ألف رحمة ونور على روح الأميرة ديانا.. أميرة القلوب بحق وحقيقى.. والتي لابد أنها تنتفض غيظاً وقد صارت غريمتها ضرتها ملكة على إنجلترا وقد فازت بالجولة الأخيرة فى مسلسل الصراع العلنى بين الزوجة والعشيقة التي فازت بعقل وقلب تشارلز ولى العهد ثم ملك إنجلترا مؤخرًا.
صحيح أن ديانا قد غابت عن الصراع لظروف قهرية هى الوفاة المفاجئة والدراماتيكية.. لكن الصراع لم يتوقف أبدًا.. وقد انحاز الشعب البريطانى إلى جانب ديانا المحبوبة.. وقد جاء تتويج كاميلا كملكة لبريطانيا.. جاء ليضع فصل الختام فى الرواية التي استمرت لأربعين عاما بالتمام والكمال!.
ولعل الخيبة قد بدأت مبكرًا فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى عندما خضع تشارلز للتقاليد الملكية وتزوج من ديانا.. مع أنه كان أشهر عزاب أوروبا.. مشهور بجولاته ومغامراته فى عالم الجنس اللطيف.. وقد كان الضيف الدائم فى الولائم والأفراح الملكية التي كان ولى العهد البريطانى يمثل لها أملا بالزواج من إحدى بناتها.
خضع تشارلز للضغوط العائلية وانحاز للتقاليد الملكية الصارمة واختار الزواج من ديانا الصغيرة التي تملك جميع المواصفات المطلوبة لزوجة ولى العهد.. فهى تنتمى لعائلة أرستقراطية ثم إنها هادئة وجميلة ..شيقة وأنيقة.
وفى بريطانيا يحسبونها بالمليم.. ولو كان جيب حضرتك خاويًا ستنام خفيفًا.. أما لو كنت من ذوى الفلوس والشيكات فأنت مطلوب وسوف يحملونك على كفوف الراحة.
وكان اللورد سبنسر؛ والد ديانا.. من النوع الأول.. نفخة كدابة فقر وعنطزه.. ورث لقبًا نبيلاً.. لكن جيوبه أنظف من الصينى.. ثم أنه رجل مزواج.. طلق أم ديانا وتزوج من حيزبون ثرية.. يعيش على فلوسها.. ويسهر فى المطاعم والبارات ويشرب على حساب المدام. لهذه الأسباب تركت ديانا بيت الوالد مبكرًا واشتغلت مدرسة أطفال فى حضانة متواضعة.. واشتركت مع اثنين من الصديقات فى شقة مشتركة يتقاسمن الإيجار والكهرباء وحساب البقال!.
ولأنها ابنة لورد.. سمحوا لها بدخول القصر الملكى فى الحفلات وحضور الولائم والأفراح.. وفى واحدة من تلك الحفلات تعرف الأمير تشارلز بديانا.. خاصة أنه كان يبحث عن عروس يكسر بها حاجز العزوبية.. خصوصًا أن بعض بنات العائلات الأرستقراطية رفضن الارتباط به.. وعلى سبيل المثال رفضت واحدة اسمها كاميلا الزواج منه والدخول فى سجن الملكية والتقاليد التي أكل الدهر عليها!.
وتزوجت ديانا تشارلز.. وقد انبهرت به كثيرًا.. لكن تشارلز لم ينس أبدًا أن كاميلا باركر التي وقع فى غرامها مبكرًا قد رفضته ذات يوم.. فاندفع يحاول النيل منها رغم زواجها من ضابط بالجيش البريطانى.
وعاد الحب من جديد وكانت ضحيته ديانا الجميلة التي حاولت إنقاذ الزواج دون فائدة.. فكان الطلاق.. والدخول فى قصص ومغامرات عاطفية.. انتهت لنهاية دراماتيكية بالحادث الشهير الذي أودى بحياة ديانا.. أميرة القلوب والملكة المتوجة على عرش المحبين!.



