رغم الكورونا والتضخم والمنازعات الدولية.. مصر تستضيف قمة المناخ
رغم الأحداث الجسام التي يمر بها العالم سواء وباء الكورونا أو التضخم العالمى أو الحرب الروسية الأوكرانية التي اشتعلت دون سابق إنذار، فإن الدول تدرك الخطر الأكبر الذي تحقق فعليا فى حدوث كوارث طبيعية وتدهور شديد فى مختلف البيئات والكائنات بسبب الأنشطة الصناعية التي سببت الاحتباس الحراري.. ذلك فإن الدول ممثلة فى الأمم المتحدة تسعى لتخفيف المخاطر أو التكيف مع الأوضاع القائمة؛ لأن خطر التغير المناخى أصبح أسرع وتيرة من آثار الكورونا والحروب مجتمعة.
من أجل ذلك تأمل دول العالم أن يتحقق إنجاز جديد أو يتم تفعيل قرارات فى مؤتمر الأطراف القادم cop27 الذي ستتولى مصر رئاسته ويعقد فى مدينة شرم الشيخ نوفمبر القادم، وتتحمل مصر مسؤولية إنجاح المؤتمر محليا وعالميا.
مؤتمر الأطراف "cop"
لمن لا يعرف الكثير عنه هو هيئة اتخاذ القرارات ويشرف على مراقبة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتشارك فيه 197 دولة، ويعقد مؤتمر الأطراف سنويا منذ 1995 وكان أهم cop ذو فاعلية هو cop21 الذي عقد فى باريس 2015، حيث وقعت أول اتفاقية دولية بشأن المناخ المعروف باتفاقية باريس.
وأهم ما تحويه الاتفاقية اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومراجعة مساهمات كل طرف أو كل دولة لتقليل آثار التغير المناخى مع توضيح كيفية المعالجة الطبيعية، ورغم ذلك لم تحقق مؤتمرات الأطراف السابقة ما تأمل له الشعوب للحفاظ على الحياة الطبيعية، ومنها انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس فى 2017.
لذلك تسعى مصر إلى تحقيق أكبر قدر من النجاح والإنجاز ويتأتى ذلك من اهتمام القيادة السياسية بضرورة توافر كل عناصر التميز فتم تشكيل اللجنة الوزارية العليا المناخ رئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على متابعة أعمال اللجنة والتركيز على التفاصيل اللوجيستية والتنظيمية، وتتحمل وزارة البيئة الدور الأكبر فى الإعداد والتنسيق وإظهار الجهود المصرية لتقليل الانبعاثات وتدعيم المشروعات الخضراء ومشروعات التنمية المستدامة.. الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المنسق الوزارى لمؤتمر الأطراف تبذل جهدا كبيرا مستعينة بفريق عمل متميز من خبراء البيئة والمناخ علاوة على فريقا للتواصل مع القطاعات الصناعية وآخر للتواصل مع طبقات المجتمع مثل المنظمات الأهلية والمرأة والشباب، وذلك بهدف رفع الوعى بقضية المناخ والمشاركة فى إنجاح مؤتمر الأطراف المنعقد فى مصر بتقديم الجهود الشعبية أو قصص النجاح لعرضها بالمؤتمر.
التوعية أو رفع الوعى من خلال وسائل الإعلام
هى إحدى محاور خطة وزارة البيئة، وذلك لتوضيح حالة الطبيعة خارجيا ومحليا، حيث تقوم إدارة التخطيط والتدريب والتوعية بالتواصل مع كافة الوزارات والهيئات وممثلى المجتمع المدنى للتوعية، واستعراض الأفكار والمشروعات لخدمة قضية المناخ، كما يقوم المركز الإعلامى بالوزارة بتوفير المعلومات والبيانات لكل وسائل الإعلام لتصل المعلومة لكل الناس.
بهدف تعزيز القدرات نظمت وزارة البيئة مؤخرا ورشة عمل للصحفيين أعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب خالد مبارك بعنوان "مستجدات قضية التغيرات المناخية ودور الإعلام"، وذلك بمحافظة الفيوم، حيث أشارت المهندسة سماح صالح مدير عام التنمية البيئية ووحدة التنمية المستدامة إلى أهمية رفع الوعى بقضية التغيرات المناخية وتقديم المعلومات الكاملة حول دور مصر ووزارة البيئة فى التصدى لهذه القضية، وأيضا دور المجتمع الدولى والمنظمات العالمية، وتعريف فئات المجتمع المصري بآثار تغير المناخ الذي أصبح الجميع يلمسه.
الدكتور أحمد وجدى مدير مشروع بناء القدرات أوضح أن التغير أصبح الجميع يلمسه.
الدكتور أحمد وجدى مدير مشروع بناء القدرات أوضح أن التغيرات المناخية كانت تحدث بشكل طبيعى على مدار سنوات طويلة وكان هناك سنوات اختفى فيها الجليد، وارتفعت مناسيب المحيطات والبحار بدليل أن المياه كانت تصل لمنطقة الفيوم، وتم اكتشاف هياكل الحيتان فى التربة بعد انحسار البحار عنها.. لكن من بعد الثورة الصناعية و بالتحديد فى ال30 سنة الأخير شهد الكوكب تغيرا كارثيا بسبب تسارع معدل التغير المناخى بشكل لم تعد الكائنات الحية التأقلم معها أو الحياة بها، بل إن الإنسان أصبح يجد صعوبة كبرى فى التكيف مع ظواهر التغيرات المناخية، واستعرض د. وجدى الإجراءات المصرية للحد من الآثار السلبية التغيرات المناخية والمشروعات التي تعنى بالظاهرة، منها مشروع عن تأثير التغيرات المناخية على التراث الإنساني.
الدكتور سمير طنطاوى عضو الهيئة الدولية للتغيرات المناخية ومدير مشروع الابلاغ الوطني الرابع للتغيرات المناخية أشار إلى أنه تم الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، والتي تشمل حافظة مشروعات استثمارية سيتم إطلاقها قبل انعقاد مؤتمر الأطراف، وذلك بعد اعتمادها من المجلس الوطني لتغيرات المناخية برئاسة رئيس مجلس الوزراء منها 4 مشروعات تمول من صندوق المناخ الاخضر أهمها مشروع خاص بحماية السواحل .
وأضاف د طنطاوى أن العالم مازال بعيدا عن مسار استقرار درجة الحرارة عالميا عند 1.5 درجة مئوية، وأنه لم يسدد سوى 10٪ فقط من ال100 مليار دولار التي وعدت بها الدول الكبرى المتسببة فى الاحتباس الحراري الدول المتضررة من التغير المناخى لتعويض خسارتها بمشروعات التخفيف والتكيف.
"رسائل مناخية ذات أهمية قصوى"
محاضرة هامة ألقاها د. كريم عمر الخبير الدولى فى مجال التنوع البيولوجي وصون الطبيعة شرح خلالها بعرض مصور شيق تغير 75٪ من مساحة الأراضى بالكرة الأرضية، و 66٪ من مساحة المحيطات آثارا متراكمة من التغيير، وفقد ما يزيد علي 85٪ من مساحات الأراضى الرطبة حول العالم وانخفاض الإنتاجية الزراعية فى 23٪ من مساحة اليابسة فى العالم، والأخطر أن معدل الانقراض أصبح أسرع 10.000٪ عن المعدل الطبيعى، فنحن نعيش فقط ب 1٪ من التنوع البيولوجي الذي كان موجودا سابقا.. فردم البحيرات حتى لو بهدف الزراعة يقلل من التنوع البيولوجي، وتواجد الكائنات الحية مرتبطة ببعضها، فممكن نتخلص من كائن فيهلك معه كائن آخر.. مثلا نبات البوص الموجود فى المياه يعمل على تنقيتها.
قد نظمت وزارة البيئة رحلة ميدانية إلى وادى الحيتان، أتاحت لنا خلالها الأستاذة هبة معتوق رئيس المركز الإعلامى بوزارة البيئة ومحمد مصطفى مدير إدارة التخطيط والتدريب والتوعية بالوزارة، كل المعلومات والاطلاع ميدانيا على أفضل مناطق التراث العالمى.



