استعدت مصر لإجراء الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤م بعرض البرامج الانتخابية للمرشحين الأربعة من خلال إقامة اللقاءات والمؤتمرات الجماهيرية بكل محافظات مصر، وذلك تمهيدًا لفتح باب الاقتراع في الفترة (١٠-١٢) من شهر ديسمبر الجاري، "العرس الديمقراطي" الذي ينتظره المواطنون بترقب شديد، كونه واجبا وطنيا ومعيارا يقيس قوة الوعي السياسي لدى المواطنين.
اتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات والتدابير لضمان تيسير إجراء عملية الاقتراع بالانتخابات الرئاسية في جميع أنحاء الجمهورية، وللتأكيد على مدى شفافية ونزاهة العملية الانتخابية والوصول بها إلى بر الأمان بشكل عادل أمام المجتمع الدولي، حيث قامت الدولة بإنشاء قاعدة بيانات الناخبين المصريين البالغين من العمر ١٨ عاما أو أكثر، كما جهزت مراكز الاقتراع بكل أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى تعيين مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات، وتعزيز الأمن بجميع المقرات الانتخابية بجميع محافظات مصر، فضلا عن إصدار الهيئة الوطنية للانتخابات العديد من البيانات والتصريحات والتقارير الرسمية، وذلك لمنع نشر الأخبار الكاذبة والتقارير المضللة عن الانتخابات، بالإضافة إلى وقوفها على مسافة واحدة من مرشحي الرئاسة الأربعة. الأمر الذي أسهم في إشادة المراقبين الدوليين، ومنظمات حقوق الإنسان بهذه الاستعدادات، وأعربوا عن ثقتهم في أن هذه الانتخابات ستجرى بشكل عادل ونزيه، وخطوة مهمة نحو تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون في مصر.
جدير بالإشارة أن هناك ٤ مرشحين يتنافسون على رئاسة الجمهورية ٢٠٢٤م، وهم: عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، "عبد الفتاح السيسي"، رئيس الجمهورية الحالي، الذي يحظى بشعبية واسعة بين قطاعات الشعب المصري، وتمكن من تحقيق العديد من النجاحات في الكثير من المجالات (الاقتصادية، والتنموية، والسياسية "الخارجية والداخلية") وتحقيق الاستقرار السياسي في مصر بعد ثورة ٢٠١١م، وإعادة بناء الاقتصاد المصري إثر الأزمة الاقتصادية العالمية، ومكافحة الإرهاب في مصر والمنطقة، وكذلك موقفه الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية خاصة الأحداث الأخيرة بقطاع غزة، مما يؤكد وعيه وحكمته في التعامل مع الأزمات بالداخل والخارج، بشهادة عربية وإفريقية ودولية.
بينما المرشح الثاني وهو المهندس حازم محمد سليمان عمر، "حازم عمر"، حاصل على بكالوريوس هندسة جامعة الإسكندرية ١٩٨٦م، وهو مؤسس ورئيس حزب الشعب الجمهوري، وقد ساعده منصبه كرئيس لجنة الشؤون الخارجية العربية والإفريقية بمجلس الشيوخ، على فتح قنوات تواصل مع العديد من قادة الدول والسياسيين البارزين، كما يتمتع بعلاقات متوازنة ومتميزة مع الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا ودول الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية وإفريقيا، كما شارك في اتفاقية الميركاسور في عام ٢٠٠٩م.
أما المرشح الثالث وهو محمد فريد سعد زهران، "فريد زهران"، فهو سياسي له تاريخ نضالي طويل، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، له دور بارز خلال ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو وكان عضوا بجبهة الإنقاذ الوطني التي تشكلت في ٢٠١٢م، له العديد من المواقف الوطنية، وشارك في تأسيس اللجنة الشعبية المصرية لدعم الانتفاضة الفلسطينية عام ٢٠٠١م، واللجنة الشعبية لمكافحة الإرهاب عام ١٩٩٢م، والحركة المصرية من أجل التغيير.
أما عن المرشح الرابع وهو عبد السند حسن محمد يمامة، "عبد السند يمامة"، فهو حاصل على ليسانس حقوق جامعة القاهرة، ودبلوم القانون الدولي، ودكتوراه في القانون من جامعة نانسي بفرنسا ١٩٨٨م، فقد أصدر ٢٨ مؤلفا قانونيا، وهو رئيس حزب الوفد منذ عام ٢٠٢٢م، ورئيس اللجنة التشريعية والدستورية سابقا، وعضو لجنة المئة التي وضعت دستور ٢٠١٢م، كما أنه عضو لجنة الدفاع في أكبر قضية في تاريخ المحاماة والتي تتعلق بمطالبة ١٥ مكتب محاماة أمريكي بتعويض يبلغ قيمته ١٣ تريليون دولار عن ضحايا انهيار برجي التجارة العالمي في نيويورك في أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م، وحصل على حكم لصالح موكليه.
أخيرا وليس آخرا من منا لا ينتظر الانتهاء من إجراء الانتخابات الرئاسية وإعلان الرئيس الفائز، من أجل استكمال مسيرة البناء والتنمية التي بدأت في عصر الرئيس السيسي، الكل يحلم ببناء الجمهورية الجديدة، من منا لا يحلم برئيس يتمتع بالحنكة والحكمة في إدارة الأزمات والقضايا الدولية، وصاحب رؤية استراتيجية في وضع الحلول لكل الملفات الشائكة، لكي تحيا مصر آمنة مطمئنة. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر .



