عادل القليعي يكتب: هكذا قالها الرئيس.. لن يثنينا إرهابكم الغاشم عن مواصلة المسير
أهدي هذا المقال لأبطالنا المرابطين على حدودنا يدافعون عن مقدراتنا ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
تعجز الكلمات عن وصف ما يحدث بل ومحابر أقلامنا أصبح مدادها دماء الشهداء. حوادث قتل وسفك للدماء هنا وهناك في كل يوم نسمع أخبارا مؤسفة، إرهاب غاشم يحصد أرواح المرابطين المجاهدين حماة الأوطان الخطب جلل والفاجعة والمصيبة أجل.
وكيف لا وخيرة شبابنا وفلذات أكبادنا تروي دماؤهم الطاهرة بأيدٍ عاهرة، تروي دماؤهم الأرض، ولكن الأرض لا ولن تشرب الدماء ولا لن نبكي وننتحب كالنساء وإن كان البكاء جد مباح، لكننا والله رجال ومن استشهدوا رجال من أصلاب رجال أي وربي ومن أطهر الأرحام. سبحانك ربي أي دين يدين به هؤلاء أي دين يبيح القتل وسفك الدماء أي فكر اعتنقوه وأي فتوى أباحت واستحلت بل وتلذذت بإزهاق أرواح الأبرياء، ليس ثم دين سماوي أو حتي أرضي يشرعن للقتل، إنه دين من لا دين له، إنه دين الشيطان الذي سيتبرأ يوم القيامة منهم ويقول لماذا اتبعتم غوايتي لماذا سرتم خلفي؟، ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي. وكذلك وفتوي أهل الزيغ والبهتان والضلال الذين سيطروا علي عقول بعض الشباب والحجة الجهاد، جهاد من الكفار لماذا لأنهم لم يحكموا بكتاب الله تعالى وكل من يخدم أو يعمل معهم كافر مثلهم، ما هؤلاء التجار الذين يتاجرون بالدين والدين منهم براء.
ويتجدد الإرهاب الغاشم ويطل علينا برأسه من جديد، فما أشبه اليوم بالبارحة، شهداء جدد يقدمون أرواحهم فداء للوطن، حماية للوطن من هذه الشرزمة الحقيرة التي باعت أنفسها للهوى والغواية. هل ننسي يا سادة ماحدث مع شهداء العريش الأخيار في فجر يوم العيد من ثلاثة أعوام تقريبا، الناس تذهب فرحة سعيدة لصلاة العيد بعد أن من الله عليهم بإكمال عدة الصيام مهنئين بعضهم البعض يتبادلون السلامات والهدايا والرجال علي الثغور، وعلي الحدود يقتلون، ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء الشباب، خيرة الشباب حماة الوطن هل لأنهم لبوا نداء حي علي الجهاد. وليس العريش وحدها بل إرهاب خائن جبان يطل برأسه القبيح هنا وهناك واعتداءات سافرة حقيرة تارة علي عباد نساك في كنائسهم يحتفلون بقداسهم واعيادهم.
ومصلين سجدا ركعا في مساجدهم وقوف بين يدي الله تمتد إليهم يد الغدر والخيانة وتفتح عليهم النيران من كل حدب وصوب. ما الجرم الذي ارتكبه هؤلاء وهؤلاء إلا أنهم قالوا ربنا الله ولبوا نداء الصلاة. صدق فيهم قوله تعالى (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله علر نصرهم لقدير) حقا الإرهاب الغاشم لا دين له ولا وطن.
أيها القتلة يا من نصبتم أنفسكم قضاة وجلادين كيف سولت لكم أنفسكم تقتلوا بحجة حماية الدين من المارقة والله مروقكم من الدين فارق مروق الخوارج الذين استجار بهم الكفار فأجاروهم لأنتم أشد منهم فجورا (إنك لا تسمع الموتي ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين).
الذين أفتوكم وشرعنوا لكم القتل، ألم يمر عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم، لأن تهدم الكعبة والنبي يعلم مدي حرمتها علي الله، لأن تهدم حجرا حجرا ولا أن يراق دم امرئ مسلم، أما حفظوكم مثلما أرضعوكم لبن القتل حديث النبي من لوح بحديدة في وجه أخيه فليتبوأ مقعده من النار، لكن الكفر ملة واحدة والقتلة لا يسمعون ألا صوتا واحدا هو صوت الشيطان، الشيطان سول لهم وزين لهم. أما يعلم هؤلاء أن هؤلاء الجنود مجاهدون مرابطون على الحدود في سبيل الله، عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله. أما يعلموا إنه من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون نفسه فهو شهيد أليست كل هذه المعاني تجمعها كلمة واحدة (الوطن) يا عديمي الوطن والمواطنة ألم تتحقق الشهادة لهؤلاء تتحقق لمن، لكم ألا سحقا لكم، شباب في ريعان الشباب لبوا نداء ربهم بنفوس راضية مطمئنة زفتهم الملائكة إلي الجنان تنتظرهم الحور العين (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
فالشهيد حي ويشفع في سبعين رجلا من آل بيته بل ويكون رفيقا للنبي صلي الله عليه وسلم (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفي بالله عليما). وأنتم يا تيجان الرؤوس يا أهل الشهداء يا من كبرتم وتعبتم وسهرتم وقدمتم أبناءكم للشهادة اعلموا أن الله معكم ولن يتركم أعمالكم (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس).
وأنتم أيها الأطفال الذين فقدتم اباءكم ارفعوا رؤوسكم عالية إلى عنان السماء وتغنوا بمآثر آبائكم واعملوا أن اباءكم ضحوا بارواحهم من أجلكم لا من أجلنا جميعا (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين) نعم أي والله مؤمنون بقضاء الله وقدره حلوه ومره خيره وشره(لا تحسبوه شرا بل هو خير) ونؤمن بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (كل المسلم علي المسلم حرام، ماله ودمه وعرضه). اللهم يا منتقم يا جبار سلط علي هؤلاء القتلة سيف انتقامك، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبقي منهم أحدا.
رب أنزل برد سكينتك علي ذوي هؤلاء الشهداء وافرغ على أمهاتهم واباءهم وازواجهم وابناءهم صبرا جميلا، واحفظ علينا بلادنا سلما وسلاما وأمنا وأمانا وهدوءا واستقرارا. اللهم ثبت مرابطينا على الثغور والحدود وافرغ على قلوبهم القوة والشجاعة وحب الوطن الذي هو فرض عين علي كل من يحي به يتنفس هواءه ويشرب من مائه ويأكل من خيره، واحفظ قادتنا ووفقهم لما فيه خير البلاد والعباد. ما دفعنا والله شيئ اللهم إلا حب هذا البلد الطيب اهله وبشاعة ما يحدث من قتل وسفك دماء، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون. حسبنا الله ونعم الوكيل هو مولانا وعليه فليتوكل المتوكلون.
هذه ورودي أهديها لكل من ذاق طعم الشهادة في سبيل الله ،الي كل من جاد بروحه في سبيل هذا الوطن الحبيب، إلى كل من استشهد من أجل قضية عادلة دافع عنها بكل ما أوتي من قوة، إلى شهداء أوطانهم في كل مكان، فالشهادة في سبيل الله تعالى اصطفاء.



