها، وهذا لا يقتصر على مدح شكلها فقط، فهي تحتاج أن تسمع كلمات الثناء على شخصيتها وعملها وآرائها وذوقها.. هذا يشعرها بتقديرك لها.. ويزيد أيضا من مشاعرها الايجابية تجاهك.
كما يمكنك أن تسعد المرأة عندما تتحدث معها وتجعلها تشعر بأنها مستودع أسرارك وتشاركك في أحزانك وأفراحك، فهذا يشعرها بالاهتمام، إنها تحتاج منك أن تدللها بين الحين والآخر، فالمرأة يقتلها الإهمال.. لذا عليك أن تشعرها أن لها ظهرا تستقوى به وتلجأ إليه وقت شدتها، وليس هناك أفضل من تذكير المرأة بذكريات سعيدة مرت بكما، فهذا الأمر يخلق لديها طاقة إيجابية.
إنك تستحقين يا عزيزتي أن تغمضي عينيك قليلاً عن كل المنبهات الخارجية، وتبحثين عن المتعة الخاصة بك التي تسعدك حتى في أبسط الأشياء، سواء كان في شراء ملابس جديدة أو الخروج مع الأصدقاء.. ولتقومي باغتنام تلك اللحظات الايجابية ولا تتركيها تمر سريعاً دون أن تكوني ممتنة لها وتجعليها تملأ نفسك بالسعادة والطمأنينة.. كل عام وكل امرأة قوية بخير، كل عام وأنتى بطلة.. كل عام وأنتى مصدر للبهجة والسعادة لكل رجل محترم يعرف قيمة المرأة.. تحية وتقدير لكل سيدة تقوم بتربية أطفالها بمفردها وتلعب دور الأب والأم معاً.



