"صباح" "الأم المثالية"
كتبت - مي الكناني
حمل ثقيل تشاركته مع زوجها الذي أنهكه المرض، ثم رحل قبل 5 أشهر، لتستكمل مسيرة الكفاح، وتتحمل العبء وحدها، وضاعفت مجهودها لرعاية أبنائها، لتضرب أروع مثل في التضحية والمثابرة.
صباح حمزة حسنين، 59 عاما، من عزبة واصف بمركز ميت غمر، أم لثلاثة أبناء من فاقدي البصري "شابين وفتاة"، تحملت مسؤوليتهم منذ صغرهم، وتحدت الظروف الصعبة التي واجهتها وزوجها، لتستكمل تعليم أبنائها، وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي فوزها بلقب الأم المثالية.
تقول صباح: إن زوجها كان يعمل ميكانيكيًا في مصنع ميت غمر للغزل والنسيج، وأصيب بمرض أفقده بصره بالتدريج، لكنه كان بالنسبة لها السند، وداعمها الوحيد ومصدر قوتها.
بدأت الأم المثالية معاناتها مع ولادتها نجلها الأول، وتلقت صدمة شديدة عندما وجدته فاقدا للبصر، وبإيمانها القوي تداركت الأزمة، وعرضته على أكثر من طبيب في محاولة لإيجاد علاج، لكن إرادة الله كانت أقوى، وفشلت كل محاولاتها.
وبعد 3 سنوات رزقت صباح بنجلها الثاني، ووجدته كفيفا أيضا، ثم نجلتها الصغرى والتي ولدت كفيفة، لتصاب بحالة من اليأس، وتتذكر الأم المثالية تلك اللحظة، وتقول "زوجي هو من هون على الصدمة، وشجعني على إلحاقهم بالأزهر الشريف، وحفظ القرآن، ليتمتعوا بنعمة البصيرة، بعدما فقدوا البصر".
تحكي الأم المثالية إنها على الرغم من عدم التحاقها وزوجها بالتعليم، إلا أنهما حرصا على تعويض ذلك في أبنائهما، وكان يتبادلان مرافقتهم للمعهد، وعملت في أكثر من مهنة باليومية منها بيع الخضار والخبز، لتوفير احتياجاتهم الضرورية، وكانت تعتبر أن ما تحصل عليه هو رزق أولادها.
حصدت الأم المثالية ثمار ما زرعته، وحصل ابنيها على ليسانس أصول دين قسم دعوة، ويعملان حاليا أئمة بالأوقاف بعد زواجهما، كما تخرجت ابنتها الصغرى في كلية الشريعة الإسلامية، وحصلت على دبلومة عامة في التربية، وتعمل مدرسة.



