عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أطفالنا في المدارس

أطفالنا في المدارس

ورود تتفتح كل صباح نستنشق أريجها، وهي تغدو وتروح إلى المدارس كالطيور المحلقة، قاصدة عشها الصغير، براءة هؤلاء الأطفال ظاهرة الوضاءة، وهم كنوز مغلقة ودرر مكنونة وبيوت نبنيها وثروة نستثمرها فلا تضيعوها.



 

فلنحسن التربية والبناء وجمع الأموال والاستثمار، حتى لا نصدم عندما تتفتح تلك الكنوز، فلا بد أن نجد اللؤلؤ المكنون والجواهر الثمينة، ولا نرضى بغير ذلك، أما الأصداف فلا مكان لها بيننا.

هنا يأتي دور التنشئة السوية، سواء الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية، خاصة في فترة الدراسة، فترة انفتاح التلاميذ على بعضهم البعض، وفترة انفتاح طفلك على الآخر، هي بمثابة حياة جديدة وعالم آخر غير الذي كان يعهده في المنزل، فعلينا أن نجتهد جميعًا في هذا الموسم، موسم المدارس، آباء قبل الأبناء، فدور الأب أو رب الأسرة متابعة الأطفال في دراستهم وتعليمهم وتوفير لوازم العملية الدراسية من ملبس ومأكل وأدوات مدرسية، ولكن ليس هذا فحسب، فمعرفة الكتب التي يقرأونها أمر واجب، سواء المدرسية أو الترفيهية، وتغذية عقولهم بالثقافة والفهم والتنوير والنصح والإرشاد، فتغذية العقل أهم وأجدى من تغذية الجسد، وإن كانت الأخرى ضرورية.

وما نجده من تطرف فكري وسلوكي، هو نتاج طبيعي للتربية الخاطئة فلا يمكن أبدًا بأي حال من الأحوال أن يكون طفل أو شاب نشأ على التدين الوسطي وتطرف أو نشأ على الأخلاق الحميدة والسلوك القويم وانحرف، لا وألف لا، الانهيار ليس وليد الصدفة، والحظ لا يأتي جزافًا، فالحظ لا يأتي إلا لمن يستحق.

فالسقوط في الهاوية، هو نتيجة طبيعية وحتمية لأزمات وأمراض خطيرة، نشأت في المنزل ولم تجد من يؤاسيها أو يداويها.

والحقيقة الغائبة، أن التربية أو نمط التفكير لا يتعلق بالمستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، فالفقر مثلًا لم يكن عائقًا أمام الأخلاق، فأبناء الفقراء ليسوا لصوصًا، ولكن اللصوص هم أبناء التربية الخاطئة، سواء أغنياء أو فقراء، هم أبناء العقول المتحجرة والنفوس الضعيفة، هم أبناء الآباء الذين تركوا الحبل على الغارب، هم أبناء الخُشب المسندة، الذي يجلسون على الأرائك ينظرون بلا تعقيب أو حسيب أو رقيب.

يا سادة عليكم بالمتابعة والمثابرة والمساندة والحلم والعلم مع أطفالنا الصغار، فمصر ترجو منكم جيلًا فتيًا سالم البنية، مقدامًا قويًا، عليكم بالأخلاق الحميدة والكريمة واغرسوها في عقول الأبناء، انبذوا الجهل والعنف.. وأخيرًا من جد وجد ومن زرع حصد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز