الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

عادات وتقاليد رمضانية في أرض الفيروز

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يتسم شهر رمضان بالعديد من المظاهر التي تختلف من بلد إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى، سواء قبل الإفطار أو بعده.

 

 

وفى سيناء عمومًا، وفى شمال سيناء خاصة، يتم الإفطار اليومي بصفة جماعية في دواوين القبائل والعائلات، حيث يقوم كل بيت بإخراج الإفطار في الديوان، ويتسابق كل واحد على إحضار من يفطر معه من عابري الطريق والمغتربين وهي عادات ما زالت موجودة.

 

 

وعادة ما يبدأ إعداد القهوة قبل الإفطار بصحن البن وإعداد بكارج القهوة ليتم توزيعها بعد الإفطار مباشرة مع الشاي على الحاضرين. ويؤكد المؤرخ السيناوى عبد العزيز الغالي عضو اتحاد الكتاب أن عادات سيناء الرمضانية قديما كانت تتسم بالبساطة والألفة والتآلف من حيث العلاقات القوية بين الأهالي.

 

 

وأشار إلى أن الاختراع المسمى بالتلفاز لم يكن قد ظهر بعد، فكان الناس بعد الإفطار وصلاة التراويح يأنسون بعضهم البعض بالزيارات والمقابلات وتبادل الهدايا والحلوى الرمضانية، وكان بعض الأعيان في ذلك الوقت أمثال: حسين بك قويدر والشيخ سمري مرعى والحاج على سالم بدوى يفتحون مقاعدهم ودواوينهم ودورهم لتتلى فيها القرآن، حيث كانوا يستقدمون كبار القراء. فيستمع إليه الحاضرون حتى موعد السحور، وكان الأطفال يصنعون فوانيسهم بأيديهم من فوارغ المعلبات والكانزات الصفيح ويضعون فيها الشموع ثم يسيرون في الشوارع وأزقة مدينة العريش ليتغنوا بالأغاني الرمضانية:

 

" حالو يا حالو اديني بقشيش يا حالو " ويمرون على أصحاب المحلات لينفحوهم بعضا من النقود أو الحلوى، وإذا ما اقترب العيد يتحولون إلى المرور على المنازل فينفحوهم بعض الكعك والبسكويت والغريبة والحلوى وغيرها.

 

وأضاف أن طعامهم أيضا كان بسيطا، فكان إفطارهم أو سحورهم موزعا ما بين اللصيمة والجريشة وحرقة الأصبع أو الورقيات كالملوخية والسبانخ والسلق والحمصيص وغيرها من الأكلات البسيطة، وكان لزاما على كل بيت فى الأسبوع الأول من شهر رمضان أن يستضيف جيرانه من العزاب المغتربين والذين لا يوجد عائل لهم، وذلك استحقاقا للجيرة والصداقة.

 

 كما كانت بعض الدواوين تفتح أبوابها لاستقبال المغتربين والفقراء قبل أن تتولد فكرة موائد الرحمن، وكان أهل الدواوين أنفسهم يفطرون معهم منعا لإحراجهم.

 

وتعتبر الفتة باللحم من أشهر وجبات الإفطار، وهي سهلة الهضم ومريحة للمعدة وتتم هذه الأكلة عدة مرات طوال شهر رمضان المعظم وهي عادة أصيلة في القبائل العربية بسيناء.

 

ويقوم بعض المواطنين بعمل مريتة العجوة باللبن ويشربونها بعد الإفطار بدلا من العصائر وهي دسمة ومفيدة جدا ومريحة للمعدة وتعتبر من أهم المشروبات الرمضانية القديمة في سيناء.

 

تم نسخ الرابط