اللواء أيمن حلمي: "الداخلية" حافظت على هيبتها وتماسكها في "عام الإخوان" رغم الاستفزازات
ترجمة البيانات الأمنية لأكثر من لغة لإيصال الحقيقة للشعب والعالم كان من أولى مهامنا.. وسيطرنا بصلابة على محاولات اختراق "الداخلية" من خلال الإرهابي "أيمن هدهد" والضباط الملتحين
يختص اللواء أيمن حلمى، مدير الإعلام الأسبق بوزارة الداخلية، إبان حكم جماعة الإخوان الإرهابية، "بوابة روزاليوسف"، بهذا الحوار الذي يعد الأول منذ ترك منصبه، وفيه يخرج عن صمته ويفتح خزانة أسراره عن عام كان الأكثر صعوبة فى تاريخ مصر الحديث.
عام أسود خشى فيه الناس على أموالهم وأعراضهم، وكادت مصر تدخل فى آتون حرب أهلية طاحنة لا تبقى ولا تذر، فماذا قال وهو الذي كان أحد المسؤولين الكبار فى وزارة يعد حفظ الأمن وأمان الناس مسؤوليتها الأولى والأخيرة.
مرت وزارة الداخلية بأوقات عصيبة خلال عام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكان رجال المركز الإعلامي يواصلون الليل بالنهار وعلي مدار الساعة، فهم حلقة الوصل بين ما يجرى على أرض الواقع وبين الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة، وما يصدر منهم له ما له من تداعيات، قد تزيد الأمور الأمور المعقدة بالفعل تعقيداً.

يقول اللواء أيمن حلمي لـ "بوابة روزاليوسف: إن التعاون الوثيق بين وزارة الداخلية والقوات المسلحة دائم ومستمر، حيث يقومان بدورهما الوطني في العمليات الأمنية، وضبط القضايا الكبرى بجميع أنواعها، ومنها ما يتم على الحدود فى ظروف شديدة القسوة والتعقيد، مثل قضايا تهريب السلاح تحديداً، والمخدرات، ثم لاحقاً عمليات تطهير سيناء الحبيبة من عناصر الإرهاب والتطرف، وكذلك شن ضربات أمنية استباقية، للمهربين والخارجين عن القانون، والأهم تأمين البلاد من خطر الإرهابيين، خاصة فى الفترة العصيبة خلال حكم الجماعة الإرهابية.
ويذكر اللواء أيمن حلمى، عملية مداهمة خلية عرب شركس الإرهابية، والتي كشفت للرأى العام خطورة ما كان يدبر لمصر.
وأشار إلي أن هذا التعاون أتي بثماره فى شكل تحسن واضح للوضع الأمني، وتعافي جهاز الشرطة بكافة فروعه.
وكشف اللواء أيمن حلمي، أن معلوماته كانت تؤكد وتشير وتحذر من سعى جماعة الإخوان الإرهابية للتغلغل في وزارة الداخلية، شأنها في ذلك شأن جميع مؤسسات الدولة، وذلك فى سبيل ما يعرف لدى الجماعة الإرهابية بـ"التمكين"، وأوضح أن الجماعة الإرهابية حاولت أيضاً وبدأب التغلغل في المحليات، وفي وزارة الكهرباء، وكانت الأجهزة المعنية على علم بذلك وترصد بدقة تلك المحاولات.
موضحاً أن وزارة الداخلية عانت فى ذلك الوقت من محاولات الزج بها فى آتون معركة وهمية عرفت فى ذلك الوقت بقضية الضباط الملتحين، وهى معركة وهمية لأن لوائح المؤسسة الأمنية المتمثلة فى وزارة الداخلية لا تسمح بوجود ضابط أو فرد ملتحٍ، فهى قائمة على الانضباط والهندام جزء لا يتجزأ من لوائحها الانضباطية، وبالتالى فإن السماح بإطلاق اللحى كان خطوة لهدم المؤسسة من أساسها، وفى تلك الفترة كانت محاولات إلحاق أفراد من شباب الجماعة بأكاديمية الشرطة تتم أيضاً على قدم وساق.
وقال: إن مكتب الإرشاد قام بزرع القيادى الإخوانى أيمن هدهد في مكتب وزير الداخلية، بدعوى أنه سيكون حلقة الوصل بين رئيس المعزول محمد مرسى، ووزير الداخلية، لكن الحقيقة أن وجوده كان لجمع المعلومات عما يدور داخل المؤسسة ومعرفة كل صغيرة وكبيرة، وإيصالها لمكتب الإرشاد، ومن ذلك مثلاً الحركة العامة للوزارة وتحركات وتنقلات القيادات والضباط، وما يدور داخل أروقة الوزارة، ولا يخفي على أحد الاستفزازات التي كانت تأتي من القيادى الإخوانى محمد البلتاجي آنذاك، والغضب العارم الذي كان ينتاب قيادات الوزارة والضباط من تدخلاته المستفزة.
وأضاف اللواء أيمن حلمى، أن الإخوان دفعوا بالضباط الملتحين وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وفصلهم بحكم قضائي، ومنهم من تم إلقاء القبض عليه بعد ثبوت تورطه فى أعمال إرهابية في سيناء.
وأوضح أن وزارة الداخلية، رغم كل ذلك نجحت فى الحفاظ علي تماسكها وهيبتها من خلال قياداتها المخلصة ووزراء الداخلية المتعاقبين عليها، الذين تحملوا المهمة بصبر وثبات، وكذلك من خلال ثقة الضباط في أنفسهم، وفي الشعب المصري العظيم.
وقال إن قطاع الإعلام والعلاقات في وزارة الداخلية تكاتف مع وسائل الإعلام المختلفة، مع إحساس الجميع بالخطر المحدق بالبلاد، وكان العمل يجرى ليلاً ونهاراً علي مدار الـ24 ساعة، لترجمة البيانات الإعلامية والصحفية لأكثر من لغة، لإيصال رسالة الداخلية المصرية للعالم أجمع، مشيراً إلى أن قطاع الإعلام والعلاقات العامة تعاقب عليه رجال مخلصون صدقوا ما عاهدوا الله عليه، في مرحلة صعبة، وأذكر منهم اللواء مروان مصطفى، واللواء عبد الفتاح عثمان، واللواء أبو بكر عبدالكريم، واللواء هاني عبداللطيف، واللواء محمد المنادي، واللواء أشرف العناني.

أشار اللواء أيمن حلمى، إلي أن جماعة الإخوان الإرهابية، قامت بتنفيذ أعمال إرهابية استهدفت وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ووقتها عاد الوزير بعد نجاته من العملية مباشرة إلي مكتبه بالوزارة، رغم وجود مصابين من طاقم حراسته، لممارسة مهامه، وعقد اجتماعاً مع القيادات وتم تشكيل فريق أمني مكبر، لكشف خيوط المؤامرة الإرهابية.
وقال اللواء أيمن حلمى، إن الجماعة الإرهابية استهدفت أيضاً اللواء محمد سعيد، مدير المكتب الفني لوزير الداخلية فى ذلك الوقت، وللأسف استشهد في شارع الهرم بالجيزة، بعد إطلاق الرصاص عليه أثناء خروجه من منزله متوجهاً لمكتبه فى الوزارة. ولم تتوقف الأعمال الإرهابية الخسيسة، لكن كان رجال الشرطة بالمرصاد للجماعة الإرهابية وأذنابها.
واختتم اللواء أيمن حلمي، حديثه الموجز بقدر ما تسمح متطلبات الأمن القومى، قائلاً إن جهاز الشرطة جهاز وطني منذ نشأته، وتاريخه يشهد بأن أبناءه قدموا أرواحهم والغالي والنفيس ليحيا الوطن.
وقال إن جهاز الشرطة حافظ رغم كل الصعوبات علي هيبته واستعاد بصلابة الأمن والأمان للوطن وأبنائه، وكان بالمرصاد للجماعة الإرهابية وأذنابها وللخارجين عن القانون.
يذكر أن المحرر كان قد نشر فى صدر الصفحة الأولى بجريدة "روزاليوسف اليومية" تقريراً بتاريخ 22 أكتوبر 2014، وهذا رابط التقرير
https://daily.rosaelyoussef.com/77690/%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D9%85%D9%86%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9
كشف بالأسماء عن محاولات الجماعة الإرهابية اختراق وزارة الداخلية، من خلال ضباط ذوي توجهات تؤمن بأفكار الجماعة الإرهابية، كما كشف التقرير عن كل محاولات الجماعة للتغلل في أروقة الوزارة، وذلك تحت عنوان "ضباط منتمون للإخوان على قوة الداخلية".



