الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

كل ما تريد معرفته عن "عفرين" وعملية "غصن الزيتون" التركية

كل ما تريد معرفته
كل ما تريد معرفته عن "عفرين" وعملية "غصن الزيتون" التركية
كتب - مصطفى سيف

تحظى "عفرين" بأهمية كبيرة لكل من تركيا والأكراد على حد سواء، حيث تشكل خسارتها للأكراد خسارة إحدى أهم المقاطعات الاستراتيجية والاقتصادية. بينما تسعى تركيا لإحكام قبضتها على تلك المنطقة لوقف التمدد الكردي على حدودها.

عفرين تقع في شمال غرب سوريا على الحدود التركية، محاذية لمدينة "أعزاز" من جهة الشرق، ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب، وتحاذي الحدود التركية من جهتي الغرب والشمال.

وعفرين منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافيًّا عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا.

وقد ارتفع عدد الموجودين بها في الفترة الأخيرة بسبب زيادة حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب والمدن والبلدات المجاورة، ليصل إلى أكثر من مليون نسمة حسب ما تقول سلطات الإدارة الكردية القائمة هناك منذ فقدان الحكومة سيطرتها على المنطقة.

تشتهر عفرين بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم، إضافة لوجود العديد من المواقع الأثرية مثل قلعة سمعان، وقلعة النبي هوري وتل عين دارة، والجسور الرومانية على نهر عفرين وجسر "هره دره" الذي بنته ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى.

كما يمر خط سكة حديد قادم من تركيا عبر منطقة عفرين ويصل إلى مدينة حلب وقد بنته تركيا قبيل الحرب العالمية الأولى، وهو الذي يراه الأكراد خطًّا للتمدد الكردي إلى الحدود التركية.

وبدأت تركيا بضرب "عفرين" أمس ضمن عملية "غصن الزيتون" دون أن تظهر أي مؤشرات على أن أنقرة حصلت على ضوء أخضر من روسيا أو الولايات المتحدة التي لم تخف غضبها من هذه الخطوة.

وقال الجيش التركي إنه استهدف مخابئ ومعاقل يستخدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية بعد أن قصف مسلحون مواقع داخل تركيا، بحسب بيان تركي.

وسارع الأكراد في الأيام الأخيرة بنقل جزء من قواتهم إلى المدينة، فضلا على أسلحة ومعدات حصلوا عليها من الولايات المتحدة. وأنهى 500 مقاتل السبت تدريبا عسكريا للانضمام إلى قوات الأمن الحدودية التي أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن عزمه تشكيلها شمال سوريا، في خطوة أثارت غضب أنقرة.

وأعربت روسيا السبت عن قلقها حيال إعلان تركيا بدء الهجوم. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "موسكو قلقة حيال هذه المعلومات"، مضيفة "ندعو أطراف المواجهة إلى ضبط النفس"، مشيرة إلى أنَّها اتخذت تدابير لضمان سلامة الجنود الروس في عفرين.

ويرى البعض أنَّ التسريبات التركية عن سحب روسيا قواتها من عفرين كان لإظهار أن ثمة توافقًا تامًا حول العملية، لكن بيان وزارة الدفاع الروسية يكشف عكس ذلك تمامًا، وهو أمر قد يعقد العلاقة بين الدولتين ويهدد مسار السلام الذي تشتركان في رعايته مع إيران.

وينطوي الهجوم التركي وفق محللين على مخاطر، لأن روسيا التي كثفت تعاونها مع تركيا حول سوريا موجودة عسكريًّا في عفرين وتربطها علاقات جيدة مع المقاتلين الأكراد؛ كما أن واشنطن لن تنظر بعين الرضا إلى التحرك التركي ضد المقاتلين الأكراد الذين أثبتوا فاعلية في مواجهة تنظيم "داعش".

 
 
 
 
 
تم نسخ الرابط