منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة.. مهمة مصرية لاستنهاض القارة السمراء
كتب - عبد الحليم حفينة
دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته اليوم عقب تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي من الرئيس الرواندي إلى انطلاق النسخة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة خلال العام 2019، وهو المنتدى المقرر له أن يكون منصة قارية لبحث آفاق الربط بين السلام والتنمية بشكل مستدام، لصناعة فارق ملموس في حياة الشعوب.
في هذا الصدد أكَّدت بسند فهمي، الخبير الاقتصادي أن دعوة الرئيس لمنتدى السلام والتنمية المستدامة أمر هام ويعكس أهمية خلط السياسي بالاقتصادي، لأن البعد الاقتصادي يلزمه بالأساس خطاب سياسي يقنع الأفارقة بأهمية الشراكة معنا وجدوى استفادتهم منها، لافتة إلى أن هناك منافسين ُكثر على المستوى الاقتصادي في القارة السمراء، مثل الصين وأمريكا وألمانيا وغيرها من الدول التي لن تتنازل عن مكاسبها الاقتصادية بسهولة، ويجب على مصر من خلال سياستها أن تصيغ معادلة يخرج منها الجميع بمكاسب، وهو ما نراه في سياسات مصر الخارجية عمومًا الآن، مشيدة في الوقت ذاته بجهود الدبلوماسية المصرية خاصة فيما يتعلق بالشأن الإفريقي.
وفي ذات السياق، أكَّد عطية العيسوي خبير الشؤون الإفريقية، أن غياب السلام عن أفريقيا يمنع التنمية، وفي المقابل غياب سبل الحياة الكريمة يخلق الصراعات، ومن هنا جاءت تسمية المنتدى التي بادرت مصر بإطلاقه، ولفت عيسوي إلى أن التنمية في أفريقيا تتطلب 150مليار دولار لا يتوافر منها سوى 60 مليار دولار، وبالتالي لابد من تعاون مصر إفريقي لتوفير العجز تمويل التنمية، وهذا يتطلب أن يتم وقف النزاعات المسلحة بأفريقيا وإقامة أنظمة حكم ديمقراطية وإجراء اصلاحات اقتصادية، تتضمن القوانين وأنظمة البنوك، لكي تتوفر الشروط اللازمة لدى الدول والجهات المانحة حتى يكون هناك تعاون، والتجربة المصرية يمكن أن تكون عونًا للدول الأفريقية في جميع هذه الأمور.
وأضاف عيسوي، أن أهمية المنتدى تتمثل في أن مصر ستحاول توفير الشروط اللازمة لدى الجهات الدولية المانحة، إضافة إلى أن ما تقوم به مصر هو عرض الأولويات الأفريقية وبلورتها أمام المنتديات الدولية لإقناع الجهات المانحة للمساعدة على تحقيقها، فهناك قمة الدول الصناعية في يونيو المقبل، التي يلقي فيها الرئيس السيسي خطابه فيها نيابة عن أفريقيا وعرض مطالب القارة، إلى جانب القمة اليابانية الإفريقية في أغسطس، واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يقوم بها الرئيس السيسي بنفس الدور.
من جهته يقول حسين خليل، عضو مجلس النواب عن أسوان، وأمين حزب مستقبل وطن بمحافظة أسوان، أن المنتدى يعد إضافة لمصر بالكاملة وليس فقط لأسوان، إضافة إلى أن المنتدى يعزز فرص مصر للاستثمار في إفريقيا، خاصة أن السوق الإفريقية سوق كبيرة، ومصر لها فرص في التصدير للأسواق الإفريقية، وأوضح خليل أن البرلمان يدرس سن تشريعات تشجع على التعاون الإفريقي، وأشار عضو مجلس النواب إلى أن هناك استعدادات موسعة على المستوى التنفيذي والشعبي لاستقبال المنتدى، مستشهدًا بزيارة رئيس الوزراء اليوم لأسوان بصحبة عدد من الوزارات، مؤكدًا أن هناك مقترحًا تقدم به بشكل شخصي لتسمية شوارع في أسوان بأسماء زعماء إفريقيا.



