الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

على طريقة "معلا قانون" في مسلسل "غوايش".. أردوغان: أنا القانون

على طريقة معلا قانون
على طريقة "معلا قانون" في مسلسل "غوايش".. أردوغان: أنا القان
كتب - عادل عبدالمحسن

على طريقة نبيل الحلفاوي في دور معلا قانون بمسلسل "غوايش"، الذي عرض عام 1986 على التليفزيون المصري يتعامل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إدارة الدولة، فبالرغم من أن فترة الدعاية والتجمعات والحملات الإعلامية المكتوبة والمرئية من أجل الانتخابات البلدية، تبدأ رسميًا يوم 21 مارس المقبل، إلا أن الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب أردوغان يرى نفسه فوق القانون ويواصل عدم الالتزام بالمحظورات الانتخابية.

وقالت صحيفة "الزمان" التركية في الوقت الذي لا يُسمح لأحزاب المعارضة بأي نوع من الدعاية، يستمر أردوغان في عقد لقاءات جماهيرية في المدن والبلدات بحجة المشاركة في افتتاحات جماعية، ويظهر كل يوم على الشاشات ويوجه منها لخصومه ومنافسيه كل أنواع الاتهامات والافتراءات بل والتهديدات من دون أدنى رعاية للقوانين والقواعد والأعراف السياسية.

وتضيف الصحيفة أن مراقبين، ومن بينهم الكاتب والمحلل السياسي التركي ذو الفقار دوغان، يرون أن سبب نزول أردوغان إلى الساحات، وظهوره على الشاشات، ورفع سقف اتهاماته للمعارضين، بالمخالفة للقانون، يعود إلى المشهد السلبي لنسبة أصوات حزبه حتى في استطلاعات الرأي، الذي تجريه مؤسسات الاستطلاع الموالية له.

وتكشف الصحيفة أن أردوغان يزعم أن هناك تحالفًا سريًا بين أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الخير" و"السعادة" مع حزب الشعوب الديمقراطي، واصفًا إياه بـ"تحالف الخيانة"، لارتباط الأخير مع حزب العمال الكردستاني "الإرهابي".

وتشير الصحيفة إلى أن أردوغان أطلق لسانه واستمر في اتهاماته زاعمًا أن ما سماه منظمة فتح الله جولن، وحزب العمال الكردستاني شكلًا تحالفًا انتخابيًا، لأنهما علقا آمالهما على فوز تلك الأحزاب المعارضة في الانتخابات البلدية.

وتتابع الصحيفة أن أردوغان يسوق كل هذه الاتهامات والافتراءات من دون هوادة، لأنه لن يخرج أحد ليتساءل: ألستَ أنت الذي اتهمت حركة الخدمة بعرقلة "مفاوضات السلام" التي أجريتَها مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الإرهابي؟! مع أن حركة الخدمة ساندت تلك المفاوضات مع تأكيدها على ضرورة الحفاظ على وقار الدولة، ومطالبتها في الوقت ذاته بالاعتراف بحقوق المواطنين الأكراد.

وتضيف أن أردوغان كان قد نحّى الأكراد جانبًا، وبدأ يجري مفاوضات مع حزب العمال الكردستاني من أجل تحقيق مصالح سياسية، ولما تعارضت مصالحه مع تلك الخطوة، بعد توجه الأكراد من حزبه إلى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، أطاح بطاولة المفاوضات، وأعلن حربًا على العمال الكردستاني، لكنه هذه المرة دمر المناطق السكنية وقتل الآلاف من الأكراد بحجة مكافحة الإرهاب، واليوم يتهم حركة الخدمة بالتحالف مع العمال الكردستاني بعد أن كان يتهمها أمس بمعاداته.. من وكيف يمكنه الوثوق فيما يقول مثل هذا الإنسان الذي يغيّر أصدقاءه وأعداءه بين ليلة وضحاها يا ترى؟.

وليس عبثًا أن ترفض زعيمة حزب الخير ميرال أكشينار اتهامات التحالف مع حزب العمال الكردستاني من خلال تذكيرها أردوغان بقوله في وقت سابق: "أنا من أمرت بإطلاق مفاوضات السلام الكردي مع قياديي العمال الكردستاني"!.

كما أفادت أكشينار أنه ليس من الصائب أن يبادر أردوغان إلى تصنيف 6 ملايين شخص منحوا أصواتهم لحزب الشعوب الديمقراطي "الكردي" على أنهم عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم العمال الكردستاني "الانفصالي".

ومع أن البعض يزعم أن الخوف المتزايد يومًا بعد يوم من خسارة البلديات، وعلى وجه الخصوص بلديات المحافظات الكبرى، يدفع أردوغان إلى أن يتصرف وكأنه المرشح الوحيد من حزب العدالة والتنمية لكل البلديات في تركيا، إلا أنني أعتقد أن السبب الحقيقي هو أن لغة التهديد والكراهية أصبحت أمرًا فطريًا أو طبيعيًا لدى أردوغان، حيث إنه تعلم على مدى الفترة الماضية البقاء في السلطة بأساليب قمعية يبررها دومًا بوجود "تهديد" أو "عدو" وإن خسرت تركيا بكل أطيافها بسبب تلك اللغة.

تم نسخ الرابط